الرئيسية ثقافة التونسية نجلاء عطية .. أديبة بنكهة عظماء الزمن الجميل

التونسية نجلاء عطية .. أديبة بنكهة عظماء الزمن الجميل

ahmed-hefny 1492
التونسية نجلاء عطية .. أديبة بنكهة عظماء الزمن الجميل
واتساب ماسنجر تلجرام

 

كتب: حاتم العنانى (مصر)

خذ الحياة بقوّة (من رواية آخر عيون للنسيان للروائية / نجلاء عطية)
كانت تحاول أن تقول للمساء الحزين أنّها قادرة على تجاوز وحشته بالفناء في البديل….
إذ كانت تبقي النّافذة مغلقة والسّتائر مسدولة علّ عيونها تستردّ من المكان الذي أضحى قاسيا أرواحا دافئة لبّت فجأة نداء الرّحيل….
كانت أسيرة عالمها الضيق الذي لا يفتح ذراعيه إلا لرائحة القهوة وموسيقى الغجر والكتب المبعثرة هنا وهناك…
بدت في هذا المساء وهي تغطي جسمها الهزيل بغطاء صوفي في شوق عظيم إلى كتاب ” النبي ” لجبران. وقبل أن تفتح صفحته الأولى سمعت طرقا خفيفا على الباب فكسا وجهها غشاء من الحيرة….
-“من تراه يكون؟”
“لا أريد مما تبقى من العمر سوى أن أحيا بلا مفاجآت…”
” لا أريد من هذا الباب المغلق سوى أن يرحمني من غريب قادر أن يبعثر عادات امرأة وحيدة علّقت كل آمالها في مساء بلا مرايا ولا شرفات…”
وحتى لا تتضاعف هواجسها، وجدتها تفتح الباب مسرعة والكتاب بيدها. وقبل أن تنطق بحرف، قال لها مبتسما:
” أهلا! هل يزعجك أن أستدعي نفسي على فنجان قهوة أم تراني ضيفا ثقيلا على مسائك الحزين؟”
” أهلا وسهلا…بل قل أية نسمة طيبة حملتك إليّ وأيّة قدم جرّتك إلى بابي….؟”
تلعثمت الكلمات على شفتي أخيها وهو يجول بنظره في أركان الغرفة التي تشي جدرانها بوجع الحنين إلى ضحكات كانت تغص بها قبل أن تزفّ البهجة إلى مثواها الأخير، تاركة وراءها خدوشا عميقة بالروح وقد استحالت فاكهة الذكريات لغة معطوبة ونزيف معنى جريح…
وكي ينهي كأس الأسى الذي يشربه ترياقا كلما زار أخته قال:
” أقترح أن تحضري لي قهوة فأطرافي تكاد تتجمّد من شدة الصقيع “
كان يبحث من وراء ذهابها إلى المطبخ عن فرصة يستجمع فيها قوته كي يحقق الهدف الذي جاء لأجله…
نهض مسرعا وفتح النافذة على مصراعيها فهبت نسائم المساء معتقة برائحة أزهار الليمون وأنار الغرفة. وكم بدا المكان في حاجة إلى لمسة تضع في مدفأة ورماد حطبا كي تشيع فيه دفء الحياة من جديد….
وما إن عادت إلى الغرفة حتى قادها باتجاه النافذة ووقفا ينظران إلى الأفق البعيد وكأنهما يبحثان عن شرفة أخرى ترمّم بقايا آمال مزّقتها الفاجعة واحتفظت بلونها الباهت تلك النّافذة المرهقة كانت قاب قوسين من الانهيار حين قال لها:
“سنسافر معا لنقضّي عطلة بمدينة جميلة فنحن في حاجة إلى أن نستعيد من الرّخام أوراق حياتنا المتساقطة علّنا نشارك صغار الأماني رغبتها في الرجوع إلى قلوب العصافير…”
أظنها لم تسمعه أو هكذا صارت غير قادرة على تلبية الدّعوة ولكنه اصرّ قائلا:

” تعالي نجهّز حقيبتك الآن فلا وقت لدينا لمزيد من الوقوف على أطلال أمس رحل دون أمل في الرّجوع “.
استسلمت لإرادته …
ربّما لم تكن المسكينة في حاجة إلى أكثر من دعوة كي تغادر قمقمها البائس…
ها هما يتجهان نحو السيارة وقد أجبرها على خطوة واسعة، خطوة تعيدها من غربتها إلى حضن الوجود. ولم تجد أمامها سوى أن تهديه ” نبي جبران “
نعم! ما بين وجع يضحك وفرح يبكي علينا أن نبقي على رغبتنا في أن نطير قبل أن نحترق ونصير أشلاء….
علينا أن نخترق الزمن الموجوع ونصنع لأنفسنا رغبة أخرى نعلنها صدفة خارقة تتجاوز كل المعاني المضمّنة بالكتب…

نبذة مختصرة عن أستاذة الأدب / نجلاء عطية
********************************
الاسم / نجلاء بنت محمد عطية
الجنسية / تونس
مسقط الرأس والإقامة : صفاقس
المهنة والنشاط :
1- أستاذة الأدب الفرنسي بالمعاهد التونسية
2-عضوة نسوية عاملة فى جمعية مجيدة بوليلة للحداثة بصفاقس
3- محررة بصحيفة فنون الثقافية العربية العراقية عن دولة تونس

النشاط الثقافى :
1- القصيدة النثرية (مجموعة تحت الطبع )
2- قاصة (مجموعة قصصية بعنوان آخر عيون للنسيان) – الناشر / دار سوجيك للطباعة بصفاقس – مجموعة من المقطع المتوسط
3- روائية (رواية فى مرحة الإعداد)
4- نصوص منشورة بالصحف المحلية والعربية والمجلات
5- مشاركات بإلقاء الشعر بأمسيات شعرية جهوية ووطنية
6- تقديم مجموعتها القصصية بفضاء الجموسى بصفاقس
7- مشاركة بإلقاء الشعر فى مهرجان الياسمين للشعر بصفاقس ( الدورة الأولى) مارس عام 2018م تحت إشراف جمعية مجيدة بوليلة للحداثة
8- مشاركة بإلقاء الشعر بأيام قرطاج الشعرية (الدورة الأولى) مارس عام 2018م .
9- مشاركة أدبية بأيام الكتاب والإبداع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس 2019م.
10- دعوة للمشاركة بإلقاءالشعر بأيام قرطاج الشعرية (الدورة الثانية) مارس عام 2019م.
11- دعوة للحضور والمشاركة والتكريم مشاركة في مهرجان القلم الحر والفوز بالفيوم – مصر – أفريل عام 2019م.
12- دعوة للمشاركة الأدبية بأمسية نقدية برئاسة دكتور/ أحمد الجوة ببهو المكتبة العمومية بصفاقس

النقد الأدبى لمؤلفاتها:
1- الأديب الدكتور/ نور الدين الحاج : قدم مجموعتها القصصية “آخر عيون للنسيان ” إذ كتب معرفا:” إنها شرفات مشرعة على الروح الإنسانية، تراود “شاعرية اللحظات المفقودة” وتتغنى بمعنى الحياة الأصيل بما هو حرية وإبداع وإصرار على بلوغ سدرة المنتهى رغم عنت القدر وعنف الواقع. إنها كبينيلوب لا تيأس من عودة الغائب ولكنها لا تنكث غزلها، بل تحكمه لتنسج من حريق الآلام حرير الكلام. إنها ترنو بعيون لا ذاكرة لها إلى حلمها “قادما من بعيد “
2- الشاعر الإعلامي محمد بن جماعة : انتبه إلى “شعرية مخاتلة تلبس المجموعة القصصية “آخر عيون للنسيان ” لباس ” حفر ونبش ” في شخصية الإنسان المتمرد والمتحفز إلى الحرية…الرافض لكل أشكال القيود الظالمة…” ” شعرية لا تخل بقواعد التسريد وإنما ترسم لنا حدوده

صحف إليكترونية وورقية نشرت أعمالها الأدبية :
1- جريدة الصباح التونسية
2- جريدة الشرق العراقية
3- جريدة طريق الشعب العراقية
4- جريدة الجزائر
5- جريدة ومجلة الوجدان الورقية والالكترونية
6- صحيفة فنون الثقافية العربية
7- وكالة أنباء آسيا

اللقاءات الإذاعية :
1- استضافة فى إذاعة صفاقس زيتونة الأثير مع الإعلامي فيصل القاسمي في برنامج كلمة حرة
2- استضافة فى راديو اللمة مع الإعلامية جميلة فى برنامج فسيفساء
3- استضافة فى إذاعة الثقافية مع الدكتور والإعلامي خليل قويعة
4- دعوة للاستضافة بإذاعة المنستير يوم الإثنين 18 مارس 2019م مع الإعلامي والروائي عبد الحكيم الربعي فى برنامج

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *