الرئيسية مقالات الكتاب قوة‬ الشفاء ..الجزء الثاني من تاليف تيته

قوة‬ الشفاء ..الجزء الثاني من تاليف تيته

fatakat 1705
قوة‬ الشفاء ..الجزء الثاني من تاليف تيته
واتساب ماسنجر تلجرام

كتبت : جيهان بركات

بعد سنوات وهبها الله عزوجل بطفل جميل … يأس الجميع من قدرتها على الانجاب ولكنها كان لديها دوما أمل فى كرم الله لم يفتر لسانها من الدعاء وكان دعاء من القلب وهى على يقين انه يدخر لها الكثير واستمتعت هى وزوجها برعاية الابن الجميل ولم تسعى لانجاب اخر وقالت هى عطية من الله يهب لمن يشاء ومرت السنين وهو يكبر امام عينيها وتدعو الله ان يقر عينيها به … وكان فعلا كل اهتمام وحنان وحب ابيه وامه … ومرت المرحلة الابتدائية ودخل مرحلة الاعدادى والمراهقة وتغيرت احوال الطفل وظن الابوين ربما تكون تغيرات البلوغ ولكن ساءت صحة الطفل كثيرا … وذهبا للطبيب ومن طبيب لطبيب وتبدلت احوالهم وانطفأت البهجة والخياة فى البيت لا امل فى الشفاء ولا طبيب استطاع تشخيص الحالة بطريقة صحيحة ومر عام وكل حديثهم عن الاطباء والعلاج والمرض الغير معروف .. واى طبيب مقترح يذهبوا اليه حتى وصل بهم لطبيب فى محافظة اخرى شخص الحالة بانه مرض نادر ونسبة حدوثة واحد فى المليون وبدات رحلة العلاج والالم والامل فى الشفاء والطفل يتألم من المرض ويتألم من العلاج … والام لايفتر لسانها عن الدعاء وتتشبث بالإمل اشد من ذى قبل فهو فلذة كبدها وقرة عينها والاب لم يتحمل هذا الابتلاء،ولم يستطع ان يكون لها ولابنه سند وهجر البيت وسافر بعيد لم يعرف احد طريقه … وكان يكتفي بان يسال من آن لآخر على الولد وكأنه ينتظر ان يبلغوه بانتهاء الاجل … طالت فترة العلاج والطبيب استنفذ كل محاولاته واشفق على الام والولد من رحلة علاج ميئوس منها وتترجاه الإم بالبكاء ألا يتوقف وأشفق عليها الطبيب وصارحها انه ليس من الرحمة ان يترك الطفل يتألم بلافائدة وهى ايام وتقضي … وبكت الام فهى لاتصدق ان الامل انقضي فهى لديها يقين فى رحمة الله ولطفه ..
مسح ابنها دموعها واحتضنها وقال لها لاتحزنى ياأمى فأنا تعبت من العلاج … وعادت هى وابنها لبيتها وتردد انا اثق فى رحمة الله وكانت تدعو اكثر من ذى قبل وتتضرع وتشكو الى الله وتفتقر الى الله ترجو رضاه ورحمته …. واخذت ابنها للمسجد وقالت لها هنا ملاذك … وكان الولد هزيلا متعبا تذهب به كل صلاة وصلاة الفجر وتنتظره فى مصلى النساء وتلمحه يخرج تخرج اليه لتصطحبه للبيت لاحظه امام المسجد ولاحظ شحوبه وضعفه وتحدث اليه عن سبب ذلك والطفل حكى له القصة وبكى الامام وتعاطف معه واصبح ينتظره كل صلاة وتعرف على المصلين واحبوه كثيرا واشرق وجه الولد وعادت ابتسامته من جديد وكان الامام يدعو ويؤمن المصلين دعاؤه وكان يتردد على المسجد من ان لآخر تاجر كبير ومعروف فى المنطقة ولاحظ ازدياد عدد المصلين على غير العادة وبعد ايام سال الامام ماسبب امتلاء المسجد بهذا الشكل فأشار الى الولد وقال له بسبب هذا الولد وسأله ماقصته فحكى له القصة وتأثر التاجر كثيرا وحاول ان يتماسك امام الجميع فلم يستطع واجهش فى البكاء وهو يحتضن الولد ويقول له انا من هذه اللحظة اب لك … واصبح الولد شغله الشاغل ينتظره امام باب المسجد ويسال عنه بين الصلوات واندهشت الام من هذا الشيخ ولكنها لاتأبه ومايهمها التغيير الذى طرأ على الولد وجهه تهلل واشرق واقبل على الحياة واصبح يضحك ويقضى اوقاتا كثيرة فى المسجد … وكان يلهو مع الصبية ويلعب مع اصدقاؤه الشباب واحبه الجميع واصبح حديث الحى والاحياء المجاورة والام تزيد فى الدعاء ويكبر الأمل فى قلبها وتردد الحديث القدسي عن رب العزة لادبرن الامر لمن لاحيلة له حتى يتعجب صاحب الحيل ..
وبعد شهور طلب منها التاجر ان تذهب هى وابنها معه وزوجته لاداء العمرة ورفضت ولكنها كان يرجوها حتى خجلت منه ان ترفض مرة اخرى …. وفى مكة اشرق وجه الولد كثيرا وتهلل فرحا وكان لايرافق التاجر معه اينما ذهب وفى يوم كتب ورقة واعطاها لامام الحرم المكى وفى صلاة الغجر كان يدعو وصوت آمين تهز القلوب وتبكى العيون واهتز كل من كان يسمع الدعاء …. وتشعر الام بان ابواب السماء مفتوحة وكإنها ليلة القدر فكانت تدعو وتدعو وتدعو ..
ويحرص التاجر ان يشرب الولد من ماء زمزم كثيرا ويقول له بسم الله الشافى … ويشرب الماء ويشبع كثيرا والتاجر سعيد بالصحبة .. وعند ذهابهم للمدينة استاذن الام ان يكون الولد معه فى غرفته وافقت بعد الحاح من زوجة التاجر ان تلبي له طلبه ….. وفى يوم كان الامام يدعو والمصلين يرددوا آمين وتشعر ان المسجد يهتز فيخشع قلبها وتقول لعلها لحظة اجابة يارب اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان تشفي ابنى وتشفي مرضي المسلمين يامن جعلت النار بردا على ابراهيم ويامن اخرجت يونس من بطن الحوت ويامن شفيت ايوب اشفي ابنى يارب …
كانت تدعو ويزيد اليقين فى اجابة دعاءها وان الله لن يخذلها …
وحان وقت الرجوع وحزن الولد انه سيفارق ارض الحبيب ووعده التاجر انه لن يذهب للعمرة الا معه …. فتهلل الولد وسعد بأبيه الذى ارسله الله له …
وعادا لبيتهم وسالها التاجر ان يذهب معها للطبيب فى موعد المتابعة وحجزت وذهبا جميعا وكشف الطبيب على الولد ولم يصدق نفسه ونظر اليهم طويلا فالولد هيئة غير الهيئة … مشرق وكله حيوية ….. ويعيد الكشف من جديد ووقف لحظات وقال لها لم يعد ابنك مريضا فثد شفي تماما من المرض … واحتضنت الام والولد وتردد ياماانت كريم يارب …
ياالله ياحنان يامنان ياالله وسجد التاجر يبكى ويبكى وزوجته انهارت من البكاء …. وسالتها الام عن سبب بكاءها فهى لحظة فرحة ولابد ان تكون دموع الفرح فقالت لها انها فقدت ابنها بنفس المرض ولكنها يأست من الشفاء وحزنت لفراقه قبل ان يفارق حقا انها اقدار واعمار ولكنى يأست من رحمة الله وضعفت وتوقفت عن الدعاء وتعجبت من قدرتك على الدعاء بقوة وانك لم تصدقى الاطباء لم تصدقى الا ان الله الشافى ….

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *