الرئيسية ثقافة قصص من التاريخ “العصر البيزنطي”

قصص من التاريخ “العصر البيزنطي”

moda 1295
قصص من التاريخ “العصر البيزنطي”
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت :سماح أحمد
“رصـــــد الـــوطــن”

يرتبط العصر البيزنطي ارتباطًا وثيقًا بالديانة المسيحية. وقد بدأت المسيحية في مصر منذ القرن الأول على يد القديس “مرقص الرسول” الذي اتجه إلى الإسكندرية عام 61م، ثم بدأ التبشير في الإسكندرية، وفي عام 64م اعتزم القديس “مرقص” أن يغادر الإسكندرية فرسم إنيانوس (حنانيا) بابا للإسكندرية وهو أول بابا للإسكندرية بعد القديس “مرقص”، وإليه ينسب إنشاء أول كنيسة بالإسكندرية وتوجد بنفس البقعة التي توجد بها الكنيسة القبطية الحالية بالإسكندرية بشارع كنيسة الأقباط.
ويعزو “تاريخ الكنيسة القبطية” إلى القديس “مرقص” أيضًا إنشاء أول مدرسة لاهوتية في الإسكندرية عام 68م وإقامة “يسطس” رئيسًا عليها.

ولكن في تلك الحقب وحتى القرن الرابع الميلادي كانت المسيحية تحت وطأة الإضطهاد الوثني. ومن أكثر الاضطهادات قسوة تلك التي كانت على يد الإمبراطور “دقلديانوس” (284م-305م)، ففي عام 303م أصدر “دقلديانوس” أمرًا عامًا باضطهاد المسيحيين، وبعدها أصدر ثلاثة مراسيم جديدة تقضي بسجن الأساقفة ثم تعذيبهم وإعدام المسيحيين إذا رفضوا إنكار مسيحيتهم. ولقد لقيت مصر المسيحية من اضطهاد دقلديانوس ما يعادل كل ما تحمله المسيحيون في أرجاء الإمبراطورية حيث يقول ترتليانوس “لو أن شهداء العالم كله وضعوا في كفة ميزان وشهداء مصر في الكفة الأخرى لرجحت كفة المصريين”. وقد بلغ من شدة هذه الاضطهادات أن أطلق المصريون على عصر هذا الإمبراطور “عصر الشهداء” واتخاذ الكنيسة القبطية بدء تقويمها بسنة ولاية هذا الإمبراطور 284م، ويسمى هذا التقويم بتقويم الشهداء.
ومن أشهر القديسين الذين استشهدوا في عصر دقلديانوس هو القديس “مارمينا العجائبي” الذي يوجد دير باسمه حتى الآن بمنطقة مريوط بالقرب من الإسكندرية.

اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية
في عام 312م كان الحادث الذي أدى إلى اعتناق “قسطنطين” للمسيحية، فقد رواه لنا قسطنطين بنفسه على ما سجله في تاريخه “يوسابيوس” وهو أنه إبان حربه ضد “ماكسنتيوس” الإمبراطور الذي نادى به الحرس الإمبراطوري في روما فقد وصل في زحفه على أبواب روما في 28 أكتوبر عام 312م، ولم يعد يفصله عنها سوى جسر ملينا على نهر التيبر، فرأى “قسطنطين” في السماء صليبًا من النور كتب عليه عبارة “انتصر بهذه العلامة” فأصدر أمره لجنوده أن يرسموا الصليب على أذرعهم وأن يجعلوه شعارًا لهم؛ وبالفعل انتصر الإمبراطور “قسطنطين” وهزم خصمه، وقتله، ودخل روما وحيته المدينة وأصبح سيد القسم الغربي بلا منازع.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *