الرئيسية مقالات الكتاب الوهم بين الأمل والحقيقة

الوهم بين الأمل والحقيقة

moda 3953
الوهم بين الأمل والحقيقة
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال 
“رصــــد الــــوطـــن “

يغرقنا الحزن أحياناً حتى نعتاد عليه.. وننسى أن في الحياة أشياء يمكن أن تسعد نأكل شيء له طعم، حتى الظلام والصمت.
… وأن حولنا وجوها كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة… .قد يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الامل الذي انفتح أمامه على مصراعيه.إذا كان الأمس ضاع… فبين يديك اليوم وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل… فلديك الغد… لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد افضل…الإنسان دون أمل كنبات دون ماء، ودون ابتسامة كوردة دون رائحة، ودون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم.ول تعلم بان الشتاء هو بداية الصيف والظلام هو بداية النور والضغوط هي بداية الراحة والفشل هو بداية النجاح. والنجاح لا يأتي بالخجل ومشاهدة الناجحين فقط لكنه يأتي بالتركيز عليه والتخطيط له والاهم من ذلك هو الفعل.وليس المهم هو النجاح لكن الاهم هو قيمتك بعد النجاح. ستكون سعيداً فقط عندما تحقق النجاح دون التخلى عن مبادئك. ولتعلم بان طريق النجاح دائما تحت الانشاء

وهناك اشخاص دائما يزعجهم نجاح الاخرين ويحاولون التقليل من شأنك فصِغار الشأن دائماً ما يفعلون ذلك، ولكن العظماء حقاً يجعلونك تشعر أنك أنت أيضاً يمكن أن تصبح عظيماً.لا يصل الناس الى حديقة النجاح، دون ان يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات و الوهم سلعة الفاشل الذى لا يملك الا الضجيج والصوت العالي الفاقد للمنطق والحجة لأنه ببساطة يعيش فى عالم افتراضى لا قانون له سوى ما يؤمن به من ضلال الفكر وحب التسلط , والفرق بين الوهم والحقيقة كالفرق بين قامة القزم وارتفاع النخيل ؛ فصوت الحمار ٱبدا لا يشبه الصهيل !

ونحن نعيش وسط حلقات ودوائر تدور حولنا .. وتدير العالم كله معنا .. مما لا يدع لنا وقتًا لنميّز فيه الحقيقة من الوهم .. فما يكون حقيقة وواقعًا في هذه اللحظة .. ربما يصبح بعد لحظات فقط مجرّد وهم وخيال لا يمكن الوثوق به أو الالتزام بماهيته .. وما هو وهم وغير حقيقي الآن .. يصبح بعد لحظات من الآن .. هو حاضرنا .. وهو الواقع الوحيد الذي نعيشه ونحياه .. فكيف نستطيع أن نعيش واقعنا وهو في نهاية الأمر ليس إلا وهمًا من صنع خيالنا وأفكارنا ..؟؟ وكيف يمكننا أن نحوّل ذلك الوهم الذي نحياه ونتعايش معه إلى حقيقة واقعة ..؟؟ وماذا ستكون ردود أفعالنا وعلاقاتنا بالآخرين ..إذا كان كل ما نراه ونشعر به من فرح وألم وحزن وسعادة .. وأمل ومعاناة .. وغير ذلك .. هي مجرّد أوهام فقط ليس لها أي مصدر حقيقي أو واقعي ..؟؟ ماذا نسمي الماضي الذي مرّ .. الأمس .. الذكريات .. المشاعر .. العواطف .. الحب .. الكره .. الحقد .. تلك الأمور التي لا يمكننا لمسها أو رؤيتها .. أو سماع أصواتها ولغاتها .. ؟؟ اليست واقعًا حقيقيًا .. أم مجرّد أوهام ..؟؟.

فالإرادة الصادقة للإنسان.. تشبه قوة خفية تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعاً للامام على طريق النجاح.. وتتنامى مع الوقت حتى تمنعه من التوقف أو التراجع.وما أجمله من أمل تُعزِّزه الثقةُ بالله – سبحانه وتعالى – حين قال: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *