الرئيسية مقالات سكرات الحياة

سكرات الحياة

moda 1265
سكرات الحياة
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / عبير أحمد 
“رصـــد الــوطــن”

يعيش ابن آدم كل يوم في صراع مع الحياة ‘ منذ أن يستيقظ في الصباح الباكر إلي أن يعود لفراشه ‘ وما بين رحله الحياة والموت اليوميه ‘ ساعات ودقائق تمضي في شقاء وعناء.
ولكن هل سألت نفسك يوماً يا ابن آدم.. بأن نفسك تستحق كل هذا العناء اليومي؟
هل المجهود الذي تبذله تستحق ان تكافئ عليه يوما ما؟
هل انت تسير بخطوات ثابتة نحو المسار الصحيح ؟
هل أحدثت إنجازا في خلال الأعوام التي ولت من سعيك حتي الآن ؟

فقط ولمجرد قرائتك لتلك الأسئلة ‘ أصبحت مخيلتك مليئة
بالذكريات المفزعه والمؤلمه ‘ كما أن عقلك الباطن قام بتحديث آلي لجميع أعمالك الي فشلت في إستكمالها ‘ إلي جانب أنه قام بالضغط علي محرك التسجيل الصوتي داخل ضميرك ‘ لجلد ذاتك علي جميع أخطائك‘ إذا فما هو الحل ؟

“أأنتظر زوال هذه اللحظات المؤلمة ثم أعود مره أخري لتكرارها دون جدوي ؟!…أم أقوم بمواجهة نفسي وإنهاء الصراع القائم داخل عقلي وقلبي! ؟”
قبل ان تلوم من حولك علي إيذائهم لك ‘ كان من الأجدر أن تلوم نفسك علي أخطائك ‘ وعليك أن تجعل من أعدائك دروسا في الحياة ‘ نهايتها سعيدة بالتفوق علي تدابيرهم وبداية جديدة للتفوق علي نفسك بعملك وعلمك.

لا تجعل هموم الدنيا تفقدك نقاء قلبك الطفولي‘ ولا تسمح لضعاف النفوس أن يكونوا سببا لفشلك ‘فهذا كل ما يبغون أن تكون عليه.

تحدث إلي قلبك في صباح كل يوم واخبره انه يستحق الفرح والفوز ‘ومن أعظم الأمثلة في الصبر سيد الخلق الرسول “محمد” صلي الله عليه وسلم.. عاش سيدا وقائدا عظيما وزوجا كريما وصديقا وفيا واحب الخلق إلي ربه ‘ ففي وصف “محمد” صلي الله عليه وسلم لخروج الروح من الجسد بأنها اللحظة الأصعب علي الإطلاق طوال حياته لذا اثناء وافته المنيه عليه الصلاة والسلام كان يدعو الله أن يثقل في ثكراته ويخفف من ثكرات أمته عليه افضل الصلاة والسلام.

تري كم تحملت يا رسول الله لتخفف عن آلام أمه كامله ؟!
فهل يوجد أعظم منك قدوه ؟ ولا أصدق منك في نشر الرحمة ؟! …فإن كنت يا صديقي تريد الفوز دائما؟ وإن كنت تريد الجلوس علي عروش القمم ؟ لابد ان تضع لحياتك هدفا تسعي لأجله ‘ولابد أيضا أن تحدد خطوات مسارك الصحيح ‘ فبمجرد ان تؤمن بذاتك وتؤمن بسلام حلمك‘ ستصبح جميع عثراتك مجرد ثكره من ثكرات الحياة الصعبة ‘ ثم تتحول إلي علم يدون في كتب تحفظ خبراتك ‘ حتي تفيد به كل فرد يحبو نحو مسار حلمه‘ فيتعلم كيف يتجنب ما وقعت به أنت من أخطاء؟ وتساعده في إيجاد الحل الأمثل ‘كما انه سيصبح دافع للرقي والعلم داخل قلبه وعقله.

الفوز بالدنيا يأتي بإستقامه اخلاقك وعلمك ‘والفوز في الآخرة حصيلة ما جنته يداك في نشر علمك لينتفع به غيرك والإصرار علي قهر الجهل بالتسامح والسلام.

لا تدع الحياة تمر بك دون أن تثبت قيمة لوجودك بها‘ واعلم جيدا أنها قصيرة ‘ إستثمر وقتك للنجاح‘ إجعل فشلك حافز للإستمرار في التقدم نحو هدفك‘ حافظ علي نجاحك بالإطلاع ‘ وإياك والغرور فإن عظمة السقوط لا طاقة لك بها يا صديقي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *