قصص من التاريخ “خيانة الجنوب “

في مقبرة أحمس أبن ابانا الموجوده في ابيدوس
وهو كان يسمي ” أمير البحار” وقائد الجيش في عهد أحمس الأول يسرد احمس ابن ابانا قصة حياته وقصة كفاح احمس ضد الهكسوس ، وفي جزء من سيرته يقول أحمس ابن أبانا
” و أثناء انشغال الملك ” أحمس بن سقنن رع ” في محاربة الهكسوس حول ” أوار يس ”
, قامت ثورة في الجنوب من أحدى الأسر المحلية في ” الكاب ” فقطع الملك ” أحمس ” حصاره ل ” أواريس ” , أو أبقى الحصار بجزء من قواته فقط , و سارع بنفسه إلى الجنوب لسحق التمرد مصطحبا اياى معه.
” لقد حاربت في مصر جنوبي تلك المدينة ” الكاب ”
و استوليت على أسير حي حملته معي على صفحة الماء ,
و لما بلغ هذا الأمر المسامع الملكية , فمنحني الملك ” أحمس بن سقنن رع ” الذهب بالعيار المزدوج ” – ( و بعد أن سحق الملك ” أحمس بن سقنن رع ” ثورة الجنوب , و أطمأن إلى تأمين ظهره , قفل راجعا إلى الشمال , و استأنف حصار
” أوار يس ” حتى استولى عليها.
انتهي كلام احمس ابن ابانا لنخرج منه بأمرين.

الأول كم كان البطل المصري أحمس الأول عظيما وقائدا لا مثيل له حارب في أكثر من جبهة من الشمال ومن الجنوب
ولكنه استطاع بفضل الجيش الوطني المصري ان يقضي علي كل أعداء مصر.
والأمر الثاني هو خطر الجنوب وتربصهم بمصر الجنوب لا يحب مصر ويضمر الشر دائماً لاهلها وقد فطن كل ملوك مصر الي هذا الخطر الآتي من الجنوب ، فاقاموا قلاع عسكرية وحامية مصرية في الجنوب حتي الشلال الرابع
في عهد تحتمس الثالث والذي سيطر فيه علي منابع النيل كله.
الجنوب هو أخطر مكان يأتي منه الشر الخفي لمصر
فانهم لا يستطيعون المواجهة المباشرة ولكنهم ينتظرون اوقات ضعف المملكة المصرية ليهجموا عليها فطن محمد علي الي ان الجنوب هو الخطر الكامن غير الظاهر فضم الجنوب كله واقام المملكة المصرية الكبري
مصر والسودان وصار من بعده كل حكام مصر يحافظون علي استمرار وجود الجنوب تحت السيادة المصرية حتي أتي جمال عبد الناصر فقطع اوصال المملكة المصرية بكل جهل وكل رعونة ودون اي فكر ووعي وقراءة للتاريخ وكأنه قطع أرجل مصر واصبحت مصر معرضة لكل مؤامرات وحقد الجنوب.
الخطر الشديد علي مصر هو الجنوب ….