الرئيسية مقالات التعليم بين الحاضر والمستقبل

التعليم بين الحاضر والمستقبل

moda 1295
التعليم بين الحاضر والمستقبل
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم الدكتورة نجلاء صالح
“رصــــــد الـــوطــن”

قد يظّن الكثير أن المدرسة مكان درس واطلاع فقط ، وأن نهوض المدرسة بمهمة التعليم يعفيها من أى واجب آخر ، والحقيقـة غير ذلك فالمدرسة ليست غرفة دراسة فحسب ، ولكن المدرسة ( حجرات للدراسة – مكتبة – معامل ومختبرات – صالة اجتماعات حجرات لممارسة الأنشطة المتنوعة .. وغيرها ).
صحيح إن الاستماع للدروس والإصغاء لشرح الأستاذ وسؤاله ومناقشته فى بعض الأمور والمشكلات ذات أهمية كبرى فى الدراسة ، ولكن تعتبر الأنشطة التى تتم خارج حجرات الدراسة على جانب كبير من الأهمية فى تنمية الطالب فى جوانبه المختلفة : الروحية والبدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية .. بل يمكن القول أن هناك جوانب يمكن تنميتها من خلال تلك الأنشطة المتنوعة لا يمكن تنميتها من خلال الفصول الدراسية .
إن واقع الحياة المدرسية بجمهورية مصر العربية لا يحقق الأهداف المنشودة من التعليم قبل الجامعي . وعندما نتعرف على رسالة المدرسة فى عالمنا المعاصر فى حقيقتها نجد أنها رسالة الإنسان التى كلفه الله بها ليكون خليفته فى الأرض ، يسعى وراء العلم والمعرفة ، ويكتشف أسرار الطبيعة ، ويقوم باستثمار الطاقات التى سخرها الله له ، وينهض بعمارة الكون ، ويشيد الحضارة الإنسانية بكافـة أبعادها ، ويضع الموازين القسط ، ويدعم القيم الروحية الأصيلة ، ويعمق مفاهيمها ، ويبثها على أوسع نطاق ، ويصونها من العبث والضلال ، ويرفع كلمة الحـق والرشاد ، ويقضى على الباطل والفساد ، ويبنى العقل والضمير الإنسانى وينمى الخبرات والمهارات ويثريها، ويصقل الملكات والمواهب ، ويتحقق ذلك كله من خلال التعاون المثمر البناء بينه وبين بنى جنسه فى جو من الإخاء والمحبة والإخلاص
فهل تقوم مدارسنا بأداء هذه الرسالة علي أكمل وجه؟ أم أن الطالب يلقن فيها مجموعة من المعارف وقليلاً من المهارة والثقافة من أجل اجتياز الاختبارات والامتحانات ليعبر منها إلى الشهادة المرجوة ، ومن ثّم تنسى هذه المعارف ، وتنطفئ أنوارها . وللأسف أن هذه الصورة هى المنتشرة فى مدارسنا الآن .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *