الرئيسية ثقافة الشيخ محمد الحديدي من علماء الأزهر الشريف يكتب … أخلاق ديننا في التعامل مع الآخر

الشيخ محمد الحديدي من علماء الأزهر الشريف يكتب … أخلاق ديننا في التعامل مع الآخر

moda 1983
الشيخ محمد الحديدي من علماء الأزهر الشريف يكتب … أخلاق ديننا في التعامل مع الآخر
واتساب ماسنجر تلجرام
متابعة : منال محمد الغراز 
“رصــــــد الــــوطــــن”

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
[سورة الممتحنة 8 – 9] .
و يقول أيضا سبحانه و تعالى :
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)
[سورة البقرة 190] .
إنَّ شريعة الإسلام هي شريعةُ الرَّحمة للعالَمين، وهي شِرعة العدل والسَّماحة في كلِّ الميادين؛ من أجل ذلك لم يكن عجيبًا أن تجدَ هذه الشريعةَ تأتي في مسائل القتال والجهاد بقواعدَ أخلاقيَّة، ومبادئَ أدبيَّة لا يملك أيُّ مُنصِف إلاَّ أن يعبِّر عن شدة احترامه وإجلاله لهذه الشريعة، والجزم بأنَّه لا يمكن لكلِّ ذاك المكنون الأخلاقي إلاَّ أن ينبثق من نور الوحي الإلهي.
ومن هذه القواعد الأخلاقيَّة العظيمة قاعدة:
“عدم قتال مَن لم يُقاتِل” …. وهي تابعةٌ في الأساس لقاعدةٍ عُظمى؛ وهي قاعدة تحريم الاعتداء على الآخرين بغير حقٍّ، أو التَّعدِّي على الأبرياء بغير ذنب اقترفوه.
من أجل ذلك قرَّرت الشريعةُ الإسلاميَّة: أنَّ قتال الذين لا يشتركون في القِتال ولا يَقدرون عليه هو نوعٌ من الاعتداء الذي نهى الإسلام عنه، وذَمَّه وحرَّمه، وعدَّه من الجرائم الحربيَّة.
ومن الأدلة على ذلك:
– قوله الله – تعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190].
وأمَّا من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنِّساء والصِّبيان، والراهب والشيخ الكبير، والأعمى والزَّمِن ونحوهم – فلا يُقتل عند جمهور العلماء إلاَّ أن يُقاتِل بقوله أو فِعْله …
لأنَّ القتال هو لِمَن يقاتلنا إذا أردنا إظهارَ دِين الله؛ كما قال الله – تعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]” .
انظروا و تقدروا و تأملوا جيدا جيدا في هذا التوجيه الإلهي ( …. الذين يقاتلونكم ….) .. !!!!!!
فالمعنى إذا ً .. فإذا لم يقاتلونكم .. فلا تقتلوهم …
و حتى لو حدث تقاتل بينكم و بينهم .. فاتقوا الله و لا تعتدوا و تزيدوا أنتم في القتل و الإيذاء ….
ومن الأدلة أيضًا: ما جاء في الصَّحيحَين عن نافع: أنَّ عبدالله – رضي الله عنه – أخبرَه: أنَّ امرأةً وُجدت في بعض مغازي النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – مقتولة، فأنكر رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قتْلَ النِّساء والصِّبيان …
وفي لفظ: “فنهى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن قتْلِ النِّساء والصِّبيان” .
ومثله ما أخرجه أحمد وأبو داود بسند صحيح: أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – خرج في غزوة غزاها، وعلى مقدمته خالدُ بن الوليد، فمرَّ أصحابُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – على امرأةٍ مقتولة ممَّا أصابتِ المُقدِّمة، فوقفوا ينظرون إليها، ويتعجَّبون من خَلقها، حتى لحقهم رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – على راحلته، فانفرجوا عنها، فوقف عليها رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ((ما كانتْ هذه لتقاتِل))، فقال لأحدهم: ((الْحقْ خالدًا فقلْ له: لا تقتلوا ذُريَّة، ولا عسيفًا)) ..
وقد ذكر المحقِّقون أنَّ هذه الواقعة كانت في غزوة حنين.
ومنها أيضًا: ما رواه مسلم وأبو داود عـن سليمان بن بُريدةَ، عـن أبيه: أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((اغزُوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتِلوا مَن كَفَر بالله، اغزوا ولا تَغدِروا، ولا تَغلُّوا ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا)) ..
وفي رواية عند البيهقي وغيره: ((ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا…)) ..
وفي شرح معاني الآثار للطحاوي بسند صحيح: أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان إذا بعث جيوشَه قال: ((لا تقتلوا الوِلْدان))، وفي رواية: ((لا تقتلوا شيخًا كبيرًا))، وفي رواية ((لا تقتلوا وليدًا ولا امرأةً)) ..
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: كتب عمر – رضي الله عنه – إلى الأجناد: “لا تقتلوا امرأة ولا صبيًّا”.
ومن وصايا أبي بكر لأمراء الجُند: “لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلاَّ لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن” .
فلا يُقتل أحدٌ بذنب غيره، ولا يُؤخذ ابنٌ بجريرة أبيه، أو امرأة بجريرة زوجها، ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى، وهذا أسمى معاني العدالة والرَّحمة.
روى النسائي بسند صحيح عن مسروق عن عبدالله قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضُكم رِقابَ بعض، ولا يُؤخذ الرَّجل بجريرة أبيه، ولا بجريرة أخيه)) …
والأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة.
أمَّا من الناحية العمليَّة التطبيقيَّة، فإنَّنا نجد بتصفُّح السِّيرة النبويَّة ودراستها أنَّه على الرَّغم من كثرة عدد الحروب والغزوات التي خاضها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ثُمَّ التي خاضها أصحابه – رضوان الله تعالى عنهم – فإنَّه لم يُعرف عنهم أنَّهم قصدوا قتلَ ذراري وأطفال المشركين، أو قتْل نِسائهم، أو شيوخهم رغمَ ما تعرَّض له المسلمون من اعتداءات سافرة.
وقد جمع العلماءُ أصنافَ الذين لا يجوز قتالهم، أو التعرُّض له بالاعتداء، فذكروا منهم: النِّساء، والأطفال، والرُّهبان ورجال الدِّين، والشُّيوخ كِبار السِّن، والزَّمنْىَ والعُسفاء – وهم الأجراء والفلاَّحون

ويُشترط في الجميع ألاَّ يشتركوا في القِتال، ولا يُعينون عليه بحال.

وقال عمر بن الخطاب: “اتقوا الله في الذُّريَّة والفلاَّحين الذين لا ينصبون لكم الحرب”، وكان عمر بن عبد العزيز لا يقتل حرَّاثًا؛ ذكره ابن المنذر” .

وقال ابن قدامة – رحمه الله -: “إنَّ الإمام إذا ظَفِر بالكفَّار، لم يجز أن يقتل صبيًّا لم يبلغ بغير خلاف، وقد روى ابن عمر – رضي الله عنهما -: “أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – نهى عن قتْل النِّساء والصِّبيان”؛ متفق عليه.

ولا تُقتل امرأة ولا شيخٌ فانٍ، وبذلك قال مالك، وأصحاب الرأي، وروي ذلك عن أبي بكر الصِّديق، ومجاهد، وروي عن ابن عبَّاس في قوله – تعالى: ﴿ وَلاَ تَعْتَدُوا ﴾ [البقرة: 190]، يقول: لا تقتلوا النِّساء والصبيان والشيخ الكبير، ولا يُقتل زَمِنٌ، ولا أعمى، ولا راهب، ولا يُقتل العبيد، وبذلك قال الشافعي …

والخلاصة:
أنَّه لا يجوز أن يُقصد بالقتال مَن ليسوا بأهل له، كالنِّساء والأطفال والشُّيوخ، والزَّمنى والعُمي والعَجَزة، والذين لا يُباشرونه عادةً كالرُّهبان والفلاَّحين، إلاَّ إذا اشترك هؤلاء في القِتال وبدؤوا هم بالاعتداء، فعندها يجوز قتالُهم.

ولم يقتصرِ النهي عن الاعتداء على بني البَشر فقط؛ وإنَّما تجاوز ذلك ليشملَ النهي عن الإتلاف، وقطع الشَّجر، وقتْل الحيوانات، وتخريب الممتلكات بغير مصلحة، أو ضرورة تقتضي الإقدامَ على ذلك، وهذا سُموٌّ أخلاقي لم تعرفْ له البشرية مثيلاً في تاريخها قديمًا وحديثًا.

فهذا أبو بكر – رضي الله عنه – لَمَّا بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع، خرج – رضي الله عنه – معه يُوصيه، ويزيد راكب وأبو بكر يَمشي.
فقال يزيد: يا خليفةَ رسول الله، إمَّا أن تركب وإمَّا أن أنزل.
فقال: “ما أنت بنازلٍ، وما أنا براكب، إنِّي أحتسب خُطاي هذه في سبيل الله.
يا يزيد، إنَّكم ستَقدَمون بلادًا تُؤتَوْن فيها بأصناف من الطعام، فسمُّوا الله على أوَّلِها، واحمدوه على آخرها.

وإنَّكم ستجدون أقوامًا قد حبسوا أنفسَهم في هذه الصوامع، فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم …
ولا تَقتلوا كبيرًا هَرمًا، ولا امرأة، ولا وليدًا. ولا تُخرِّبوا عمرانًا، ولا تقطعوا شجرة، إلاَّ لنفع، ولا تعقرنَّ بهيمةً إلاَّ لنفع، ولا تُحرِّقنَّ نخلًا، ولا تُغرقنَّه، ولا تَغدِر، ولا تُمثِّل، ولا تجبن، ولا تغلل، ولينصرن الله مَن ينصره ورسلَه بالغيب، إنَّ الله قويٌّ عزيز” .

هذا هو الإسلام .. و أخلاق و آداب و تعاليم الإسلام

هو ده اللي كان الرسول بيعمله في المدينة … التعايش السلمي مع كل الناس … المسلم و غير المسلم المسالم …
اتعلموا يا ناس … الإسلام العظيم عايز من أهله يدعوا إليه بالروح دي … الإسلام العظيم … و بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ( رحمة للعالمين ) و العالمين فيهم المسلم و غير المسلم المسالم … اتعلموا و فكروا … عندما يتبرع إنسان مصرى بالدم (مسلم – مسيحى) هل يوضع كل دم لوحده أم أن الأكياس المليئة بالدم توضع مع بعضها ؟؟؟؟وعندما تؤخذ أكياس الدم لإنقاذ مريض (مسلم أو مسيحى) فيوضع الدم للمريض ولا نعلم اذا كان هذا الدم لمسلم او مسيحى …
يامصريين … دم المسلم قد يكون يسرى فى جسد المسيحى ودم المسيحى قد يكون يسرى فى جسد المسلم …فكلنا نسيج واحد…وهذه هى الحقيقة التى يغفل عنها المتعصبين من الجانبين … تعلموا من هذه المرأة العملاقة في فكرها كيف دعت للإسلام الحقيقي بمنتهى البساطة …و كيف عانقتها غير المسلمة المسالمة بحب و إعجاب لمنطقها و تفكيرها … ما شاء الله … ربنا يبارك في كل الفاهمين للإسلام و الدعوة إليه بالحكمة و الأخلاق الحسنة و جذب الناس بالمحبة و الأسلوب الطيب بدلا من القتل و التكفير و التفجير .
أنظروا لقول الله تعالى و الخطاب بــ (يا أيها الناس … و ليس يا أيها الذين آمنوا… و الناس فيهم المسلم و غير المسلم) !!!!
يقول الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
[سورة الحجرات 13] .
أرأيتم [ لتعارفوا … لتعارفوا … لتعارفوا …] و ليس لتتقاتلوا و تفجروا و تفسدوا .
هذا هو الإسلام … و من لا يفهم هذا فهو المخطئ ..
و ينسب الخطأ إليه و لا ينسب إلى هذا الدين العظيم.

اللهم احفظ مصر و أهلها من كيد و مكر الأعداء …
و من جهل و غباء من لا يفهمون دينهم فهما صحيحا .

ألا هل بلغت … اللهم اشهد .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *