الرئيسية مقالات الكتاب الحقائق العلمية والحقائق المطلقة “صراع بين العقل والمنطق”

الحقائق العلمية والحقائق المطلقة “صراع بين العقل والمنطق”

moda 1946
الحقائق العلمية والحقائق المطلقة “صراع بين العقل والمنطق”
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم  / الباحثة ميادة عبدالعال 
“رصــــــــد الــــــــوطـــــــــن”

لن ألغي عقلي واستورد له أفكارا، بل أغير كل فكرة من أفكاري تتعارض مع الحقيقة المطلقة

جميل أن يكون لك رأي خاص والأجمل أن يكون عقلك متشبعا بالعلم لبناء رأي سليم. أنا ألوم الأشخاص الذين يقدسون الحقائق العلمية النسبية، وهي تقبل الخطأ كما تقبل الصواب. وان كانت في ظاهرها أقرب الى الصواب من الخطأ. كما ألوم الذين يقدسون العقل والأفكار و يجعلون من العقل مقياسا للحقائق، ولا أدري بأي منطق يفكر هاؤلاء، وهم بهذا العقل يختلفون حول تلك الحقائق. وألوم ايضا الذين يحجرون عقولهم ويكتفون باتباع المفكرين، دون ان ينتجوا فكرا او تكون لهم اراء خاصة.
الحقائق المثبتة بالتجريب والوسائل الحديثة في البحث العلمي، حقائق نسبية بشهادة العلماء التجريبيين. وحتى وان كان ذلك فهي عندي أفضل من رأي منطقي منتج، كما أن الرأي المنطقي المنتج أفضله على الرأي المنطقي المستعار. والحقائق العلمية فهي نسبية تحتمل الصواب والخطأ. وهو الحقيقة المطلقة.
والادراك محاولة من العقل للوصول الى حقيقة المعنى. وعندما نقول محاولة فاننا ندخل في اعتبارنا امكانية فشلها. فهناك حقيقة اذن، وهناك ادراك. الحقيقة موجودة في العالم، أوجدها الخالق سبحانه. والعقل يسعى جاهدا للتعرف عليها، فيستخدم حاسة المنطق النسبية، لذا تجده في كثير من الأحيان لا يصيب الحق. فإذا أردنا الوصول الى حقيقة الاشياء من غير ضلال، يجب علينا أن نعود الى من أوجدها.. ان نعود الى الله سبحانه وتعالى. والى كتابه العزيز الذي قال فيه عز وجل (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) سورة فصلت الآية 42.
وأن نعود الى العقول المؤهلة علميا لفهم القرآن الكريم، وذلك لقول الله عز وجل : (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وقوله سبحانه: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)صدق الله العظيم
اغلب الافكار تحتاج في عرض نفسها على العقول الى المنطق، وهذا المنطق لا يعني دائما الحقيقة. فقبل قرون كان من المنطقي أن الأرض مسطحة، وبعد قرون صار من المنطقي أنها مكورة. لكن كروية الأرض مسألة علمية، بينما تسطيحها مسألة فكرية..
ومثلا لو أراد شخص يملك القدرة على التفكير، أن يقوم بعملية جراحية لشخص مريض، فلا يمكن السماح له بذلك، لأن أفكاره لا يمكن أن تنفعه في مسألة علمية دقيقة تحتاج الى دراسة وعلم ومهارة مثل هذه. وفي مثل هذا الموقف نقول للعقل اسكت وتعلم. ومن الواضح أيضاً أنّ الإنسان حينما يفكّر قد يهتدي إلى نتائج صحيحة ومقبولة وقد ينتهي إلى نتائج خاطئة وغير مقبولة. فالتفكير الإنساني -إذاً- معرّض بطبيعته للخطأ والصواب، ولأجل أن يكون التفكير سليماً وتكون نتائجه صحيحة، أصبح الإنسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيء له مجال التفكير الصحيح متى سار وعلى ضوئها,يولد الإنسان خالي النفس من كل فكرة وعلم فعلي، ولكن لديه استعداد فطري للتعلّم.
ثمّ يبدأ ينظر ويسمع ويذوق ويشمّ ويلمس؛ وبالتالي يحسّ بما حوله من الأشياء ويتأثر بها التأثّر المناسب ,وتمثّل القوّة المودعة في الإنسان من قبل الله عز وجل والتي يدير بها دفّة مدركاته الحسيّة والخياليّة والوهميّة(فيميّز الصحيح من الفاسد، وينتزع المعاني الكليّة من الجزئيّات التي أدركها فيتعقّلها، ويقيس بعضها على بعض، وينتقل من معلوم إلى آخر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *