الرئيسية مقالات الكتاب نصف المجتمع و الجنة تحت قدميها

نصف المجتمع و الجنة تحت قدميها

moda 1704
نصف المجتمع و الجنة تحت قدميها
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال 

"رصــــد الـــــوطــــــن"

كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلباً للحنان والدفء والحب العظيم هي نصف المجتمع بأسره، وعماده وأساسه؛هي سر الوجود الأعظم الذي رافق قلوبنا منذ تلك النعومة التي كانت بأجسادنا، حتى قوي ذلك الجسد وأصبح قادرا على العطاء والإنتاج، فهي المنشأ لهذا الجسم الذي تكونت خلاياه من طعامها ومن دمها، وتلك العظام التي آلمتها وهو ينمو ويكبر يوما بعد يوم في بطنها، ولتلك اللحظة التي شعرت بألم يفوق تكسر عظام الإنسان عظمة عظمة لتخرجه إلى نور الحياة، ابنها وفلذة كبدها ودنيتها، لترعاه فتطعمه حليباً سائغاً مما تأكل وتطعم نفسها لتدعه يشعر بالامتلاء والشبع، وتسهر الليل على راحته لتجعله الأسعد والأكثر راحة في الدنيا، فتطعمه وتحضنه وتدعو له في نومه، وتدفئه من البرد وتنفخ عليه من ريحها البارد؛ ليذهب عنه شر الحر وحماوة اليوم .

إنها الأم التي تستعد أن تفدي روحها بدلاً عنه وتدفع دمها لتحميه وتحافظ عليه، إنه القلب الذي لا يخذل أبداً في حبه، إنه الحب الأسمى والقلب الأعذب والرحيق الأطيب، إنها الأم التي تسهر وتربي وترعى وتكبر، إنها الأم التي ترحم وتدلل وتعطف، في قلبها كل الحب ومنها انبثق جمال العالم في الدنيا، وفي الجنة هي السحر والممر الأوحد للعبور إلى الجنة، فمن كانت له أم فليحفظ عهدها ولا يحزنها أبداً، فإنها سر الجنة وبوابتها الأولى والأقوى والأمتن، إنها الجنة في الآخرة وجنة الحب والرحمة والطيبة في الدنيا، لا ينسى فضلها ولا يستطيع أحد مكافئتها عليه,هي كُل شيء في هذه الحياة فهي التعزية في الحُزن والرجاء في اليأس والقوة في الضعف,كما تحدثت السنة النبوية الشريفة عن أهمية الأم، فقد جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. وهذه دلالة على أهمية طاعة الأم والإحسان اليها.


البداية كانت هناك أعياد للأم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1870 وحتى 1880، ‏لكنها كانت أعياد على المستوى المحلي، ولم يكن لها صدى على المستوى العالمي، وقد حاولت الناشطة ‏الأمريكية "جوليا وورد هاو"، لإقامة يوم للأم تحت مسمى "الأم من أجل السلام"، ولكن فشلت الفكرة .


وفي عام 1908، كان الاحتفال الرسمي بعيد الأم لأول مرة، عندما قامت "آنا ماري جارفيس"، إحدى ‏قاطني ولاية فرجينيا الأمريكية، بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك فى يوم تأبين أمها، حيث أقامت هذه ‏السيدة احتفالًا بعيد أمها في كنيسة "أندروس"،‏وصدر أول إعلان رسمي عن عيد الأم في أمريكا عام 1910، ومع عام 1911 كانت الولايات الأمريكية ‏كلها تحتفل بعيد الأم، بعدما انتشر في المكسيك، وكندا، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.‏‎وعلى الصعيد العربي، يعد مصطفى أمين، الكاتب الصحفي، ومؤسس جريدة أخبار اليوم، صاحب الدعوة، ‏حيث أعلن فكرة الاحتفال بعيد الأم في إحدى مقالته بعموده الشهير "فكرة"، دعا من خلاله لتخصيص يوم ‏يسمى يوم الأم وكانت دعوته تشمل الدول العربية، وليس فى مصر فقط.وكان أول عيد للأم في مصر خلال عام 1956، ثم خرجت الفكرة من القاهرة إلى الدول العربية، واقترح ‏البعض تسميته بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولًا كبيرًا.‏

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *