الرئيسية أخبار الإعلام أكثر المجالات هيمنة وتأثير على حياة الإنسان

الإعلام أكثر المجالات هيمنة وتأثير على حياة الإنسان

moda 1973
الإعلام أكثر المجالات هيمنة وتأثير على حياة الإنسان
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم / د. أحمد عبد الصبور

أصبحت وسائل الإعلام من أكثر المجالات هيمنةً وتأثير على حياة الإنسان ، نظراً لوصولها إلى جميع مجالات الحياة وتعدد فروعها ؛ فهناك وسائل الإعلام المرئية مثل التلفاز ، ووسائل الإعلام المسموعة مثل الراديو ، ووسائل الإعلام المكتوبة مثل الصحف الورقية والمواقع الألكترونية ، ويوجد ما أنتشر بشدة في السنوات الأخيرة وهي البرامج الإعلامية الإجتماعية التي صارت تنشر على صفحات التواصل الإجتماعي ،،، وتنقل هذه الوسائل المعلومات للناس كلُ حسب مكانه ورغبته ، وبسبب الإقبال الشديد على وسائل الإعلام المتنوعة في الآونة الأخيرة ظهرت بعض السلبيات لها ، فقد نتج ذلك من خلال كيفية الإستخدام السىء لبعض الأشخاص لها …
على الرغم من الفوائد الكثيرة لوسائل الإعلام إلّا أنّ الإستخدام الخاطئ لها في بعض الأحيان سبب في ظهور بعض السلبيات والمخاطر، من أهمها : إثارة المشاكل والنعرات في بعض الأحيان ، فوسائل الإعلام قد تقود إلى التعصّب الطائفي الغير جيد ، ومحاولة إستمالة الأفراد إلى الأفكار التي يدعوا إليها مثل هذا التعصب مما يسبب المشاكل والخراب والتدمير داخل المجتمع .
كذلك التأثير السلبي على الذوق العام لأفراد المجتمع من خلال قيام بعض وسائل الإعلام ببث البرامج والأفكار المسمومة وذات الذوق السيء بهدف إستغلال طاقات الشباب وأهوائهم لتحقيق الربح المادي .
وأيضاً إصابة المدمنين على بعض وسائل الإعلام مثل شبكة الإنترنت بالعزلة والإكتئاب وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين على أرض الواقع ، فقد أشارت التحليلات والدراسات النفسية بأنّ الشخص الذي يظن نفسه إجتماعياً على مواقع التواصل الإجتماعي هو في الواقع يعيش في وهم لأن التواصل من خلال شبكة الانترنت يختلف عن التواصل على أرض الواقع .
ومن الملفت للأنظار أيضاً نشر الفساد والرذيلة من خلال الإنفتاح الكبير على ثقافات الشعوب الأخرى بشكلٍ سلبي ، وعدم موافقة أفكارهم وعاداتهم مع تعاليم الدين وعادات وثقافات المجتمع الشرقي مما يولد المشاكل والهوات بين أبناء المجتمع الواحد .
لقد أصبح معظمنا يتبادل الأخبار دون التأكد من صحتها ، وهناك من يصر على تصديق خبر أو فكرة وردت إليه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويرفض تصديق الوثائق والأدلة التي لا تتسق مع مواقفه وآرائه ، لقد أستطاعت صفحات التواصل الإجتماعي خلق فتن ونزاع في المجتمع أو بين الدول ، وكذلك بث الفاحشة بين صفوف أبناء المجتمع من خلال ترويج أفلام وصور خلاعية عبر برامج إعلامية إجتماعية … وهى برامج من المفروض أنها وجدت لخدمة الناس لا لتدمير ثقافاتهم ومعتقداتهم وأجيالهم !!! ،،، وهنا يطرح السؤال نفسه :
كيف يمكن لشخص التواري خلف حساب وهمي ؟!
فيجب إيجاد السبل الكفيلة بمواجهة هذه المشكلة ، وكذلك يجب تفعيل بنود القانون لردع المسيئين لإستخدام الإعلام الإجتماعي ، والعابثين بحياة المجتمع .
أن مواجهة سلبيات الإعلام وما ينتج عنه من مظاهر بعيدة عن موروث التقاليد والعادات الشرقية ، يكمن في تعليم النشء أخلاقيات إستخدام برامج التواصل الإجتماعي ، وغرس وتعزيز الوازع الديني لديهم .
بالطبع الأباء والأمهات غير قادرين على منع أبنائهم – الجيل الصاعد الجديد – من إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي ، ولكن فنحن مدعوون جميعاً إلى تعليم الأجيال الحالية والقادمة كيفية الإبداع والإستفادة من تلك الوسائل ، وكذلك هو دور وزارة التربية والتعليم في ذلك أيضاً … من خلال إطلاق مبادرات مبكرة لتعريف الناشئة بالإستخدام الأمثل لصفحات التواصل الإجتماعي ( الإعلام الإجتماعي ) .
أن الإعلام الإجتماعي بات منتشراً بصورة تتطلب وقفة جميع أولياء الأمور والمؤسسات المعنية لتوعية النشء من مخاطره وسلبياته ، حيث توجد إحصائيات حديثة حول إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي … منها أن عدد مشتركي « فيس بوك » وصل إلى 1,5 مليار مشترك ، ويدخل 55% منهم إلى الموقع يومياً ، فيما بلغ عدد مستخدمي يوتيوب 800 مليون مستخدم شهرياً ، علاوة على أن هذة المواقع تسببت في إنشاء أكثر من 140 مليار صداقة ، علاوة على تحميل 210 مليارات من الصور من خلاله …
يُعدُّ الإعلام بوسائله المختلفة التقليدية والحديثة ، إحدى أهم ركائز المجتمع ، نظراً لوظيفته الأساسية المتمثلة في تشكيل إتجاهات الرأي العام تجاه القضايا المجتمعية المختلفة ، وكونه عاكساً لطبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع من ناحية وبين النخبة والجماهير من ناحية أخرى .
غير أن العديد من العوامل من شأنها التأثير في أداء وسائل الإعلام لهذه الوظائف ، منها عوامل تتصل بالبيئة التي يمارس فيها الإعلام دوره ، وأخرى تتصل بالإطار التشريعي الحاكم له ، وثالثة تعنى بالقائمين على الإعلام والعاملين فيه .

يتوقف أداء وسائل الإعلام المختلفة لدورها على شكل ووظيفة تلك الوسائل في المجتمع وفقاً لما يحدده لها النظام السياسي للدولة ، وحجم الحريات التي يمنحها لها القانون المنظم لعملها ، ومدى الإستقلالية التي تتمتع بها في مقابل مالكيها ، إلى جانب طبيعة العوامل الثقافية والإجتماعية المتأصلة في المجتمع ، كما يبرز دور الإعلاميين ذاتهم في هذا الإطار أيضاً ، إذ ينعكس مدى تحليهم بالحيادية والمهنية والمصداقية على مدى تقبل المجتمع للدور الذي يقوم به الإعلام في توجيه وتشكيل الرأي العام .
لقد مرَّ الإعلام الخاص في مصر بمراحل عدة تذبذب فيها تأثيره على الرأي العام المصرى ، فيما مثلت ثورة 25 يناير 2011 م منعطفاً مهما في تأثير الإعلام الخاص على المجتمع ، أتجه خلالها إلى أفول نجمه الذي أزدهر خلال الفترة التي سبقت الثورة على حساب الإعلام المملوك من قبل الدولة ، وذلك بسبب التفوق النسبي لمواقع التواصل الإجتماعي بشكل خاص ، ووسائل الإعلام الحديث بشكل عام .
وللأسف … إن ما يسمى بـ « إعلام السبوبة » جزء من حالة الإنفلات والعشوائية التى ظهرت بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، والخروج من هذه الحالة يلزمه تفعيل المنظومة الإعلامية الجديدة .
و أى إعلامى يمارس النشاط بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب الحقيقة والوطن يعتبر نموذجاً سيئاً ، ولا يصح أن يطلق عليه إعلامى ، ويجب أن ينتظره فى هذه الحالة العقاب وإن طال الوقت ، فالإعلام مهمته نقل الحقيقة للرأى العام ، دون أن يكون محملاً بمصالح أو أهواء شخصية .
ويجب أن نتذكر ما قاله ” جوزيف جوبلز ” وزير الإعلام النازي :
” أعطني إعلاماً بلا ضمير … أعطيك شعباً بلا وعي ” .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *