الرئيسية أدب العولمة والثقافة

العولمة والثقافة

ahmed-hefny 1370
العولمة والثقافة
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم الدكتورة نجلاء صالح

    ” رصد الوطن ” 

أوسع تعريف للعولمة هو ما جاء في كتاب »العولمة« للباحث الأمريكي »رونالد روبيرثسون« إذ عرفها بانها »اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم، وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش، ويضع السيد يسين ثلاث عمليات تكشف حقيقة العولمة:
الأولي تتعلق بانتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة لدي جميع الناس، والثانية تتعلق بتذويب الحدود بين الدول، أما الثالثة فهي زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات، وأما الثقافة فبصرف النظر عن عشرات التعاريف التي وضعت لها والتي تنطلق من مرجعيات فكرية وأيديولوجية تحاول تغليب مفهومها للثقافة ، فيمكن تعريفها بإيجاز بأنها مجموعة العقائد والأفكار والطقوس والعادات والتقاليد التي تميز شعبا عن شعب آخر، وترجع إلي جذور دينية أو إثنية أو علمانية، الأمر الذي يعطي لجماعة بشرية أو مجتمع معين خصوصية ثابتة ومستقلة عن خصوصيات الشعوب والجماعات الأخري، وهذه الخصوصية الثقافية تزداد أهميتها إذا نظرنا إليها بوصفها »نتاجا تاريخيا يحمل عبر الزمن تصورات وآراء ومعتقدات، وأيضا طرائق في التفكير وأساليب في الاستدلال قد لا تخلو هي الأخري من خصوصية«
وقدم الراحل مالك بن نبي تعريفا أكثر دقة للثقافة، إذ قال: »إن الثقافة هي الجو المشتمل علي اشياء ظاهرة، مثل الأوزان والألحان والحركات، وعلي أشياء باطنة كالأذواق والعادات والتقاليد، بمعني أنها الجو العام الذي يطبع أسلوب الحياة في مجتمع معين وسلوك الفرد فيه بطابع خاص يختلف عن الطابع الذي نجده في حياة مجتمع آخر« ويري: »ان الثقافة لا يمكن أن تقوم دون المبدأ الأخلاقي الذي يحدد العلاقة بين الأشخاص مع بعضهم وبينهم وبين عالم الأشياء والمفاهيم«، فالثقافة إذن ليست مجرد الأفكار والسلوكيات والعقائد والعادات بل هي إشعاع أخلاقي ونفسي يلقي بظلاله علي الكون والحياة والمجتمع.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *