الرئيسية آراء المدربة الدولية السورية سعاد محمد تكتب : ” مهاجرون … ولكن “

المدربة الدولية السورية سعاد محمد تكتب : ” مهاجرون … ولكن “

moda 2328
المدربة الدولية السورية سعاد محمد تكتب : ” مهاجرون … ولكن “
واتساب ماسنجر تلجرام
متابعة :منال محمد الغراز
” رصــــد الـــوطـــن”

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ….

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يقول المولي عز وجل
“إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) النساء  “صدق الله العظيم ”
إذا الهجرة مطلبٌ ربانيٌّ واجبٌ على كلّ من استُضعف في أمنه وعرضه وماله ، وقد أحببتُ مُشاركتكم بتأملات و أبعاد عملية واقعية لمعنى الهجرة تتناسب و حياتنا في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا (أصلح الله حالها بأفضل حال) .
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين بلغ نحو 65.3 مليون شخص مع نهاية عام 2015، أي بزيادة 5 مليون شخص خلال عام واحد وتابع تقرير المفوضية أن “واحداً من كل 113 شخصا في العالم مشرد، وهو إما طالب لجوء أو نازح أو لاجئ”.
إذا مابين مهاجر ولاجئ وطالب للجوء يقضي الملايين حياتهم فهل ياترى من الممكن أن يكون بين هؤلاء أساطير هجرة حقيقيين …هل من المحتمل أن يكون بينهم من سيغير في هذا العالم ويكون له تفرد خاص فيطوع كل تحديات الهجرة لصالحه فيرجح كفة الإنجازو التميز على كفة التكاسل وشماعات الوطن والغربة؟
جميعها أسئلة برسم الإجابة …وحتى ندخل في عمق الموضوع أذكر نفسي وأذكركم بحديثين نبويين شريفين :
فأما الأول فحديث رواه أبو داوود : قيل : يا رسول الله ؛ فأيّ الهجرة أفضل ؟ قال : مَن هجرَ ما حرّم الله .
وأما الثاني فحديث رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
المسلم مَن سلمَ المسلمون من لسانه و يده ، و المؤمن مَن أمنَهُ الناسُ على دمائهم و أموالهم ، و المهاجرُ مَن هجرَ ما نهى الله عنه .
صدق رسول الله … إذا كل يوم وكل لحظة نحن في هجرة تيمنا بمعنى هذين الحديثين ….وعودة لما يقوله الدكتوروالعلامة السوري فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي :
الهجرة في أدق تعاريفها ليست انتقال رجل من بلد قريب إلى بلد بعيد، وليست ارتحالاً مفتقراً من أرض مجدبة إلى أرض مخصبة، إنها إكراه رجل آمن في سربه، ممتد الجذور في مكانه، على إهدار مصالحه، والتضحية بأمواله، وتصفية مركزه، والنجاة بشخصه، من أجل ألا يفتن في دينه، المحرك هو الدين.
طبعا كلام فضيلة الدكتورالنابلسي يختصر مليون كلمة ومعنى … ومن الضروري أن نعي أن هناك فرقاً جوهرياً كبيراً بين كلمتي (هجرة وتهجير) وبين (مهاجر ومهجر) فالأول سافر بطوع إرادته بغرض عمل أو علم …و أما الثاني فقد أجبرته الظروف على النزوح والهرب ليحصل على لقب طامع شرعي بالحرية والأمان والسلام فقط (لو جاز لي التعبير) واليوم اسيقانا بمعنى كل مماسبق أرى انه يجب أن نقوم بالهجرة حقا هجرة لكل يأس وكآبة وحزن هجرة لصحبة سوء أو لمهنة تدر مالا حراما هجرة من مسرفات الوقت وغيرها.
وهنا اسمحوا لي أن أذكركم بنماذج إيجابية لمهاجرين نعم ,لأناس حملوا لقب لاجئ نعم ….لكنهم تحولوا لأساطين ولأبطال باتوا فعلا سفراء حقيقيين لبلادهم فحملوا اسم أوطانهم معهم في كل مكان …استوعبتهم البلاد الجديدة التي لجؤوا لها فاندمجوا فيها والتي بدورها نمّت فيهم مواهبهم واستثمرت طاقاتهم فنبغوا و تفردوا في عالم المبدعين المؤثرين …ومع جولة سريعة نتعرف على أهم هؤلاء الأساطين في شتى مجالات الحياة الدينية و السياسية والرياضية …ومعا نستعرض أهم من وضع اسمه في قائمة (مهاجرون …ولكن ) فمن منا لم يسمع عن :
1- عبد الرحمن الداخل وبالملقب بصقر قريش :هاجر من دمشق و حكم الأندلس 33 عاما .
2- الإمام السوري العز بن عبد السلام : جاهرمن دمشق لمصر وعاش في مصر عالماً كبيراً.
3- العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين:هاجر من ألمانيا إلى أمريكا ونال جائزة نوبل للسلام.
4- مادلين أولبرايت:هاجرت من التشيك إلى أمريكا واستلمت منصب وزيرة خارجيتها .
5- نجاة بلقاسم:هاجرت من المغرب العربي واليوم هي وزيرة حقوق المرأة والشباب في فرنسا .
6- أمل كلوني : أسرتها هاجرت من لبنان أثناء الحرب واليوم أمل تعمل كمحامية لحقوق الإنسان في أروقة هيئة الأمم المتحدة .
7- منى الدزدار: فلسطينية الأصل هاجر أهلها للنمسا واليوم هي عضوة مجلس نواب في النمسا ومسؤولة ملف اللاجئين السوريين هناك .
8- عايدة الحاج علي: هاجرت أيام حرب البوسنة والهريسك واليوم تشغل منصب وزيرة مرحلة التعليم ماقبل الجامعي في السويد.
9- يسرى مارديني : هاجرت من دمشق إلى ألمانيا عبر أحد قوارب الهجرة غير الشرعية ,سباحة ماهرة كانت قد أنقذت 20 سوري من الغرق و تستعد اليوم لدخول أولمبياد 2020 في طوكيو .
واليوم اقول لكل شاب وشابة هاجروا من بلادهم أنتم امتداد له ….كونوا أيقونات ثقافةٍ وعلمٍ وأخلاقٍ وسفراء حقيقيون لبلدكم أينما كنتم و لتحرصوا على بريق عيون تشع بالتحدي والثقافة كما عيون وروح الأميرة الفينيقية ” عروبا “.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *