الرئيسية أخبار الموبِقات الخمس.. التنمر..التحرش..التحرر..التملق..التعلق (الجزء الأول)

الموبِقات الخمس.. التنمر..التحرش..التحرر..التملق..التعلق (الجزء الأول)

moda 1557
الموبِقات الخمس.. التنمر..التحرش..التحرر..التملق..التعلق (الجزء الأول)
واتساب ماسنجر تلجرام

كتب / أحمد القاضي

إليكم خمسٌ من أكثر الموبقات التي ما أن تنتشر في أي من المجتمعات فهي كفيلة بإجتثاثُه مِن جُذوره وحتماً ستكون سبباً أصيلاً في إنهيار حاضِره وتدمير مُستقبله والزج بمُقدراته إلى مُستنقع سَحيق من التَردي والظَلام.
وفيما يلي سنتعرض لبعض عوامل الهدم والفناء التي كانت – وستبقى – سبيلاً لمحوّ مجتمعات كانت يوماً ما.. راسخةً عتيدة في وجه الشمس
• التنمُر..
تزايدت في الآونة الأخيرة وبصورة مبالغ فيها ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب فيها تم إعادة إنتاجها في العصر الحديث مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وهي “التنمُر” أو التهكم على شكل أو طبع أحد الأشخاص أو مجموعة عِرقية من البشر وغالباً ما توصف هذه الظاهرة في كثير من الأحيان على أنها شكل من أشكال المُضايقات التي يرتكبها المُسيء والذي قد يمتلك قُوة بدنية أو حُظوة إجتماعية وهيمنة أكثر بحق تلك الضحية المسكينة. ويمكن أن يكون التنمر لفظيًا أو جسديًا أو نفسيًا، بجانب مُمارسة العُنف والسُلوك العُدواني من قِبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم مِمَن هم أقل منهم والإستهانة بأقوالهم وأعمالهم، أو خِلقتهِم، أو طَبائعهِم، أو أسرهِم، أو أنسابهِم، إلى غير ذلك بقصد تخويفهم أو وضعهم موضع السُخرية والحط من شأنهم وإقصائهم عن مُحيطهم الإجتماعي. وما حدث لذلك الشاب الذي تقدم لإختبارات القبول بكلية التربية الرياضية ليس ببعيد حيث رفض الدكتور “الذي يتابع الإجراءات” استكماله للإختبارات نتيجة لسوء مَظهرِه، الذي وَصفه بأنه غير لائق، وأنه لن يتم قَبوله مهما كان، لذلك طلب منه المغادرة، والمؤسف في الأمر أنه صدر عن مسئول في الكلية، فمن يُحاسب تلك العقليات السفيهة المُشبعة بأفكار الجاهلية، ومن المرجح في بعض الأحيان أن ينخرط المـُتنمر عليه في حالة من الاكتئاب والعذاب النفسي التي من الممكن أن تودي به إلى الهلاك والتخلص من روحه نِتاج ذلك العمل اللاخلاقي الغير مقبول من كل الجوانب الدينية والإجتماعية والنفسية والأخلاقية.
على الحكومات أن تغلظ عقوبة التنمر وأن يكون الحكم رادعاً فليس لنا يد من قريب أو من بعيد فيما شَكل الله به خَليقتنا فهو وحده الخلاق العليم.
بسم الله الرحمن الرحيم
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” صدق الله العظيم
عزيزي “المتنمر به”: لك منا خالص المواساة
أيها “المتنمر”: اتق الله في خلقه

• التحرُش..
إن التحرُش هي مُشكلة سائدة في مختلف المجتمعات العربية منها والعالمية أيضا، وقد أصبحت اليوم تُهدِّد سلامة وأمن الإنسان من النواحي المعنوية، والنفسيَّة، والجسدية والمتحرِّش هو إنسانٌ ضعيف الإيمان، رقيق الدين، ليس له علاقة بالله تعصمه، ولا عبادة تشغله عن شهواته

وللتحرش انواع عدة منها:
• التحرش اللفظي: يحدث من مضايقة الفتيات والنساء ببعض الكلمات الخارجة، أو التي توصف جمالهن أو مفاتنهن بشكل فيه شيء من الإباحة في القول اللفظي، مما يؤذى المتعرضة للتحرش إيذاءًا نفسيًا جسيمًا
• التحرش البصري: وفيه يتعمد المتحرش أن يجعل الفتاة ترى شيئًا يُزعجها، كأن ترى وصفا باليد لشي خادش للحياء، أو ينظر لها بطريقة تجعلها تنزعج وتتوتر، أو أن يريها شيئا على هاتفه في المواصلات والأماكن العامة.
• التحرش الجنسي الحِسي: حيث يقوم المتحرش بلمس الفتاة أو السيدة متعمدًا مما يعتقد في نفسه المريضة أن ذلك شيء سيسعده وقد يقتنع المتحرش بخياله المريض أن من تتعرض لتلك اللمسات في الأماكن العامة يعجبها ذلك الفعل.
أن مواجهة تلك الظاهرة لهو مطلب مُلح لكل الأسر المصرية حيث أصبحت تلك الآفة المرفوضة في الشَرع والأخلاق والعُرف تمثل تهديداً حقيقياً لكافة البيوت والعائلات المصرية والعربية لدرجة أنها لم تقتصر على الإناث والسيدات بل تمادت لتصل إلى الأطفال الصِغار أيضاً وعلى المتخصصين في علم النفس أن يضعوا مواجهتها في أولى أولوياتهم بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ووسائل الإعلام.
إن التحرش وسيلةٌ لوقوع الفاحشة، فهو خطوةٌ أولى من الخطوات الشيطانية في الطريق إلى الفاحشة والهلاك، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} صدق الله العظيم
أختنا “المُتحرَش بها”: عذرا فانت وحدك تدفعين ثمن لأمراض المجتمع
أيها “المُتحرِش الغير محترم”.. اتق الله في أهلك

• التحرُر..
“الحرية” مُصطلح يفهمه الكثير بطريقةٍ خاطئة! يعتقد أنه حُرٌ في كل شيءٍ وأي شيء؛ حتى وإن أضرَّ بالآخرين حتى وإن تخطى القيم والأخلاق، ودهس في طريقه كل حقوق من حوله.
بينما “التحرُّر” هو ما يُروِّج له الغرب بدعوى حُقوق المرأة، وإعطائها حُريتها المسلوبة مِنها على حدِّ زعمهم وعدم التمييز ضِدها، لكن التحرُّر ليس معناه التخلي عن القيم والأخلاق، أو التخلي عن العِفَّة والطهارة وتكسير كل القيود.
إن التحرر من الحرية ذاتها وتجاوزها إلى مساحات جديدة من الأخطاء ومن الخروج عن القانون لهو أمر مرفوض شكلاً ومضموناً، وسيظل الرحيل إلى مساحات جديدة ومبالغ فيها من الحرية تحرراً “غير مقبول” ولكن ما يدعو للدهشة أن بعض النساء أصبحن يستخدمن هذا اللقب بطريقة خاطئة، فالبعض يأخذ الحرية بمعنى التطاول والتعدى على الآخرين، فمن النساء من تخرج عن طَوع أهلها، تحت لقب الحُرية، ومنهم من تقوم بأفعال تخدش الحياء ولا يليق بمجتمعاتنا تحت لقب الحرة المتحررة، وغيرها وغيرها اللائي ينظُرنْ لمفهوم الحرية بطريقة خاطئة. ويتبين من الأمر بأن لدينا إشكالية كُبرى في فَهم الحُرية، فهُنالك من المتشددين فكريًا يريدون أن تَظل المرأة كائناً تحيط به السلاسل والقيود المجتمعية من كل جانب، ممنوعة من العمل مُتهمة إياها بالإختلاط حتى في السوق والشارع ومع أقرب الأقارب أيضا، وهؤلاء هم العداء الحقيقي للحرية الصحيحة بكُل تفاصيلها، وآخرون بفكر غربي مُتحرر يريدون أن يطغى الإنفلات اللا أخلاقي ليسقط معها سقف الحرية، وتظل أرضه مفتوحة دون جُدران، حتى نتفاجأ أن الأرضية أصبحت دون غطاء ودون سقف وبلا أساسيات. فينبغي أن نفرق بين الحرية المشروعة وبين الإنسلاخ من الدين والخروج عن شريعة رب العالمين.
لذا وجب علينا التصدي لكل هذه الحركات، والحفاظ علي المرأة كجوهرة مصونة لا تُمس إلا بهدف وسبب وغاية مقبولة شرعا ودينا.
بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” صدق الله العظيم
أيها “المتحررة الرافضة للقيود”.. اتقي الله في دينك

سنتستكمل تفسير معنى التملق والتعلق في الجزء الثاني من المقال تابعونا

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *