الرئيسية فن مسرحية ” الظل العظيم

مسرحية ” الظل العظيم

moda 1371
مسرحية ” الظل العظيم
واتساب ماسنجر تلجرام

د.احمد عبدالصبور

مسرحية ” الظل العظيم ” تبهر الجمهور على خشبة مسرح عبد المنعم مدبولي تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز

بين الرائع والمدهش قدمت فرقة المطرية المسرحية على خشبة مسرح عبد المنعم مدبولي ( المتروبول سابقاً ) مسرحية ” الظل العظيم ” .

مسرحية ” الظل العظيم ” التي أبهرت الجمهور من مختلف الأعمار من الصغار والشباب والكبار ، فوسط إقبال جماهيري ملحوظ نلاحظ أن المسرحية نالت إستحسان وحب وعشق لدى الجمهور … ذلك الجمهور الذي تلفته الحيوية التي يؤدي بها الممثلون العرض المسرحي ، فقد تم عرض مسرحية ” الظل العظيم ” تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز .

مسرحية ” الظل العظيم ” مأخوذة عن المؤلف الإغريقي ” سوفوكليس ” وترجمة عميد الأدب العربي د. طه حسين … ويعد ” سوفوكليس ” أحد أعظم ثلاثة كتاب التراجيديا الإغريقية ، مع ” إيسخيلوس ” و ” يوربيديس ” .

يصعب أحياناً على قارىء في القرن الواحد والعشرين فهم التراجيديات اليونانية لكونها سابقة لأفكار ومعلومات وحركات إجتماعية غيرت تفكير الإنسان المعاصر … ولكن عادةً ما يكون جوهر وفكرة المسرحية … فكرة عالمية تتجاوز حدود الوقت و المكان .
مسرحية ” أنتيجونا ” هي جزء من ثلاثية ثيب لسوفوكليس ، تتمحور حول ” أنتيجونا ” ، إبنة الملك السابق ” أوديب ” صاحب الأسطورة والعقدة الشهيرة في مسرحية أوديب ملكاً ، و هو الملك الذي يبدو وقد حكم علية بلعنةٍ يستحيل تفاديها و هي أن يقتل أباه و يتزوج أمه … يحاول أهله تفادي تلك اللعنة فيفشلوا ، كما يحاول هو تفادي تلك اللعنة فيفشل ، و ما كتب عليه يحدث … عندما يكتشف ” أوديب ” ماذا فعل يقتلع عيناه من الألم و العار …
تقتل ” جوكاستا ” نفسها للسبب نفسه و يتبقون أولادهم الأربع : الولدان ” إثيوكليس ” و ” بولينيكس ” … و الفتاتان ” أنتيجونا ” و ” إسمينا ” … عندما قرر ” أوديب ” ترك مدينة ثيب وقد وصى أخ زوجته ( و أمه ) ” كريون ” بإعطاء ” جوكاستا ” الجنازة المناسبة و الإهتمام بأبنائه .
تبدأ مسرحية ” أنتيجونا ” بقدومها إلى أختها ” إسمينا ” و طلبها منها أن تساعدها في دفن جثمان أخيها ” بولينكس ” ، الذي أمر الملك ” كريون ” بعدم دفنه ، عقاباً على خيانته للمدينة بقتاله مع أخاه ” إثيوكليس ” الذي أعطي كل حقوق الدفن و الجنازة المناسبة … كانوا اليونانيون يؤمنون بأهمية الدفن و إعطاء الميت الطقوس المناسبة و إلا لن يحظى بالسلام و الراحة في العالم السفلي .
قررت ” أنتيجونا ” مخالفة قوانين الملك لتطبيق قوانين الآلهة ، وإعطاء أخاها العزيز لديها حق الدفن و لكن ” إسمينا ” لم ترد مساعدتها لخوفها من العواقب الوخيمة …
قالت إسمينا لأنتيجونا : ” و أعلمي أننا لسنا إلا إمرأتين … والطبيعة لم تجلبنا على النضال ضد الرجال … إننا خاضعتان لسادة ، و بالتالي نحن مرغمتان على الإمتثال لأوامرهم هذة و ما هو أقسى منها ” .
ولكن ” أنتيجونا ” لم تستمع لكلام أختها و قررت أن تقوم بفعل الأمر المناسب أخلاقياً ، فهي لم ترى أن كونها إمرأة أو كون ” كريون ” رجل سبب كافي لعدم إعطاء أخاها حقه .
إكتشف ” كريون ” عن فعل ” أنتيجونا ” و قرر قتلها عقاباً لها و تطبيقاً للقانون الذي وضعه ، بغض النظر عن كونها إبنة أخته و كونها خطيبة إبنه ، فبمنظور ” كريون ” القانون يطبق على الجميع … توسله إبنه ” هيمون ” عن عدم قتلها و الإعفاء عنها قائلاً : ” إنه ليس في مصلحته أن يعاقبها و أن الشعب يعتبرها بطلة لتطبيقها قانون الآلهة ” .
ولكنه لم يستمع لوصايا إبنه و يقرر معاقبتها بوضعها في كهف لوحدها .
بعد ذلك دخل على الملك العراف العجوز الأعمى ” تريسياس ” الذي وجد من قبل في مسرحية ” أوديب ” ملكاً و عادةً ما يأتي بالحقيقة … قال ” تريسياس ” للملك أنه يتهور في تطبيق هذا القانون الذي لا معنى له و أن هذا حتماً سيجلب له المصائب و العواقب الوخيمة .
يستمع ” كريون ” لنصيحة ” تريسياس ” و لكن قد فات الأوان ، فيجد ” كريون ” ” أنتيجونا ” منتحرة و يجد ” هيمون ” منتحرٌ معها ، و عندما تسمع أم ” هيمون ” بخبر موته تنتحر هي الأخرى … و يجد ” كريون ” نفسه مكفوفاً الأيادي و عالمه يتدهور و يتحطم أمام عينيه .

” أنتيجونا ” تعتبر مسرحية تراجيدية ذات موضوع سياسي لإحتوائها على نقد للحكم السلطوي الدكتاتوري الذي يطبق قوانين قاسية عمياء …
فيما يبدو أن ” سوفوكليس ” يوضح أهمية و صعوبة تطبيق نظام ديموقراطي يهتم برغبات و حاجات الشعب و الفرد ، فبالرغم من إسم المسرحية ، يبدو أن البطل الحقيقي هو ” كريون ” لما فيه من صفات البطل التراجيدي وفقاً لتعريف ” أرسطو ” … فإن ” كريون ” هو الشخصية التي يستطيع القاريء و المتفرج أن يرى صراعها و إتخاذها للقرارات الصعبة .
إنها مسرحية رائعة جداً فيها أفكار و مواضيع إنسانية خالدة سنتسائل عنها طالما وجدنا على وجه الأرض .

مسرحية ” الظل العظيم ” بطولة كلاً من :
” حسن السيد ” في دور ” أوديب ” ، ” مي عبد الرازق ” في دور ” أنتيجونا ” ، ” أمير وجدي ” في دور ” كريون ” ، ” سيد المصري ” في دور ” تريسياس ” ، ” سامح صبري ” في دور الكاهن ، ” مي محمد ” في دور الملكة ” يوكاستيا ” ، ” محمد رأفت ” في دور ” هيمون ” ، ” رمزي مجدي ” في دور ” مينيسيا ” ، ” رجب حامد ” في دور رسول كورنته ، ” محمد أبو المجد ” في دور الراعي ، ” سيد المصري ” في دور الملك ” لايوس ” ، ” أسماء أبو بكر ” في دور ” إسمينا ” ، ” محمد الشاعر ” في دور رسول بالقصر ، ” إبراهيم محمد ” في دور ” بولونيس ” ، ” أحمد حسام ” في دور ” إثيوكليس ” .

كما قام بأداء الجوقة كلاً من :
مي جابر ، أحمد خضر ، أحمد شريف ، أيمن أحمد ، أيمن محمد ، أيمن محمد عبد الوهاب ، أسماء عوض ، أشرف ، والطفل ” أيمن ” .

وإستعراضات : أحمد الدلة ، وصوت : هبة حسن ، ومكياج : فريدة السيد ، وتنفيذ ملابس : مي عبد الرازق ، وأشعار : أيمن حافظ ، وألحان : عبد الله رجال ، ديكور وملابس : علاء الحلوجي ، والمعارك : خالد سيوفي ، ومخرج منفذ : سامح صبري ،،، وإعداد وإخراج : خالد العيسوي .

 


اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *