كتبت : سماح أحمد
“رصـــــد الــوطـــن”
هذا البحر الواسع من العلوم المجتمعة ببعضها البعض في إطار واحد يهتم بكل ما خلفة الأقدمون وحفظه وصيانته وتقديمها بشكل يليق بها ، هذا العلم يهتم بدراسة كل ماخلفة الأقدمون من أثار ثابته كالمباني سواء معابد قصور مقابر بكل ماتحتويها من عناصر جمالية سواء كانت لوحات جدارية نقوش و رسوم جدارية أو أسقف خشبية أو أرضيات تحتوي علي عناصر ديكورية ، أو أثار منقولة كالأثاث والجلود والمخطوطات والمسكوكات (العملات )والعظم والقطع الفخارية واللوحات والصور الزيتية والمومياوات والمشغولات المعدنية وأعمال الزجاج والخزفيات و إكسسوارات وحلي النساء ،
وبالتالي كان هذا يستوجب علي المتخصص في علوم ترميم الآثار أن يهتم ويدرس جميع العلوم المتعلقة بما سبق كي يتمكن من فهم طبيعة الخامات واختيار انسب الأساليب للتعامل معها ،فقد اهتم المتخصصون بدراسة العلوم الهندسية وتكنولوجيا البناء قديما والخامات التي استخدمت في تشييدها
كما اهتم بعملية الرفع المساحي من أجل التوثيق السليم لأبعاد المبني وكذلك اهتم بدراسة جيولوجيا الصخور والمعادن لفهم طبيعة تلك الخامات الداخلة في انشاء المبني وطبيعة تكوينها في الطبيعة ،كما ان النواحي الخاصة بدراسة المواد العضوية لم تكن غائبة ،
فقد اهتم المتخصصون بدراسة علوم هندسة النسيج وطرق التصميم للمنسوجات القديمة وتكنيك تصنيعها و تكنلوجيا الألوان المستخدمة في الصباغة والعوامل المؤثرة عليها ،ايضا اهتم بدراسة التعامل مع الأخشاب كمادة عضوية وطرق الحفظ والوقاية لكل المصنوعات الخشبية وهذا يستلزم بالضرورة معرفة الأنواع المختلفة للاخشاب ومصادرها ،
كما كانت المعادن أيضا تنال قسطا وافرا من الإهتمام وذلك عن طريق دراسة تركيب المعادن وصور تواجدها في الطبيعة وطرق صياغة وتشكيل المعادن بشكل علمي دقيق ،
أيضا كان للنواحي الفنية جانب هام في اهتمام المختصين سواء عن طريق كيفية التعامل مع المواد الملونة قديما وحديثا و تكنيك تجهيز اللوحات وطرق الحفظ والصيانة ،
كذلك دراسة كيفية التعامل مع المواد المختلفة التي استخدمت في النقوش سواء كانت خشبية او حجرية مما استلزم تعلم ودراسة فن النحت والتصوير الزيتي والفوتوغرافي وطرق حفر وتشكيل الاخشاب وكيفية التعامل مع المكونات المختلفة التي تستخدم في عمل الزخارف الفنية وقوالب تحهيز البدائل ،
ونالت المواد العضوية إهتماما خاصا بطرق الحفاظ عليها عن طريق دراسة علم الميكروبيولوجي وعلم الحشرات وذلك لمعرفة دورات حياتها من اجل مكافحتها بالوسائل الصحيحة التي لاتؤثر علي الأثر ووقف تأثير هذه الكائنات الدقيقة ،
كما استلزم أيضا دراسة علوم الكيمياء الحيوية لمعرفة خصائص المواد وعلم الفيزياء لدراسة تأثير العوامل الخارجية علي الأثر مثل الضوء علي سبيل المثال ،
بحر من العلوم كان علي المتخصص أن يجتازة من أجل الحصول علي شهادة متخصص في ترميم الآثار ويقودة علماء افاضل أجلاء نكن لهم كل الإحترام والتقدير لما يبذلونة من مجهودات جبارة وسط هذا الكم الهائل من الدراسات النظرية والعملية في كلية آثار جامعة القاهرة الكلية الأم وباقي كليات واقسام ترميم الآثار علي مستوي بلدنا ، مما أهل هؤلاء تأهيلا علميا يتيح لهم التعامل في طرق حفظ وصيانة ترميم الآثار والمعالجات الخاصة بها سواء في مصر أو في أي من بقاع المعمورة .
اترك تعليقا