الرئيسية مقالات الكتاب الإعلام المصرى حائراً بين واقع نعيشه ومستقبل نأمل فيه

الإعلام المصرى حائراً بين واقع نعيشه ومستقبل نأمل فيه

moda 3145
الإعلام المصرى حائراً بين واقع نعيشه ومستقبل نأمل فيه
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
” رصـــــــد الــــوطــــن”

ما من شك في أن الإعلام يعد من أهم ركائز أي مجتمع؛ حيث يتم الاعتماد عليه في تشكيل رأي عام تجاه قضايا مجتمعية كثيرة؛ منها على سبيل المثال: المشروعات القومية الكبرى، وفي التنمية والتعليم والسياسة الخارجية والصحة والزراعة، والعلاقات الاجتماعية والثقافة، والدين وغيرها، وهو الذي يسهم في رسم أو تحسين، أو تشويه الصورة الذهنية للمجتمع في الداخل والخارج.

وإذا صح الإعلام وكان أدائه جيدًا، ويتسم بالشفافية والمهنية – فإنه يصبح عاملاً مساعدًا ومؤثرًا في إقرار الأمن والاستقرار، والوئام وفي دفْع عجلة التقدم والازدهار، أما إذا كان الإعلام منحازًا لمصالح فئة على حساب أخرى، وغابت عنه الشفافية والمهنية، فإنه يصبح عبئًا ثقيلاً على المجتمع، بل وقد يؤثر بالسلب على مسيرة تقدمه، وقد يُودي به، ويُفسد حياة الشعب، وقد يفسد علاقات الوطن بدول الجوار وبدول العالم الأخرى التي ترتبط مصالحه بها.

وفي يناير 2013، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) UNESCO تقييمًا كليًا لتطوير قطاع الإعلام في مصر، وذلك في إطار البرنامج الدولي لتطور الاتصال IPDC ، وفي ما يتعلق بـ”تعدد وتنوع وسائل الإعلام، وسياق اقتصادي يكفل تكافؤ الفرص وشفافية الملكية”، أوردت في توصياتها مما أوردت أن “ينبغي وضع قواعد تقضي بالحد من ارتفاع معدلات تركيز ملكية وسائل الإعلام، سواء على مستوى أي قطاع من القطاعات الإعلامية، أو فيما بين تلك القطاعات، وذلك قبل تفاقم هذه المشكلة في مصر”.

فتتنوع ملكية مؤسسات الإعلام ما بين ملكية عامة للدولة أو لأشخاص اعتبارية عامة تؤسسها الدولة‏,‏ وملكية خاصة لأشخاص أو شركات أو اتحادات أو غير ذلك من الأشخاص الاعتبارية الخاصة‏,‏ مثل الأحزاب والنقابات‏,‏ وفي مصر ساد نمط الملكية العامة في الفترة الممتدة من قيام ثورة يوليو‏1952‏ وحتي منتصف السبعينيات من القرن العشرين‏,‏ ثم بدأت مصر تعرف بالتدريج نمط الملكية الخاصة للمؤسسات الإعلامية مثل الصحف وقنوات التليفزيون الخاصة‏,‏ الي أن أصبحت تزاحم المؤسسات الإعلامية العامة في السنوات الأخيرة‏.‏

نحن الآن في هذه المرحلة الجديدة علينا أن نحسن استخدام الإعلام المصري بكل وسائله وأشكاله وأطيافه من أجل بناء عقل مصري مستنير ومتطور ومنتم لقيمه وتاريخه وتراثه ومشارك في بناء مجتمعه ويشعر بقضاياه ومشاكله, نحن في حاجة إلي انسان مصري جديد يقبل التحدي وقادر علي المنافسة مع الآخرين وينتمي لحضارة لها جذور تاريخية ويريد ان يبني عليها حضارة جديدة في ظل هذا الواقع الجديد, لكي يستطيع الاعلام المصري في مرحلة ما بعد الثورة ان يؤدي رسالته الإعلامية المرتبطة بمسئولياته المجتمعية

ختاما…لذا ففي ظل هذه الحالة من السيولة في المشهد الإعلامي العربي، ومع ما يحمله لنا صباح كل يوم من قنوات وصحف جديدة، اختلطت فيها الأهداف الخاصة والدفاع عن مصالح وفئات بعينها دون النظر كثيرا إلى مصلحة الجمهور، وذهبت في أهدافها بعيدا عن تحقيق تنمية ثقافية أو وعي مجتمعي، فإن وجود إعلام الدولة بمؤسساته الرسمية هو الذي يحدث حالة من التوازن، وهو الضمانة الحقيقية لتكريس القواعد المهنية، وإلا فإن البديل هو التخبط.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *