الرئيسية محافظات بازار عباس الأثري شاهد علي جريمة في حق تاريخ بورسعيد

بازار عباس الأثري شاهد علي جريمة في حق تاريخ بورسعيد

moda 6293
بازار عباس الأثري شاهد علي جريمة في حق تاريخ بورسعيد
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : منال محمد الغراز
” رصــــــد الـــــوطـــــن”

في جولة في شارع البازار التاريخي ببورسعيد جذب الإنتباه مطعم أسماك “عالم البحار” ، أحد الأماكن التى لا ترى مثيل لها في كثير من انحاء العالم ، يكفي الشعور وأنت بداخله إنه موجود في أحد أقدم الأماكن التاريخية ببورسعيد … ” بازار عباس ” البالغ من العمر العمر 125 عاما ، ذلك البناء الشامخ في شارع البازار وبابل ، 125 عاما هي عمره وتمثل الفخامة والشموخ فاتحا ذراعيه لاستقبال جميع جنسيات العالم من المدينة العالمية ” بورسعيد .
وعن بازار عباس يقول الدكتور ” محمود فشارة ” عاشق التاريخ والباحث في أصول وتاريخ بورسعيد بالفعل هناك جمال لاتخطئه العين من بداية مدخل بازار عباس الفخم الشامخ فترى جمال البنيان المبني من الحجر و بوابته في المنتصف مكتوب عليها باللغة الإنجليزية والعربية “سوق عباس” و تاريخ إنشائه سنة 1891 ،ودخولا إلى المطعم حيث الإضاءة والديكورات والقطع الفنية التى قد يزيد عمرها علي المئة عام ، وفي هذه الأجواء التاريخية المشوية بعبق التاريخ تجد أكثر الاماكن نظافة و أفضل مذاق للبحريات الطازجة في مطعم أسماك “عالم البحار ” وينتابك شعور غريب من الحنين للماضي وكأنك في بيتك و تتذوق الطعام من يد والدتك أو جدتك .

ويستكمل الدكتور الباحث في تاريخ بورسعيد ” محمود فشارة ” .. ومع حديثي مع صاحب المطعم الأستاذ ” محمد سعيد ” أخبرني عن بازار عباس وتاريخه وحكاياته اللى سمعها من والده و من اهل المكان حكايات يزيد عمرها عن 100 سنة ، عن اجانب وباشوات و كبار التجار والسياح من مختلف دول العالم ومع سكان البلد بالرغم من شدة الفقر لبعضهم ولكن كانت الحياة مختلفة والجميع في غاية النظافة والجمال والاحترام ، وهؤلاء هم أصل بورسعيد وسكانها الحقيقين.

ويواصل الدكتور “محمود فشارة ” استعراض الحقائق التاريخية عن بازار عباس فيقول ان الحديث مازال مع الأستاذ “محمد سعيد “والذي يحكي عن باشاوات البلد أمثال ” عبد الرحمن لطفي” باشا عندما يصل للبازار بالحنطور الخاص به ليحمل لهم “البورتال” احتياجات البيت من خضروات وفاكهة واسماك والبورتال هي مهنة قديمة تظهر في الصورة لرجل يحمل المشتروات ليوصلها لاصحابها مقابل اجر.، وعن مستر ” باك ” صاحب المطعم الكوري الرجل النشيط حيث يذهب لزيارة سوق عباس ليختار بنفسه اجود انواع الخضروات والاسماك من والده ليقوم بطبخها على الطريقة الكوري من اجل زوار مطعمه من الاجانب والناس الطيبة ” عم شحاتة البهنسي ” وهو رجل على باب الله ومايرزقه به الله يقوم بإطعام حيوانات الشارع والحمام .

وعن البنية الاساسية للبازار يقول الدكتور “فشارة ” كان البازار في ازهى عصره حيث الأرضيات من صخور البازلت و جوانب الشارع بها مصارف مياه الشتاء التى كانت تمرعلى الارضيات وتنزل في المصرف الخاص بها لتعطيها لمعة وفخامة و يطير فوق بازار عباس الحمام ليعطي المبنى مزيد من الجمال والبركة هذا هو حاله في الماضي السعيد واجهة تعبر عن أزمنة كان الإهتمام ببناء وجه مصر الحضاري .

وعن حال بازار عباس في وقتنا الحالي يشير الدكتور “محمود فشارة ” عن لسان الاستاذ “محمد سعيد ” حتى الان بازار عباس و مطعم عالم البحار مزار لاصحاب الذوق الرفيع من أهل بورسعيد و مصر بالكامل من فنانين ومبدعين فقد زاره من قبل الامير احمد طوسون اخر الامراء ” نجل شقيقة الملك فاروق” ، ولكن للاسف ومع شديد الحزن بازار عباس هو احلى ايام طفولتي و ذكريات ابائي واجدادي و جيراني ، انا بحبه و بحزن على اللي بيهينه ويخربه ومن بعد الهجرة والحروب حصل تنكيس للبيوت اللي كانت فيه في الدور العلوي ومن ساعتها وحالته بتتدهور .

وبلهجة لاتخلو من الأسي يقول الدكتور “محمود ” بالرغم من اني طبيب بيطري و ليس لي علاقة بالهندسة والمعمار ولكن عشقي لتاريخ بورسعيد و مبانيها التراثية يجعلني احلم ان يعود هذا المبنى الشامخ العظيم الى زهوته ببعض التعديلات البسيطة من رفع اللافتات والتند و بعض اعمال النظافة والاضائات لترفع تراب التاريخ وتظهر الجمال والروعة الهندسية التى يصعب تكرار مثلها مرة اخرى ليكون مزار سياحي عالمي على ارض بورسعيد .

فهل يستجيب المسئولون في بورسعيد ويتم استغلال هذا المكان الأثري الذي لو تواجد في بلد أخري لرأينا الوفود السياحية لاتنقطع عنه … نظرة يامسئولينا خارج الصندوق سوف يتغير وجه البلد .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *