الرئيسية مقالات الطنطاوي يغوص في عمق التربية

الطنطاوي يغوص في عمق التربية

moda 1360
الطنطاوي يغوص في عمق التربية
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت / د. ولاء شبانة 
“رصـــد الــــوطــن”

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

بعد الشّدَّة التي تربينا نحن عليها ،
صرنا نخاف على أبنائنا من تأثيرات القسوة ، و بتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع و النعاس ؛ 
– فنطعمهم زيادة ،
– و نتركهم كسالى نائمين ،
– و لا نوقظهم للصلاة ،
– و لا نُحملهم المسؤولية شفقة عليهم ،
– و نقوم بكل الأعمال عنهم ،
– و نحضر لوازمهم ،
– و نهيء سبل الراحة لهم ،
– و نقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا …
فأي تربية هذه ؟
– ما ذنبنا نحن لنحمل مسؤوليتنا ومسؤوليتهم ؟؟
– ألسنا بشراً مثلهم ؟
– و لنا قدرات و طاقات محدودة ؟
– إننا نربي أبناءنا على الإتكالية ، وفوقها على الأنانية ..
إذ ليس من العدل قيام الأم بواجبات الأبناء جميعاً و هم قعود ينظرون !
فلكل نصيب من المسؤولية ،
و الله جعل أبناءنا عزوة لنا ،
و أمرهم بالإحسان إلينا ،
فعكسنا الأمر …
و صرنا نحن الذين نبرهم و نستعطفهم ليرضوا عنا !
و لأن دلالنا للأبناء زاد عن حده ،
انقلب إلى ضده ؛
و باتوا لا يقدرون و لا يمتنون ، و يطلبون المزيد !
فهذه التربية تُفقد الإبن الإحساس بالآخرين
(و منهم أمه و أبوه)
و لن يجد بأساً بالراحة على حساب سهرهم و تعبهم .
و إني أتساءل :
ما المشكلة لو تحمل صغيرك المسؤولية ؟
ماذا لو عمل و أنجز ، و شعر بالمعاناة وتألم ؟
فالدنيا دار كد و كدر
و لا مفر من الشقاء فيها ليفوز و ينجح ،
و الأم الحكيمة تترك صغيرها ليتحمل بعض مشاقها ،
و تعينه بتوجيهاتها ،
و تسنده بعواطفها ،
فيشتد عوده و يصبح قادرآ على مواجهة مسؤولياته وحده .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *