الرئيسية أخبار الكويت أكبر وأهم من السياسة ؟

الكويت أكبر وأهم من السياسة ؟

ahmed-hefny 1181
الكويت أكبر وأهم من السياسة ؟
واتساب ماسنجر تلجرام

 

بقلم وتصوير: أبرار أحمد ملك

قبيل أسابيع كنت بـ ” مكتبة الكويت الوطنية ” لحضور فيلم ” هذا وطني أيضا للمخرج ” الفاروق عبد العزيز وفي الخارج كان إحدى الزملاء الإعلاميين الوافدين قال لي متأثرا ويحهم ما هذا ؟ ! ، قلت له ” قالوا لنا ما فات قد مات ، الصفح من شيم الأباة ، قلنا سنصفح إنما ردوا لقتلانا الحياة ! ” هذا هو ردي رد الدكتور الشاعر الراحل عبد الله العتيبي رحمه الله تعالى ، بعدها بأيام قليله جاءت مشاركتي بالـ ” ملتقى الأول للأسرى الكويتيين المطلق سراحهم ” المقام بقاعة أحمد مشاري العدواني المنظم من قبل العقيد ركن متقاعد / ناصر سالمين وزملاءه ومجموعة من أصحاب المكتبات الخاصة جاءني حينها خبر إغلاق ” اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين ” بمرسوم أميري ، كررت سؤالي لتتكرر نفس الإجابة هل لأسباب سياسية ؟ هل بسبب عودة العلاقات بين البلدين ؟ الكويت تبقى أكبر وأهم من السياسة ، فالسياسة الوحيدة لدينا هي الكويت ، لما الإغلاق والعراق قبيل فترة أكد قيادي فيها بعملية البحث القائمة على رفاه الأسرى الكويتيين ليسلموها للكويت كي يغلق الملف الذي لن يغلق إلا بمعرفة مصير آخر أسير ، نريد أن يهدأ بال ذويهم ، لما ؟ ! لم يتم الاهتمام باللجنة أكثر لما ؟ لم يت إقامة معرض ضخم عن الأسرى بالتعاون مع الأسرى المحررين فكل من يمتلك شيء محتفظ به لليوم سيحضره يستعان به للعرض أما بتحديد فترة زمنيه محددة أو مفتوحة مع حق الاسترجاع ومن المؤكد بأن الكثير منا من سيقدم للمعرض إهداءات قيمه ، وإقامة ركن يضم صورهم ومقتنياتهم الشخصية ، لما ؟ لم يتم تأسيس مكتبة خاصة تضم الكتب والدوريات المتعلقة عنهم وعن معاناتهم وصور لهم وكتب ودراسات وبحوث متعلقة بهذا الامر ، لما ؟ لم يتم تأسيس سيمنا تضم برامج وثائقية وحوارية ومقابلات وأفلام تتعلق بهم وبالأسر ، ولن نبخل نحن بدورنا كأصحاب مكتبات خاصة بشيء عليها ، بدلا من عملية الإغلاق هذه كان الأجدر والأصدق ومن الوفاء للكويت وتاريخها وشعبها تركها محررة لا تعدم لما ؟ تقتل الحقيقة ونحن نعلم بأن التاريخ لن نستطع في يوم ما قطع لسانه أو إعدامه ، أريد أن أكتب وأكتب ولكني الآن أتذكر معاناة والدتنا المربية الفاضلة مريم العبد الملك مع المعاناة والأمل كأية أم أسير ، نعم فهي تعاني لهذا اليوم وحالتها الصحية لم تصل لهذا المستوى بسبب كبر السن بل بسبب الأسر الذي طال أبناء وطنها وابنها ومعاناة ومرض الزوجة ووفاتها ومرض الأب ووفاة وحال الإخوة والأبناء ، لم أنسى كلماتها التي دائما ترددها ووصيتها لي ” لو مو أسر محمد ولدي كان هالحال مو حال أمج ، أبرار أنت بالله والكويت ، هالله هالله بالكويت وأهلها ” ، لما ؟ لم تتركوا اللجنة ديوان يلتقي فيه الأسرى المحررين بزملائهم وأبناء وطنهم وأهلهم أهل الكويت والخليج والجميع ، وتفتحوا الباب كما فتحتوه للوفود الرسمية والزوار والسواح ، هل بتنا نخجل اليوم من تاريخنا ؟ أم ماذا يا كويت لك الله ؟ يا وطني أريد أن أقول لك عذرا ولكنها أي العذرا وئدت ؟!
—————————————————-
– باحثة ومؤرخة مختصة بشؤون المرأة الكويتية ، مؤسس عام المكتبات الخاصة وعضو رابطة الأدباء الكويتية .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *