الرئيسية المزيد أنهت تركيا “شهر عسل” امتد لما يقرب من 5 سنوات كاملة مع تنظيم داعش

أنهت تركيا “شهر عسل” امتد لما يقرب من 5 سنوات كاملة مع تنظيم داعش

fatakat 1286
أنهت تركيا “شهر عسل” امتد لما يقرب من  5 سنوات كاملة مع تنظيم داعش
واتساب ماسنجر تلجرام
كتب – محمد عبد الله الجعفرى

عاش خلالها التنظيم الإرهابي في كنف أنقرة في حالة من المحبة والمودة وتبادل المصالح، حتى أعلنت تركيا بدء قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة والقوات الجوية للتحالف الدولي، حملة عسكرية على مدينة جرابلس، التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا؛ بهدف “تطهير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي”، عنوانها “درع الفرات”.
دون الذهاب بعيدا، وبالرجوع إلى التقارير الاستبخارتية والدراسات البحثية والمستندات، ثبت تورط تركيا في دعم مباشر لتنظيم داعش الإرهابي، ولعل أول ما نبدء به هو الدولة الأبرز في العلاقات مع تركيا حاليًا ألا وهي روسيا، والذي جاء على لسان وزارة الدفاع الروسية في ديسمبر من العام الماضي، من خلال الوثائق التي أثبتت تورط بلال أردوغان نجل الرئيس التركي، في استيراد البترول من داعش، والعلاقات المتبادلة معهم.
وفي يناير الماضي، اتهمت إسرائيل صراحة على لسان وزير دفاعها – حينئذ- موشي يعلون، تركيا بأنها أغدقت على تنظيم داعش الإرهابي الأموال مقابل الحصول على النفط الذي يهربه من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وأضاف يعلون، عقب اجتماع مع نظيره اليوناني بانوس كامينوس: “كما تعلمون فإن داعش نعمت بالأموال التركية مقابل النفط لفترة طويلة جدا.. آمل أن ينتهي هذا”.
ووقتها، إتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، تركيا بتسهيلها الحدود مع سوريا، لبيع البترول الخام عبر وسطاء ضالعين، من خلال الحدود، وهو ما أدى إلى توجيه اتهامات كبيرة في وجه أردوغان بأنه يساعد في هذا التهريب مقابل الحصول على مكاسب مادية.
وفي هذا السياق، لا يمكن غض الطرف عن تقرير الباحث الأمريكي ديفيد جريبير، الذي كتب مقالا في جريدة الجارديان البريطانية في نوفمبر من العام الماضي، تساءل فيه عن مدى جدية قادة الدول الكبرى في أوروبا والعالم في السعي لتصفية تنظيم داعش، وعن سبب هذا التقارب والتفاهم الكبير بين هؤلاء القادة ة وبين رجب طيب أردوغان.
وعلى خلفية أحداث باريس الأخيرة، يرى جريبير أن تركيا هي الداعم الأول لداعش، وأن مساندتها له لم تكن فقط سببا لاستمرار وجوده على الساحة، بل وفي امتداد أعماله إلى دولا أخرى، حتى أوروبا نفسها. ومن الأمثلة التي يسوقها الباحث الأمريكي لتأكيد فرضيته أن تركيا إذا أرادات تصفية تنظيم داعش، لكان أولى بها مساندة القوة العسكرية التي سحقت التنظيم، وهي قوات حماية الشعب الكردي ورفاقهم بحزب العمل الكردستاني، لكن الغريب أن تركيا حين قامت بعمل عسكري لم تضرب مقاتلي داعش، وإنما قامت بضرب الأكراد، وكان تهديدها لداعش تهديدا شكليا.
وعندما فشل أردوغان، والكلام لازال لـ”جريبير”، في تحقيق االنجاح في الانتخابات البرلمانية، التي نجح خلالها حزب الشعوب الديمقراطي التابع للأكراد في تحقيق نجاح كاسح يحول دون تنفيذ التعديلات الدستورية التي كان حزب أردوغان ينوي القيام بها حال فوزه بالأغلبية اللازمة لذلك، لم يكن غريبا أن يتخذ أردوغان موقفا عدائيا من الأكراد واستهدافهم، بدلا من مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار الباحث الأمريكي إلى الأدلة التي جمعها معهد حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، والتي أثبتت تورط تركيا في تقديم المساعدة لجبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وخلص الباحث إلى أن تركيا، إن أرادت ستساعد العالم على التخلص من تنظيم داعش بشكل سريع لو وجهت ضربات مباشرة له، وتخلت عن استهداف الأكراد.
“مخاوف النظام التركي من إقامة دولة كردية داخل أراضيه، إضافة إلى اقتراب تركيا من خطر التقسيم”، هي أحد أهم الأسباب التي يعتقد الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الأهرام للدرسات السياسية والإستراتيجية، دفعت أردوغان للتدخل في سوريا، خاصة في ظل أزمة أكراد سوريا التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي العدو الأول لأنقرة”. أن إقامة كيان كردي مستقل في سوريا يشجع على إقامة كيان كردي في العراق، وبالتالي الخطوة التي تليها هي إعلان الدولة الكردية في تركيا، لهذا تدخل تركيا في سوريا هو سبيلها الوحيد لمنع ذلك، مضيفًا أن مواجهة تركيا لداعش في سوريا وتوجيه ضربات للتنظيم، يضع تركيا على أجندة داعش الإنتقامية.
وفي نفس السياق، قال محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية المتخصص في الشأن التركي، إن انقلاب تركيا في سياساتها مع تنظيم داعش الإرهابي، خاصة مع إعلانها الحرب على التنظيم في حلب السورية، يعود إلى التقارب الفكري بين إسطنبول وطهران، لاسيما بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أرودغان لروسيا.
وأضاف حامد أن تركيا كانت تستخدم داعش منذ البداية للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، والمقرب للأكراد بغرض القضاء على أي كيان كردي في المنطقة بالكامل، موضحًا أن التركية تسير الآن نحو إستراتيجية جديدة.
وعن أهداف “أردوغان” من ضرب داعش في سوريا، قال حامد، إن تدخل تركيا في الوقت الحالي في الشأن السوري ومواجهة داعش بعد حالة التقارب في الماضي، يعود إلى محاولة الشارع التركي الإلتفاف حول الجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، واظهار النزعة القومية ضد الأكراد.
وأكد أن العلاقة التركية الروسية تعيش أفضل حالتها الآن، فالأسبوع المقبل يشهد مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي البلدين يحضرها الرئيسان بوتين وأردوغان، وذلك بعد التحول الجذري من قبل “أردوغان” بعدم التمسك باقصاء الرئيس السوري بشار الأسد من المشهد الحالي.
واتفق معه الدكتور بشير عبد الفتاح، المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قائلا ” إن انقلاب تركيا في سياساتها مع تنظيم داعش الإرهابي، خاصة مع إعلانها الحرب على التنظيم في حلب السورية، يعود إلى الخسائر التي تلقتها إسطنبول، بعد التقارب من هذا التنظيم ودعمه ماديا ومعنويا.
وأضاف عبد الفتاح أن تركيا كانت فيما مضي، تحاول الاستعانة بداعش لمنع أي محاولة من الاكراد لتأسيس كيان خاصة بهم، ولكن الخسائر التي تكبدتها تركيا إضافة إلى تقاربها من روسيا، والتخلي عن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، أسباب جديرة بخلق حالة توتر في العلاقات فيما بينهم.
وعن العلاقات المستقبلية بين التنظيم وإسطنبول، قال عبد الفتاح، إن العلاقات بين الطرفين ستنقلب بشكل ملحوظ، فمن المتوقع أن يكون هناك عمليات لداعش في تركيا، خلال الأيام القادمة بعد الضربات والخسائر التي تلحق بالتنظيم نتيجة الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش التركي

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *