الرئيسية أدب الأديبة فتحية دبش تقتفى المعنى وتراقص المبنى كيفما كان

الأديبة فتحية دبش تقتفى المعنى وتراقص المبنى كيفما كان

ahmed-hefny 2269
الأديبة فتحية دبش تقتفى المعنى وتراقص المبنى كيفما كان
واتساب ماسنجر تلجرام

 

د. حاتم العنانى (مصر)

الأديبة المبدعة فتحية دبش حصاد إرث لحضارتين هما التونسية والفرنسية تمتلك مذهباً أدبياً قائماً بحدّ ذاته تطلق العنان لكلماتها ومفرداتها اللغوية، بدافع من خاصية حسية تملكتها ، نموذج متفرد للغة إبداعية رصينة ، صاحبة قلم وقّاد ، وفكرها يحمل قيماً راقية ، تمتلك مصْطَلحاتِ وألفاظٍ وعبارات ذات مدلولات ثقافية ومفاهيم فكرية عديدة ومتنوِّعة، ظهرت موهبتها منذ نعومة أظافرها .. فكانت منقادة، لتكون لأعمالها الريادة. وكان لى الشرف أن أحاورها

نص الحوار:

س1 : احكى عن نفسك وعن بداياتك مع الحرف والقلم – من ساعدك على تنمية موهبتك .. وكيف أصبحتى أديبة ؟

ج1: رحلتي مع القلم كانت منذ الصغر و عملت على صقلها بالمطالعة والتمارين التعبيرية وساعدني في ذلك عاملان : العامل الأول هو شفوية الحكايات التي نسمعها صغاراً من عجائز الحي والجدات. و الثاني هو تشجيع أساتذتي لي وتوجيهاتهم لميولي الأدبية. بدأت بالشعر و انتهيت إلى السرد الذي يمتاز عندي باحتوائه لأسئلة الذات و الآخر.

س2 : إلى أى حد تشبهك كتاباتك ؟

ج2: لا أدري إن كان يمكن للكتابات أن تنفلت من حتمية الشبه بصاحبها. و بالتالي أرى كتاباتي مليئة بالقلق والثورة والتمرد والفكر وكل ما يمكن للإنسان اليوم أن يكونه… إنها مثلي فعلاً…

س3: ماهي المواهب التي تمتلكينها غير الكتابة ؟

ج3: إلى جانب الكتابة مارست الرسم كثيراً وأميل أيضاً إلى ما يسمى بتخطيط / ترتيب الفضاءات وهو متعلق جداً بالتصور النفسي والعملي للفضاء المكاني والزماني.

س4: كيف تقضين وقتك ؟

ج4: وقتي مقسم بين مشاغلي الاأسرية والعمل و الكتابة / المطالعة و السفر…

س5: ما أثر إتقانك للغة الفرنسية على أعمالك الأدبية ؟

ج5: لم أتعلم الفرنسية حين وصولي إلى فرنسا بل كنا في تونس ندرس الفرنسية منذ السنوات الأولى للتعليم الإبتدائي. و اللغة الفرنسية تختلف عن غيرها من اللغات في الدقة والشعرية وبالتالي موثقة الكلام. واتقان لغة أجنبية هو الانفتاح على حضارة أخرى و أدبيات أخرى وهذا من شأنه أن يطور أشكال القول وآليات التفكير وذلك بالعمل على تقاطع المعارف. وربما يكون ذلك واحداً من أسرار أن لنصوصي أجراساً و أبعاداً تمنح القارئ نعومة ولينا وتحرضه على الغوص في سبر المعنى. .

س6:من هو مثلك الأعلى في الكتابة وبمن تأثرتي فى كتاباتك ؟

ج6: تأثرت ولا أزال بكثير من المفكرين و الأدباء شرقاً و غرباً. أحب كثيراً عمق البار كامو وعبد الرحمان منيف ، ثورة نوال السعداوي، وجودية المسعدي و التوحيدي، فلسفية المعري و غيرهم كثيرون… ذلك أنني لا أنتمي إلى مدرسة أدبية محددة بل أسعى إلى اقتفاء المعنى ومراقصة المبنى كيفما كان ..

س7: لمن تكتبى؟

ج7: عندما أكتب أنا لا أفكر بالقارئ و لا بسؤال لمن أكتب. و قد عبرت عن ذلك في روايتي ميلانين مثلاً، قتلت فيها البطل والقارئ، لماذا؟ لأن تمثل قارئ ما نموذجياً كان أو لاً نموذجياً، يعني أن ندخل سجناً نغلقه على ذواتنا ونظل ندور فيه كجمل المحامل، وذلك يعني أيضاً قتل قارئ ما، قارئ مختلف لم نحسب له حسابا.ً بنظري يكتب الكاتب والقارئ يبحث عن كاتبه . و قد لا يكون قارئ اليوم قارئ غداً و العكس صحيح. لا بد للكتابة من السمو بالكتابة عن العرض والطلب و منطق الاتجار

س8: إهداء تودى تقديمه لشخص .. من يكون الشخص ؟ وما هو الإهداء ؟

ج8: إن كان لي إهداء سيكون إلى أمي و أبي رحمهما الله، إلى زوجي و طفلي،ّ و إلى كل من علمني حرفاً وإلى قرائي بلا استثناء… و أقول لهم جميعا : لكم كل مواسم هطولي فهي لا معنى لها إن لم تكن نوراً يقشع العتمة.

س9: هل تكتبين لأنك تريدين ارسال رسالة من خلال كلماتك؟ أم هى طاقة تخرج منك على هيئة كلمات؟

ج9: نعم، أكتب لايصال صوتي، رسالتي… لا استطيع الإيمان بأن الكتابة مجرد بوح ولا أنها هروب من ضجيج الذات وإنما أراها رسالة أشبه بالنبوة لا تكتفي بصنع الخيال بل ترمم الواقع.

س10:هناك مقولة تقول”من يقرأ جيدا يكتب جيدا”هل هذا صحيح؟

ج10: نعم من يقرأ جيداً يكتب جيداً شريطة أن تكون هناك الموهبة. فالقراءة تصنع القارئ الجيد وتصقل موهبة القارئ المشروع كاتب.

س11: ما هي مؤلفاتك التي تم نشرها حتى الآن؟

ج11: أعمالي إلى حد الآن ثلاثة: * رقصة النار، قصص قصيرة جداً. صدر بتونس سنة 2017 * صمت النواقيس، مجموعة هجينة (قص و خاطر) صدر بمصر سنة 2017 *ميلانين، رواية صدرت بمصر سنة 2019.

س12: هل حدثينا عن اصداراتك؟

ج12: القاسم المشترك بين اصداراتي الثلاثة هو أنها بواكير إن صح القول. بمعنى أنها متنوعة الأجناس. لم أعمل على استراتيجية الانتشار بقدر ما عملت على استراتيجية التنوع و التعدد.

س13: ماذا يعنى الوطن بالنسبة لك ؟

س13: الوطن بالنسبة لي هو حيث يستطيع الإنسان، أي إنسان كان، أن يكون هو والآخر على ذات حد الشفرة وعلى ذات جناح الحياة… و كم نفتقد اليوم إلى مقومات الوطن الحق لنكون المواطنين الحق.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *