الرئيسية أخبار اتيكيت التعامل مع الشخصيات الحقودة والغيورة

اتيكيت التعامل مع الشخصيات الحقودة والغيورة

moda 1566
اتيكيت التعامل مع الشخصيات الحقودة والغيورة
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم خبيرة الاتيكيت وlife coach/ شريهان رجب الدسوقي

في بداية موضوعي أحب أذكركم بقول الله تعالي في سورة الحشر وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ وفي سورة الأعراف قال تعالي ( ونزعنا مافي صدورهم من غل ) صدق الله العظيم حبيت أستشهد بهذه الآيات الكريمة لأن هناك بعض الأشخاص قلوبهم مشتعله بالغيرة والحقد والغل ، وهذه الصفات من أسوأ الصفات التي يتسم بها أي إنسان لأنه يضر نفسه قبل أن يضر غيره .

وهنا قبل أن تعرف كيف تتعامل مع الشخص الغيور لابد أن تعلم أن هناك نوعين : اولا- الشخصية الغيورة الغير ضارة والغير مؤذيه هي فقط تحب أن تصبح مثل غيرها ويطلق على هذا النوع من الغيرة الحسد المحمود اي تمني ما عند الغير بدون نقص شيء منه والدعاء له بالبركة .

٢ ثانيا – الشخصية الغيورة ( الحقودة) الضارة المؤذيه ويطلق على هذا النوع من الغيرة الحسد الغير محمود اي تمنى النعمة وزوالها عن المحسود والحقد عليه وايذاءه ، فهى شخصيه عدائيه لأنها تتمني زوال النعمة عن الآخرين . ونقابل منهم الكثير في حياتنا اليومية مع الأسف سواء في العمل أو الدراسة أو أحد الجيران أو حتي أقرب الأقارب .

فالسؤال هنا كيف أتعامل مع هذه الشخصية ؟! اولا : لو كان هذا الشخص أقرب صديق لك وتشعر دائمًا أنه يغار منك فلا داعي أبدا بأن تتباهى أمامه بما لديك وهو ينقصه ،حتى لا تثير غيرته أكثر ، ودائماً تقوم بمساعدته وتحسين صورته أمام نفسه ربما يشعر بالإحباط أو عدم الثقه بالنفس فعليك بتقويته وتقف بجانبه فهو صديقك المقرب فلا تبعد عنه ( فهل جزاء الإحسان الا الإحسان ). لكن لو كان هذا الصديق علاقتك به سطحيه ودائما تشعر بالغيرة والغل في عينيه فإجعل علاقتك به بسيطه للغايه وفي أضيق الحدود فلا داعي لجلب المشاكل لحياتك.

ثانيا : لو كان الشخص الغيور زميلك بالعمل فهذة مشكله كبيرة مع الأسف لأن هذا الشخص يحمل السواد في قلبه اتجاهك ، ومن الصعب السيطرة عليه ، فالمعامله مع هذه الشخصية الحقودة يجب أن تكون بحذر علي قدر الإمكان فلا تفشي أى سر عن حياتك أمامها ، أو اى خطط مستقبلية تريد تحقيقها لنفسك سواء علي المستوى العملي أو الشخصي ، ويجب أيضا عدم خسارتهم نهائيا لأنهم ممكن يسببوا لك أذى كبير لا يمكن أن تتوقعه ، فيجب أن يكون لديك ذكاء اجتماعي في التعامل مع هذه الفئة.

ثالثا: لو كان الشخص الغيور زميلك في الدراسة ، هنا يجب عليك تغيير روتين يومك فحاول أن تغير من جدول دروسك حتى لا تقابله كثيرا ،بقدر الإمكان لأنه ممكن أن يؤثر عليك بالسلب في التحصيل الدراسي لأنه سوف يقوم بالتشكيك في قدراتك واحباطك ، خصوصا لو كنت متفوق وناجح في دراستك ، ومن الغريب أن يكون الشخص الحقودة متفوق أيضا في دراسته ولكنه لا يحب أن يرى من هو مثله أو متفوق عليه فيحاول التقليل منهم دائماً ،فهذا ممكن يجعلك تشعر بالسوء إتجاه نجاحك ، لذلك أبتعد بقدر الإمكان وحاول مصاحبة طلاب يتمتعون بالطبع الجيد وروح الفكاهه لتستمد طاقه إيجابية دائما .

رابعا: لو كان هذا الشخص الغيور أحد الأقارب هنا أنت في مأزق لأنه لا يمكن أن تقطع علاقتك به نهائيا ، وكثير منا يواجه نفس المشكله خصوصا ، إذن ما العمل وكيف تتصرف وتتعامل ، هنا يجب رسم حدود بينك وبين هذا الشخص وأن تتجنب حدوث أى مضايقات منه بأى شكل من الأشكال ، وحدد لنفسك مدة من الوقت للتعامل مع هذا الشخص وتكون في حدود السلام والتحية فقط ومحاول الإنسحاب بعدها من المحادثه بأدب .

ومن الأفضل أن تكون العلاقة في حدود المناسبات لو كان في فرح أهنئ وأبارك ، لو كان هناك واجب عزاء أعزى ، غير ذلك لايوجد عليه حق عندك خصوصا إذا كان هذا الشخص قام بأذيتك نفسيا ومعنويا ،لإن الإنسان لنفسه عليه حق أيضا ، والمثل يقول ( أحذر من عدوك مرة ، ومن قريبك ألف مرة ).

خامسا: لو كان هذا الشخص الغيور أحد جيرانك أو ساكن بمحيطك، وشعرت دائما أنه يغار منك ويحقد عليك وتصرفاته تزعجك ، هنا لابد أن تحافظ علي إيجابية تعاملك مع هؤلاء الأشخاص ،مهما كانت تصرفاتهم سلبيه معك فهكذا تكشف لهم وبشكل غير مباشر إنك شخصيه راقيه وعطوفه ولا تستحق الكره والحقد ،فمثلا لو قابلت هذا الشخص وقمت ببعض الإطرائات اللطيفه عن ايجابياته ، أو عرضت عليه المساعدة في حدود امكانياتك ،هنا ممكن يتحول شعوره بالنقص والغيرة منك إلى مودة وإذا شعرت بأنه يعاني من تجارب سيئه في حياته ،جعلته شديد الغيرة اتجاه أي شخص فعادى جدا ممكن أيضا أن تشاركه بأى تجربه فاشله مرت عليك حتي لا يشعر بأنه فقط الذي يعاني وحينها يخف شعور الحقد الذى بداخله اتجاهك وتكسب جارك لأنك أكيد هتحتاجه في أى وقت . وأخيراً كن علي دراية بإنك جيد في شئ ما ،ولهذا يشعر الأشخاص بالغيرة منك ،إجعل ذلك محفزا لك . وأحب أنهى موضوعي بالمقولة الشهيرة لأستاذى إبراهيم الفقي رحمة الله عليه ( إصبر علي كيد الحسود ، فإن صبرك قاتله ، فالنار تأكل بعضها ، إن لم تجد ما تأكله ). مع تحياتي خبيرة الاتيكيت شريهان رجب.الدسوقي

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *