الرئيسية أخبار فيس بوك أم فايك بوك!! Facebook or Fakebook!

فيس بوك أم فايك بوك!! Facebook or Fakebook!

moda 1916
فيس بوك أم فايك بوك!!  Facebook or Fakebook!
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم / أحمد القاضي 

“من خلال إعطاء الناس القُدرة على المشاركة، فنحن نجعل العالم أكثر شَفافية.”

إحدى أهم مأثورات “مارك زوكربيرج” مُؤسس موقع الفيسبوك وقد إنتهت بكلمة “شفافية”

 

ما هو السبب الذي قد يدفع أحدهم للبُعد عن واقعه الحقيقي للتعايش مع عالم إفتراضي عبر منصات إلكترونية؟؟، وما هى تلك المتعة التي تجعل إحداهن تختبئ خلف صورة وهمية غير حقيقية تعبر فيها عن نفسها بشكل مُغاير عن واقعها الحقيقي؟؟

كثيرون هم من يهربون من مواجهة واقعهم المرير وظروفهم الحياتية القاسية بالانغماس في ذلك البئر السحيق من اللاوعي تحت السماوات المفتوحة والأمطار الغزيرة من العلاقات السهلة عبر وسيلة مبسطة وميسورة وليس لها تَكلفة تكاد تُذكر، انه ذلك الفيسبوك الــ semi-realistic الذي في ظاهرة الرحمة وفي باطنه من قبله العذاب.

يُعد هذا الفيسبوك مع جوجل ويوتيوب هما أفضل ثلاثة إختراعات ظهروا سوياً منذ بداية الألفية الحالية وبطبيعة الحال ليس هنالك مفر من التعامل مع تلك التطبيقات لأنهم واقعياً لهم طابع خاص ومذاق مختلف عن بقية التطبيقات نظراً لسهولة الإستخدام وسرعة الوصول للمعلومات أيضاً.

 

ولكن للأسف من السهل في هذا العالم الإفتراضي أن تنشئ العديد من الحسابات الوهمية والغير حقيقية والتي ليس لها أي جذور ولا ثمة أصول فيستطيع بها الأفاقون والغوغاء ممارسة هواياتهم القبيحة سيئة السمعة في إصطياد فرائسهم وإستخدام تلك الوسيلة ببراعة متناهية في الايقاع بالسُذج من مُستخدمي هذا العالم الإفتراضي ممن لديهم نَهم التواجد الدائم والتواصل المستمر على الفيسبوك إضافة لإبتزازِ الفتيات في سبيل إقامة علاقاتٍ غير شرعيَّة أو غراميَّة معهن، ممَّا يؤدِّي إلى مشكلاتٍ اجتماعيَّة مضرَّةٍ، تنتهي سواء بالسجن، أو تعرُّضهم لأذًى مِن قِبَل أُسَر الفتيات، وقد يضطرون أحيانًا لأن يكونوا فريسةً من قِبل هؤلاء الفتيات من أجل الإيقاع بِهم وتشويه سُمعتهم والإضرار بهم شخصيًّا ومعنويًّا.

 

وبالرغم من كونه أداة للإندماج والتواصل إلا أنه في نفس الوقت أداة للفشل والإنهيار والإنهزام النفسي. فبعض الناس يرى أن تأثيره على المجتمع يرجع إلى كيفية إستخدامه والبعض الآخر يرى أنه على الرغم من إيجابياته فإن سلبياته طغّت على إيجابياته، كما أنه لم يَعُد مقتصرًا على فئةٍ أو شريحةٍ إجتماعيةٍ دون غيرها، بل أصبح مُتاحًا للجميع، بغضِّ النَّظر عن المرحلة العُمرية، أو المهنيَّة، أو الدراسيَّة.

 

هل يعقل أن نتسلم يومياً العديد من طلبات الصداقة لحسابات من ذوات الاسماء الرنانة أو المجهولة أو ذوات الحروف المتلعثمة، كما أن أصحابها يضعون صوراً وهيمة غير حقيقية لنجوم سينما أو لمشاهير المجتمع مع إضافة حكم وأيات قرآنية وأحاديث كي يطمئن لهم البعض ومن ثم لاحقاً يئّن من سخافتهم البعض الآخر.

على إدارة الفيسبوك أن تضع الكثير من القواعد الصارمة لإضافة حسابات المستخدمين على منصتهم فيكون إنشاء الحساب الجديد يستوجب مثلاً إدراج الرقم القومي أو رقم جواز السفر وألا يكون متاحاً لأي شخص إنشاء أكثر من حسابين على الفيسبوك مع ضرورة إدراج معلومات الشخص الحقيقية دون غيرها، وأن يكون الـ Nickname إسم مُقترن فعليا بصاحب الحساب وليس بعيداً عن إسمه، وأن يقبل من بقية أصدقائه مثلا، كما يتعين على مباحث الإنترنت في كل دول العالم الإهتمام أكثر بما يُسمى بالجرائم الإلكترونية وما يُصاحبها من إبتزاز وسرقة وما شابه، كما إنني آمل وإن كان هذا درباً من دروب الخيال بأن يكون إستخدام الفيسبوك شبيهاً بإستخراج رخصة قيادة السيارة أو الدراجة النارية حيث يستوجب فتح حساباً على تطبيق الفيسبوك أولا المرور ببعض إختبارات العقل والرزانة والقُدرة على التفاعل مع الآخرين من خلال هذا التطبيق الحساس كما أنه في حالة الإبلاغ عن حساب ما أكثر من مرة ومن جهات مُختلفة يتعين غلق الحساب فوراً.

من وجهة نظري ليس هناك مشكلة أو أزمة في وضع صوراً حقيقية لحياتنا على الفيسبوك ومشاركاتها مع الأصدقاء أو حتى للعامة، ولكن الأزمة الكبرى تكمُن في الصور الخاصة جداً التي قد يُدرجها البعض على صفحاتهم دون الإكتراث بما قد يحدُث لاحقاً، فعلينا الحرص من إدراج صورنا الشخصية على الفيسبوك لأنه من المتاح جداً سرقتها والعبث بها وإستنزاف وإنهاك أصحابها بسهولة ويُسر نظراً لغياب الضمير وإنعدام القيم.

 

إنه لمن الممتع والمفيد التواصل عبر الفيسبوك، ولكنه من المرهق والمؤذي التراشق عبر نفس الوسيلة:

• فكم من علاقة صحية طبيعية تمت تحت مِظلة الفيسبوك، وكم من بيوت هُدمت عبر نفس الفيسبوك.

• كم من أسرة وجدت مفقودها عبر الفيسبوك، وكم من أسرة خسرت عائلها بفضيحة عبر الفيسبوك.

• كم من زوجٍ أو زوجةٍ أصلح زوجته عبر الفيسبوك، وكم من زوجة قفشت زوجها بعلاقة عبر الفيسبوك.

• كم من أم أطمئنت على وليدها عبر الفيسبوك، وكم من أب فقد عقله من صورة لإبنتهِ على الفيسبوك.

• كم من صديق شارك أصدقائه لحظات السعادة عبر الفيسبوك، وكم من قُرناء أفشوا أسرارهم عبر نفس الفيسبوك.

• كم من علاقات بدأت بلوك ونيو لوك، وكم من علاقات انتهت ببلوك على نفس الفيسبوك.

• كم من شريف عفيف خفيف لطيف على الفيسبوك، هو في واقع الأمر سخيف مُريب عدو وليس حبيب بعيداً عن الفيسبوك.

• كم من رقيقة جميلة حليمة سليمة على الفيسبوك، هي حقيقةً سليطة قليطة لقيطة عديمة للأصل بعيداً عن الفيسبوك.

• كم من أُناس لم نكن نعرفهم أضفناهم صُدفةً عبر الفيسبوك، وكم من أُناس كنا نودهم أنتهت علاقتنا بحذف من الفيسبوك.

• كم من بعيد قربه الفيسبوك، وكم من قريب أبعده الفيسبوك.

 

 

هل هو عيبٌ في الفيسبوك؟؟ ام انه سوء إستخدام ووعي غير مُكتمل لغالب مُستخدمي هذا المسمى بــ”الفيسبوك”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *