الرئيسية مقالات جبر الخواطر

جبر الخواطر

moda 1643
جبر الخواطر
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت / منال المغربى
“رصــــد الــــوطـــن”

الكل يشتكى من ارتفاع الأسعار و علاء المعيشه بشكل مبالغ فيه سواء كان فقيرا او صاحب مال

ولكن هيا بنا ننظر للمجتمع فى ظل هذة التغيرات السريعه هنلاقى ان فيه ناس – (غصب عنها) – مركزة على كل تحركاتك من غير ما تاخد بالك !!

عيون كتيرة هتلاقيها محصراك و ملاحقاك فى كل تصرفاتك شيفاك لكن انتا مش شايفها ولا واخد بالك منها اصلا بسبب انشغالك بحياتك والتزماتك العيون دى كتير

منها البواب او حارس العقار الذى تقيم فيه وهو اول واحد بتشوفه وانتا نازل رايح شغلك او وانتا راجع لبيتك
وهناك بعض الناس ميسورة الحال وهى تستطيع إحضار من يقوم بخدمته و رعايته فى المنزل .

الناس دى شايفينك وانت راجع من شغلك و شايل اكياس الفاكهه او و انت راجع شاري هدوم جديدة ولعب وهدايا علشان تفرح أولادك او وانتا عامل عزومات لأهلك و اصحابك الناس دى مشاركينك فى أغلب مناسباتك .

و عامل البنزينة اللي واقف يفوّللك عربيتك وانت لابس الشورت والشبشب ونظارة الشمس ومالي العربية شنط وطالع على المصيف .

وكمان عامل النظافة في المولات هتلاقيه قاعد مستخبي جنب الحمامات ، واقف منتظر لم القمامة اويجري يمسح حتة من الارض مبتلة ويرجع يقف مكانه تاني ، وشايفك وانت خارج من المحلات وشاري كاش او بالكريدت.

والديليفري بوى اللي بيوصلك الأوردر إللى تمنه ممكن يكفيه ويكفى اولادة كام يوم.

او مشرفه الباص إللى بتصحى من الفجر علشان تاخد الأولاد إلى المدرسه و بتلف مع الباص فى شوارع البلد كلها يتنزل اول واحدة و تروح اخر واحدة وفى الاخر بتلاقى مرتب بسيط ممكن ميكونش بيكفي التزاماتها اصلا.

وناس تانية كتير من المساكين اللي الظروف خليتهم يتحرموا من كل الأجازات عشان يوفر مبلغ بسيط لأسرته وأولاده!
وهو بيقول في نفسه (أتعب أنا بس العيال تتبسط )

احنا داخلين على ايام العشر من ذى الحجه وفيها يكثر الخير
ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر
قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء .

و أغلب النماذج دي تعتبر شرعا من (المساكين) !
وتعريف المسكين هو اللي عنده دخل ثابت لكن لا يكفي احتياجاته واحتياجات أسرته !!

الناس دي مُحتكّين بيك بشكل مباشر في مواقف كتير جدا في يومك ! وغصب عنهم عندهم عيون ونفوس واحتياجات بشرية !!
وغصب عنهم هايبصولك في مظاهر احتفالك وانفاقك و هايحسوا بألم الحرمان وذل الحاجة والفقر !!
الإحساس ده صعب أوي أوي ، لكن علاجه إلى حد ما سهل جدا !!
ربنا سبحانه وتعالى رحيم جدا بعبادة لدرجه انه شرع لنا في تقسيم فلوس التركة على الورثة لو كان فيه حد من المساكين قاعد وشايف الفلوس بتتقسم شرع إنك تعطى له قرشين من الفلوس جبرا لخواطرهم ونفوسهم والدليل
قال تعالى ” وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين (فارزقوهم منه) وقولوا لهم قولا معروفا ”

وبالقياس برضه على الناس دي ، ربنا قدّر إن الناس تتفاوت في الدرجات !
ومنّ عليك انك انت اللي تكون ليك اليد العليا !
فمن باب شكر ربنا على نعمته ، ومن باب تأليف القلوب وإذابة الشعور بالحرمان والطبقية ، حاول في كل موقف من دول تطلّع ولو مبلغ بسيط وتديه للعامل بتفرق معاه نفسيا جدا .

انت ممكن تكون بتتسوق وشارى جهاز تليفزيون الحجرة الاولاد ثمنه عشرة آلاف جنيه تخيل لو دفعت للعامل إللى هيحمل الجهاز على العربيه لو اديته عشرين جنيه بس هتلاقي نفسه رضيت وعينه اتملت ، وبصلك بصة تانية خالص !!
وتلاقيه لوحده كدة عمّال يدعيلك ويقول ربنا يباركلك و يزيدك من نعيمه !!
يعني الإحساس بالحرمان والطبقية اتحول لدعاء بالزيادة والنماء والبركة !!

في الحقيقة كون إن ربنا اختارك انت اللي يكون معاك الفلوس وجعلك اليد العليا فهذة مسئولية عليك انت في كف احتياجاتهم واحتوائهم!
وبعدين ربنا قال (وآتوهم من “مال الله” الذي آتاكم) !
يعني الفلوس بتاعت ربنا ، وهو اللي ادهالك انت بفضله

وعلى فكرة الناس دي مش متسولة ، دي ناس شغاله وبتبذل أقصى ما عندها في طلب الرزق ، لكن امكانياتها وتعليمها وصّلها لوظيفة بواب أو عامل بنزينة أو ديليفري أو ….

و طبعا هنلاقى ناس تعترض على الكلام دة بحجه أننا
نسيب الفقير المعدم وندي اللي شغال وبيقبض!!
متديهوش فلوس زكاتك وصدقاتك كلها !!
افتكره ولو بمبلغ بسيط ! لإن الفقير المعدم كل الناس شايفينه وبيدوله ! لكن المسكين اللي عنده دخل لا يكفيه محدش بياخد باله منه خالص !
ده غير إن طبيعة عمله وخروجه من البيئة المتواضعة اللي عايش فيها عشان يشتغل ويخدّم على الطبقات الغنية بتحسسه بحجم الفرق الهائل في المستوى بينهم !
وده احساس ممكن الفقير المعدم ما يحسش بيه لإنه مش بيشوفه !! انشروا المحبه بينكم تهادوا تحابوا.
جبر الخواطر على الله
ربنا يجبر بخاطرنا جميعاً و دايماً و ابداً تذكروا قول الله تعالى

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) (البقرة)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) (البقرة)

لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) (آل عمران)

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *