الرئيسية ثقافة الشيخ رأفت حمزة من علماء الأزهر الشريف يكتب : من وحي الحوادث الإرهابية الأخيرة …استوصوا بأقباط مصر خيرا

الشيخ رأفت حمزة من علماء الأزهر الشريف يكتب : من وحي الحوادث الإرهابية الأخيرة …استوصوا بأقباط مصر خيرا

moda 2561
الشيخ رأفت حمزة من علماء الأزهر الشريف يكتب : من وحي الحوادث الإرهابية الأخيرة …استوصوا بأقباط مصر خيرا
واتساب ماسنجر تلجرام
متابعة : منال محمد الغراز
“رصـــد الـــــوطــــن”

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:حقيقة إن الفكر ليقف حائرا أمام هذه الأحداث المؤلمة التي تتعرض لها البلاد بين الفينة والأخرى ولا أدري بماذا أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ للحديث عن الاعتداء الآثم الذي استهدف الكنائس بل استهدف الأمن في هذا البلد ورجاله.
ولا شك أن هذا العمل إجرامي مقيت وعدوان فاحش وظلم عظيم ولون من ألوان الفساد والإفساد في الأرض وصورة من صور المحاربة لله ولرسوله وللمؤمنين فأفّ ثم أفّ ثم أفّ لنفس تتوق لقتل الأبرياء وتستمرئ إراقة الدماء المعصومة وتفرح بتناثر الأشلاء فماهي إلا خسة وندالة فكان جزاؤهم من رب العالمين جزاءا قاطعا فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
وقال تعالى:(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
ذلكم أن قتل النفس المعصومة من أعظم الذنوب وقد عده النبي من أكبر الكبائر
وجعله رسول الله من الموبقات فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات)
وعن عبدالله ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة)
الإسلام دين العدل والاعتدال دين السلم والمسالمة دين المحبة والتقوى والشريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه وحماية حياته من اي اعتداء وتكفل عزته وكرامته.
جعل الإسلام للنفس الإنسانية مكانة محترمة فمدح في كتابه الكريم إحياء النفس وذم قتلها فقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
إن قتل الإنسان جريمة كبرى لا يرضاها الله تعالى، ولا يرضاها الأنبياء ولا سمح بها بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله (سلام الله عليهم أجمعين).
لذا نطلب من كافة الناس إتباع الشرائع السماوية بألا يتقاتلوا ولا يعينوا قاتلا ولا يشتركوا في قتل احد من البشر مهما كان دينه أو طائفته ولنتعاون جميعاً على البر والتقوى ولا نتعاون على الاثم والعدوان، كما جاء في في الكتاب العزيز: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر خيرا فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما. يعني بذلك أن تلك الرحم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم أنها من قبل هاجر أم إسماعيل عليه السلام فكانت قبطية من أهل مصر .
وأما ما يتعلق بمارية رضي الله عنها فهو في رواية أخرى لحديث أبي ذر عند مسلم أيضا بلفظ: فإن لهم
ذمة وصهرا وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم .
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إيذاء أهل الذمة واعتبر حقهم كحق المسلم في شؤونهم ومعاشهم وخلفاؤه من بعده اقتدوا به «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» .
وقد كان من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم «ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة» حتى المجادلة في الدين أمرنا صلى الله عليه وسلم أن تكون باللين: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن
نسأل الله أن يحفظ مصر ويصلح أحوال أهلها ويجمع قلوبهم على ما يحب ويرضى ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن ويصرف عنهم كل سوء ظاهر وباطن إنه على كل قدير

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *