الرئيسية محافظات ” المكتبة الأهلية ” قيمة وتاريخ لم يصمد أمام سطوة هجمة شرسة علي المباني الأثرية ببورسعيد

” المكتبة الأهلية ” قيمة وتاريخ لم يصمد أمام سطوة هجمة شرسة علي المباني الأثرية ببورسعيد

moda 1080
” المكتبة الأهلية ” قيمة وتاريخ لم يصمد أمام سطوة هجمة شرسة علي المباني الأثرية ببورسعيد
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : منال محمد الغراز
“رصـــــــد الــــوطـــن”

عندما كنا نسير بجوار العقار رقم 21 بشارع الجمهورية في بورسعيد، ذلك المبنى الأثري، الذي كان يضم مكتبة من أقدم مكتبات المحافظة، وهي ” المكتبة الأهلية ” ، كان يتجلى أمام اعيننا لوحة فنان كساها الغبار والإهمال، هذا العقار الذي لا يوجد مثيل له في العالم إلا في فرنسا ، حيث بناه المهندس الفرنسي “فرانسوا دوه لو ايست” بطراز التوأمة، وهو توأمة الحجارة مع الخشب حتى ينجح في تحدي الزمن، شيد من حجر ولم تتخلله المواد الخرسانية أو الأسمنت، وشيد البنوار والفرندات الخاصه به من ضفيرتين أحدهما نحاس والأخرى رصاص وحديد، عام 1882م ، ولكن مع الهجمات الشرسة لكل ماهو أثري في مدينتنا “بورسعيد ” لطمس معالمها الأثرية والتاريخية من مقاولي غسيل الأموال وبناء مسخ اسمنتية لا قيمة حضارية مضافة لها ، تم إزالة هذا العقار وإخلاء سكانه وقاطنيه بالقوى الجبرية وعدم اعطائهم أية تعويضات مادية او حتى معنوية .

وبقوله يشير المؤرخ الدكتور ” محمود فشارة ” عن ” المكتبة الأهلية “التي كانت تقبع أسفل هذا العقار الذي تم ازالته … من وقت قريب ودعنا عمارة شهيرة بشارع الجمهورية و التى كانت شهرتها باسم عمارة ” المكتبة الاهلية ” ، وبعد أن تم إزالة العقار بفترة قليلة والمكتبة ، ودعنا صاحب المكتبة عم ” علي رشوان” فهذا المكان الذى تعلق به و ظل يعمل فيه منذ شبابه . ويستطرد الدكتور ” فشارة ” تم إنشاء ” المكتبة الأهلية ” سنة 1951 وكان محاسبها وصديق عم ” علي رشوان ” صاحب المكتبة هو عم ” شحاتة ابو جندي ” ، وظلت المكتبة و عمارتها صامدين في العدوان الثلاثي سنة 57 ولم يطلها التدمير الذي أصاب عقارات كثيرة في هذه المنطقة ، وفي فترة التهجير كانت المكتبة و اصحابها من المستبقين بالباسلة ولم يهاجروا من بورسعيد ونزحوا الي المحافظات المجاورة بعد هزيمة 67 .

ومع كل هذه التحديات ظل المبني رابضا والمكتبة الاهلية يقاومان الزمن ويتحديانه ، حتي جاء قرار وزير الإسكان بإزالة هذا العقار الأثري ، والذي تم إدراجه بسجلات وزارة الآثار كمنزل إثري تحت رقم 66 ، وانتقلت ملكيته إلى شركة مصر للتأمين، ومنها إلى شركه مصر للقصور العقارية ، فتحية لعم ” علي رشوان ” رحمه الله و لولده الذى أكمل مسيرته ومشوار والده وسيرته الطيبة حيث انتقلت ” المكتبة الاهلية ” إلي شارع الجمهورية والنصر ( الشارع الجانبي فبيل محطة وقود الجمهورية) .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *