الرئيسية المرأة امرأه عظيمة قصة قصيرة لــ ” ليلي الحسين”

امرأه عظيمة قصة قصيرة لــ ” ليلي الحسين”

moda 1250
امرأه عظيمة قصة قصيرة لــ ” ليلي الحسين”
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت هاله العزب
“رصــــد الــوطن”

حصلت الشاعره و الكاتبه السوريه ليلى الحسين علي المركز السابع في القصه القصيره بمسابقة الأوسكار لعام2017 الممنوحه من المؤسسة العربية الدولية للآداب والفنون الثقافية بمجلة عالم الأدباء تحت قياده الشاعر/خالد بدوي والأستاذة/ سوزان عبدالقادر أحمد

جدير بالذكر ان الشاعره و الكاتبه ليلي الحسين قد مثلت بلدها سوريا الشقيق في العديد من المؤتمرات و المحافل الادبيه و لها العديد من القصائد و الاعمال الادبيه المنشوره بالصحف و المجلات الادبيه المتخصصه
و نالت العديد من الجوائز و شهادات التقدير عن اعمالها الادبيه

واليكم القصة القصيرة الفائزه بعنوان “امرأة عظيمة”

كم انت امرأة عظيمة، دائما تسمعها منه في كل مناسبة، إلى أن وجدت نفسها مرغمة على قبول أي شيء منه، نسيت نفسها في معترك االحياة بين تريبة الأبناء واللحاق باكراً بالحافلة كي لا تفوتها إلى مقر عملها، وتضطر إلى ركوب حافلة أخرى على حسابها الخاص، فهي تعمل في النهار بمصنع الأحذية ، تتحمل كل شيء ثمناً لهذه الكلمة الجميلة.

عندها اكتشفت ذلك المنزل الجميل الذي بنتهُ بتجاعيد جفنيها وألم الشيب في رأسها وآلام المفاصل في ركبتيها، أنها ركن جامد منهار لايتسع لصراخ ونحيب السنين التي مضت.

الآن تستسلم بعد كل هذا الصبر والعمر الضائع، قال لها آخر مرة مفاجئاً بزواجه بصديقته القديمة الجميلة اللعوب، كم انتي إمرأة عظيمة يا سمية.

صبرتي معي على الفقر والهم والآن أنصحك أن ترتاحي، هناك من يريد أن يكمل مابدأته.

عندها بدأت الأسئلة تدور في رأسها. لماذا؟ حكايات الصمت تكون مسلية أكثر من حكايات العلن

إنها إمرأة لعوب؟!… تلاعبت به عبر الزمن اخضعتهُ لشهواتها، لمزاجها، كانت سمراء جميلة وأحيانا شقراء وأحيانا صهباء بلون فرس جدي العجوز المتهالك عبر السنين.
يركن كل ما تقوله في زاوية صغيرة خلف حياة سرية وأحيانا -تلك تكون عبثيه معهُ تحب التلاعب مع الرجال.
رغم أن الرجال يحبون الشقروات ولكن في المغازلة يهون السمراوات حاولت فهم الأمر لما يريدون زوجاتهم شقراء وبيضاء وجميلة بينما المغازلة والعبث مع السمراء، ويقولون أن نصف الجمال هو للسمراء، وتضيع جميع الأموال على علب الأساس والمكياج.
وجدت أن الطهر يأتي أبيضاً ناصعاً فاتح بلون الثلج النقي.
ولكن عندما يأتي الربيع يبدأ القحط بأول أيام الصيف.
أجل تلك الصهباء جاء دورها من بين النساء اللواتي يرغب العبث معها إرادت تلك الزاوية خلف الظل, خلف وهج النار لاتظهر هي، في خوف مزري مما يحدث حولها. وأخيراً كانت هي النهاية تشبث بها حتى مماته.

هل كل النساء مثل بعض…لا هناك من يبنون البيوت ليكبر الأولاد ؟ ولكن عندما يكبرون وينتهي دورها يأتي الشباب من جديد ليزهر في عقل الرجال، لتبقى تلك المرأة العظيمة ركناً ضائع في زواية البيت لا حول لها ولا قوة.

أجل كم أنت إمرأة عظيمة ياسيدتي….أنتهت صلاحية عطائك.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *