الرئيسية آراء اليسار الفرنسي و “هولاند ” والخوف من الإبادة سياسيا.

اليسار الفرنسي و “هولاند ” والخوف من الإبادة سياسيا.

moda 1141
اليسار الفرنسي و “هولاند ” والخوف من الإبادة سياسيا.
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : صحر أنور.
” رصــــــد الــــوطــن”

نشر كتاب “الرئيس لا ينبغي أن يقول ذلك” ، حيث إن هولاند ينتقد الزملاء الاشتراكيين ويأمل انتحار حزبه، ما دفع شعبية الرئيس الفرنسي إلى مستوى قياسي منخفض يبلغ 4 في المائة، وذلك وفقاً لدراسة معهد العلوم السياسية Po-Cevip التي نُشرت يوم الثلاثاء الماضي.
دراسة أخرى، أجرتها شركة كانتار سوفريس، أظهرت أنه سيفوز بأقل من 10 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) من العام المُقبل، ليس في أي مكان قريب بما فيه الكفاية للوصول إلى الاقتراع الثاني. من الناحية الإحصائية، يُشير برونو كوتريه، واحد من أساتذة العلوم السياسية الذين يقومون بالدراسة، إلى أن هولاند يقترب من الموت السياسي.
يقول “الكتاب نسف خطة هولاند لاستعادة الانتخابات. إنها طبقة واحدة أكثر من اللازم. بالنسبة للفرنسيين، إنها تأكيد أنه لا يعرف كيف يتصرف كرئيس. قبل أسبوعين، كنت أعتقد أنه لا يزال بإمكانه الترشح لإعادة انتخابه. الآن لدي شكوك جدّية”.
إنه شعور يتشاركه عدد متزايد من أعضاء البرلمان الاشتراكيين، الذين يخشون أن كتابا مكونا من 600 صفحة، كتبه اثنان من صحافيي صحيفة “لوموند” اللذين التقيا الرئيس الفرنسي بانتظام على مدى خمسة أعوام، قد جلبا قائدهما إلى نقطة حيث الهزيمة ليست حتمية فحسب، بل يُمكن أن يتبين أنها مدمّرة للحزب في الانتخابات البرلمانية اللاحقة.
فرانسوا لونكل، عضو البرلمان الاشتراكي، أخبر صحيفة “لوفيجارو” أنه “علينا إيجاد طريقة لإقناع هولاند بعدم الترشّح، إنسانياً وسياسياً. هناك طريقة يُمكن أن يسلكها، وهي أفضل بكثير من القضاء عليه في الجولة الأولى”.
كلود بارتولون، الرئيس الاشتراكي للجمعية الوطنية، الذي يصفه هولاند في الكتاب بأنه “يفتقر إلى الجاذبية”، أخبر أعضاء البرلمان يوم الثلاثاء أن هناك الآن “مسافة بين الرئيس والفرنسيين”. هولاند كانت لديه “مشكلة في تجسيد” قوة الرئاسة.
قرار من قِبل الرئيس الفرنسي الحالي بعدم البحث عن فترة ولاية ثانية سوف يكون أمرا مستبعدا تماما في تاريخ الجمهورية الخامسة، لكن مثل هذا الاحتمال لم يعُد لا يُمكن تصوّره وقد بدأ عملية بحث محمومة في حزب منقسم بمرارة عن مرشح بديل، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تتوقع ألا يكون هناك أحد مؤهل للجولة الثانية.
معارضو تحوّل هولاند المؤيد للأعمال، مثل أرنو مونتيبورج، وزير الاقتصاد السابق، كثّفوا حملاتهم قبل الانتخابات الأولية في كانون الثاني (يناير) الماضي. مارتين أوبري، مُحافظة ليل ومنافسة هولاند منذ فترة طويلة، رتبت تجمّعا كبيرا سيعقَد في الشهر المُقبل. مستشار هولاند السابق ووزير الاقتصاد الذي أسس حزبه الخاص به، من المتوقع أن يؤكد ترشيحه للرئاسة قبل نهاية العام.
الاهتمام يتحوّل الآن إلى مانويل فالس، رئيس الوزراء، الذي خدمته الطويلة للحزب والوقت الذي قضاه كعمدة محلي سيجعله مرشحا مشروعا. على الرغم من أنه يأتي من يمين الحزب، إلا أنه شرع في إصلاح العلاقات مع الأعداء على اليسار.
حتى جان كريستوف كامباديليس، الأمين العام للحزب الاشتراكي وأحد الموالين لهولاند، اعترف هذا الأسبوع بأنه قد يكون لدى فالس “إمكانات أكثر” من هولاند كمرشح للرئاسة. ويقول دومينيك مويسي، المحلل السياسي في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية “لقد بدأت مرحلة ما بعد هولاند منذ الآن”.
يوم أمس قال فالس للإذاعة الفرنسية إن الحزب الاشتراكي المتفكك “يمكن أن يتعرض للسحق، ومن الممكن أن يخرج من التاريخ”. في ضربة بالكوع ضمنية على الأعمال الطائشة للرئيس أضاف: “ما يجب أن أقوله للرئيس، أقوله مباشرة له لأنني أعتقد أن ممارسة السلطة أمر يدور حول الطابع الحميم، واحترام الثقة، والسرية.”

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *