الرئيسية آراء تكاليف الزواج..جريمة بحق الوطن للدكتور “رضا عبدالسلام”

تكاليف الزواج..جريمة بحق الوطن للدكتور “رضا عبدالسلام”

moda 1312
تكاليف الزواج..جريمة بحق الوطن للدكتور “رضا عبدالسلام”
واتساب ماسنجر تلجرام
متابعة / ضحي شلبي
“رصــــد الـــــوطــن”

تخيلوا معي حالنا وحال بلدنا اذا تغلبنا على ملفات خطيرة؛ مثل الدروس الخصوصية -تكاليف العلاج – والمغالاة في المهور وفي ترتيبات الخراب، أقصد الزواج؟!

الملفات أعلاه تستنفز ميزانية البيت المصري، وبالتالي تجعلنا جميعا في لهث دائم خلف سراب، ومعاناة تكدر معيشتنا وتسود أيامنا وليالينا…

وبالتالي من المؤكد أن هذه الملفات اذا تعاملنا معها مثل الأسوياء من باقي خلق الله سكان هذا الكوكب، ستهدأ أحوالنا وسنسعد بحياتنا، ولن نكون في حالة هم وغم وكرب مستمر…باختصار سنعرف شيء اسمه السعادة.

لو توقفنا مع ملف المهور والشبكة والذهب والعفش والاجهزة الكهربائية والمطبخ والنيش والحفل وحجز القاعة والفستان والكوافير، وطبعا ما سيطفحه المعازيم واجور المطربين والراقصات…سنجد أنفسنا أمام جريمة مكتملة الأركان بحق أنفسنا وبحق أوطاننا، خاصة مع الظروف القاسية التي يعيشها الوطن والمواطن.

هذه السلوكيات تؤكد على نواقص كثيرة، وربما عادات خاطئة توارثناها جيلا بعد جيل…ربما كانت بعض المظاهر أعلاه غير مالى فيها، وميسر تحقيقها في الماضي، عندما كانت ظروف المصريين أكثر يسرا ورحابة…

لكن الأمور اختلفت تماما الآن وبات كل واحد منا مقبل على تزويج ابن أو ابنة وكأنه مقبل على كارثة أو على الانتحار….أليس كذلك؟! أليس بيننا رجل رشيد؟!

كل هذا نفعله من أجل مظاهر خادعة، ربما للظهور أمام المجتمع أو أمام المعازيم او اسرة العريس او العروسة بمظهر لا يعكس حقيقة وضع رب الاسرة …وجميعنا نعرف جيدا أننا جميعا كاذبون…أي والله.

والحقيقة، أنه في كلا الحالتين، المعازيم لن يحمدوا ولن يشكروا، لأنك إن أنفقت بيذخ سيقولون محدث نعمة “وكان في جره وطلع لبره” و”الله يرحم” ولو كنتوا نسيتوا اللي جري هاتوا الدفاتر تتقرى!!!…وان ضيقت وحاولت توفر ولميت الموضوع، سيقولون البخل في دم أمه، عمره ما هايتغير رغم كل ما أعطاه له الله!!

اذا انت في كلا الحالتين مغضوب عليك ومذموم، وان أظهرنا لبعضنا غير هذا…ببساطة لأن العازم والمعزوم بحاجة إلى علاج وتأهيل نفسي وقيمي من جديد. ..أي والله كده.

يبقى رب الأسرة لشهور وسنوات مهموم بسداد ديون هذه الليلة، والتي غالبا ما تتم تحت ضغط من الزوجة والابنة التي تريد أن تعيش ليلة العمر….الخ…وللأسف بعد كل هذا الخراب ارتفعت معدلات الطلاق ويبقى رب الأسرة غارق في الديون حتى بعد طلاق المحروس أو المحروسة!

غالبا ما يكون الرجال مضطرون خضوعا لزوجاتهم وبناتهم لشراء افخم الاثاث والصيني ومكونات النيش، وحجز أغلى القاعات وأشهر المطربين…وهذا واقع لايمكن أن ننكره.

القضية هنا ليست فقط قضية مواطن يعاني من نواقص وأراد أن ينفس عنها من خلال مظاهر خادعه، القضية قضية وطن يتحمل الكثير والكثير بسبب هذه السلوكيات المرضية…

نعم…تخيل معي تكاليف النيش الذي ليس له أي لازمة؟! من منا منذ زواجه فتح النيش واستخدم مافيه من تحف لزوم الفشخرة؟! كم تكلف هذا النيش من خشب وأطقم تم استيرادها من الخارج بالدولار اللي احنا مش لاقيينه أساسا؟!

غالبا ما يفكر المواطن في نفسه فقط متناسيا تداعيات سلوكه على الوطن بأثره…

نتيجة هذه السلوكيات المرضية تم تبوير آلاف الأفدنة في مختلف مدن وقرى مصر من أجود الأراضي التي كانت تنتج اطيب الثمار والخضار من أجل بناء قاعات للافراح وليالي الملاح…هل فكرنا في التداعيات الاقتصادية العامة لهذا السفه والتدمير؟!

هل فكرنا في تداعيات الاستمرار في فرض شبكة تقصم ظهر العريس وأسرته على الاقتصاد القومي وأسعار الذهب في السوق المصري؟! هل فكرنا ودرسنا وحللنا تداعيات التوسع في شراء الأجهزة والعفش وغيره (من كل حاجة قطعتين) على مستويات الأسعار عموما؟!

ترتب على هذه السلوكيات المدمرة ظهور فئات متسلقة، باتت تبتزنا ابتزازا من مطربين وكوافير وقاعات

تخيلوا معي العكس تماما…أننا متصالحين مع أنفسنا ومع مجتمعنا تماما مثل الأجانب أو الآسيويين الذين لا تتكلف الزيجات عندهم ربع الزيجات عندنا…ولهذا فإن ضغوط الحياة عندهم ربع ضغوط الحياة التي فرضناها على أنفسنا.

لنتخيل جميعا أننا وفرنا تلك الملايين والمليارات التي تنفق سنويا على هذه المظاهر الخداعة والكاذبة واستغل العروسين ربع تلك المبالغ التي تنفق في ليلة واحدة أو على الذهب أو على مغني في رحلة لمدة أسبوع أو شهر في أحد مناطقنا السياحية؟! أو في مشروع للعريس العاطل!!! في هذه الحالة سنكون ايجابيين ومتصالحين مع أنفسنا ومع أوطاننا…

اذا كنا بحاجة إلى ثورة فنحن بحاجة إلى ثورة على سلوكياتنا الخاطئة وموروثاتنا البالية، التي أرهقتنا وأرهقت مجتمعاتنا…

فهل لدينا القوة والجرأة والقدرة على اتخاذ موقف من هذا الوباء الذي يؤرقنا ويؤرق مجتمعنا؟! هل لدى المرأة المصرية الاستعداد لان تغير وان تتغير من اجل اسرتها ووطنها؟! هذا الموضوع الذي نتجاهله هو احد اسباب الحريق المشتعل…اي الاسعار…هل يمكن أن يكون للقوانين دور لمواجهة هذه الظاهرة؟ المساجد؟ الكنائس؟!..

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *