الرئيسية حوادث الإهمال الطبى ملف لا ينتهى وضحية اخرى دخل الطفل يوسف المستشفى فخرج منها جثة هامدة

الإهمال الطبى ملف لا ينتهى وضحية اخرى دخل الطفل يوسف المستشفى فخرج منها جثة هامدة

moda 1101
الإهمال الطبى ملف لا ينتهى وضحية اخرى دخل الطفل يوسف المستشفى فخرج منها جثة هامدة
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت :ياسمين محمد
“رصـــــد الــــوطـــن”

لم يتبقَ سوى ثلاثة أشهر للطفل “يوسف” لإتمام عامه السادس، إلا أن الإهمال قتله أمام أعين والديه وأشقائه بعد ثلاث ساعات من إجراء عملية “الشخير” له في أحد المراكز المتخصصة في الأنف والأذن بالمحلة الكبرى.

مشكلة بسيطة كان يعاني منها “يوسف عمرو” منذ صغره وهي “اللحمية” أثناء نومه، فقرر والده الذهاب به لأحد المراكز المتخصصة لعلاجه، “كل الناس قالت لي اعملها في التأمين أو المستشفى العام، لأني على قد حالي”.

استغرق عمرو محمد، والد الطفل، عدة أيام بحثًا عن طبيب له سمعة جيدة بين المواطنين، لإجراء العملية لنجله، فدلَّه أصدقاؤه على أحد المراكز المتخصصة للأنف والأذن والحنجرة، وبعد ذهابه لأحد الأطباء به، أخبرهم أن طفله يعاني من مشكلة اللوز وليس “الشخير”، موضحًا لهم أن حجمها كبير وتحتاج إلى إجراء عملية اللوز مع “اللحمية”.

وخرج “محمد” من المركز بحثًا عن طبيب آخر للتأكد من التشخيص، وبعد تأكده، عاد مرة أخرى للطبيب الاستشاري صاحب المركز المتخصص، لإجراء العملية قائلا “يا ريتنا ما روحنا ولا عملنها، روحنا يوم العملية ويوسف كان بيجري وفرحان أنه هيعملها ويخف ويعرف ينام كويس”.

لم تستغرق العملية التي أجراها الطبيب أكثر من نصف ساعة ليخرج من غرفة العمليات، ويبدأ “يوسف” بالإفاقة من العملية مع خروج بعض الدماء منه، وناوله والده “آيس كريم” لم يستجب له وتركه، طالبًا بعض المياه لتعطيه والدته وبعدها عانى من وجع في بطنه وظل يتألم لفترات طويلة.

وعند سؤاله عن الطبيب، أخبرته إحدى الممرضات، أنه ترك المركز بعد انتهائه من العمليات، طالبا الممرضة بالاتصال به وشرح حالة نجله، “اتصلت بالدكتور قال لها اديله حقنة للترجيع نزلت جبتها والممرضة اديتها له وروحنا البيت”.

وبعد وصوله المنزل، ظل “يوسف” يتألم ويشكو من “وجع بطنه”، فقرر الذهاب إلى العيادة لأخذ رقم الطبيب والاتصال به، الذي طلب إعطاءه حقنة لمنع “الترجيع”، وبعد انتهاء المكالمة، اتصلت به زوجته قائلة له “خليه ييجي العيادة بسرعة أنا رايحة بيوسف، الواد بيموت”.

فعاد الاتصال بالطبيب مرة أخرى، ليخبره بما دار بينه وبين زوجته، ووضع الممرضات طفلهما على الأكسجين، بعد معاناة وعدم تحركه نهائيًا، وحتى هذا الوقت لم يصل الطبيب، ما اضطرهما للاتصال به، ليصل ويبلغهما أن “يوسف” نائم.

“كنا منهارين والدكتور زعق فينا، وقعد يقرص فيه من ودانه ورجله هو على الأكسجين، وابني كان يفوق لحظة ويرجع زي ما كان، وقالنا انتوا ادتوله علاج إيه، قلت له انت اللي اديتله، وأخدنا ابني على مستشفى أبو العزم، ودخل في غيبوبة وإحنا في الطريق”، هكذا يسرد “محمد” أصعب اللحظات التي مروا بها قبل وفاة نجله.

تجمع جميع الأطباء المتواجدين في المستشفى حول “يوسف”، نظرًا لصعوب الحالة التي يمر بها نجله، ليخبره مدير المستشفى أنه يحتاج لنقله إلى العناية في المستشفى العام، ليتصل بالإسعاف لنقل ابنه، وأبلغهم أحد الأطباء أن الطفل يعاني من تكسير في الدم نتيجة العلاج الخاطئ الذي أعطاه الطبيب إياه الذي قام بإجراء العملية.

“يوسف مات، وأنا مش عارف مات ليه، مش عارف علاج غلط ولا عملية غلط ولا إيه، ومش عارف أخد حقه علشان ميروحش المشرحة” كلمات نطق بها “محمد” بعد رحلة صغيرة في محاولة علاج نجله مليئة بالصعاب، وسط دموع تملأ عينيه حزنًا على وفاة طلفه.

وبعد وفاة “يوسف” جاءت ممرضة للبيت لتعزينى فى ابنى وجابت ظرف فية فلوس تعرضها علية الذى بعثها الطيب لى ولكنه رفض قائلا “يوسف ثمنه مش فلوس”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *