الرئيسية آراء النوبة …. بوابة مصر عبر العصور

النوبة …. بوابة مصر عبر العصور

moda 2960
النوبة …. بوابة مصر عبر العصور
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / عائشة عبد الرحيم.
“رصــــــد الـــوطـــن”

 

الملف النوبي ليس وليد اليوم وإنما هو شديد القدم رجوعًا إلى العهد الاستعماري، حيث بدأت مأساة التهجير منذ تقسيم النوبة بين مصر والسودان في عام 1898، والذي أعقبه بناء خزان أسوان في 1902 لأغراض استعمارية، تهدف إلى التوسع في زراعة القطن لاستغلاله وتصنيعه. تبع هذا تعلية 1912 وعام 1932، وبناء السد العالي الذي أغرق النوبة التاريخية.

ورغم اختلاف الأنظمة المتعاقبة، لم تلق القضية النوبية أي اهتمام يُذكر من السلطة، سوى تقديم بعض الحكومات حلولًا مبتسرة وغير ناجزة مثل “وادي كركر” في عهد مبارك، الذي حاولت به الحكومة، بالتعاون مع حلفائها من النوبيين، حل مشكلة إعادة توطين النازحين النوبيين.

فمع تعقيدات القضية النوبية يجد النوبيون أنفسهم بين مطرقة تعسف وصلف الدولة وسندان الاتهامات بالعمالة والسعي نحو الانفصال. وفي هذه الظروف تبقى أي خطوات للنوبيين مدفوعة بالعجز عن إيجاد وسائل للتفاوض الحقيقي مع الدولة على حقوقهم المشروعة، وبالتالي نجد أنفسنا أمام تجربة وسائل مشروعة قانونيًا أخرى، وهي اختصام الحكومة في الآليات الدولية، حتى وإن لم يرض الكثيرون، وأولهم الحكومة نفسها التي لا تزيد الوضع إلا تعقيدًا.

ظلت النوبة تلعب دورها الحضاري والسياسي والاجتماعي والديني في منطقة النيل الأوسط منذ أقدم العصور التاريخية قد تمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام فبل الميلاد إلى ان قامت مملكة عرفت بمملكة نبتة نسبة إلى عاصمتها مدينة نبتا بالقرب من مدينة دنقلة الحالية والتي أصبحت لها شخصية قوية ذات كيان سياسي وعسكري واقتصادي في وادي النيل منذ نهاية القرن التاسع وبداية القرن الثامن قبل الميلاد، وأصبحت لها قوة عسكرية ضاربة بفضل زعمائها الأشداد، مثل ملك الارار ثم الملك كاشتا ثم الملك بعنخى والأخير هو أقوى ملوك النوبة ومؤسسها الحقيقي الذي عمل على ترصيد بلاد النوبة التي كانت من قبل عبارة اقطاعات. بينما أخذت مصر في طور الضعف والانحلال بعد زوال أسرة الرعامسة منذ الأسرة الواحد والعشرين (1085-950ق.م) حيث استولي عليها عناصر ليبية من المعروفين بالماشاوش بقيادة ملكهم شاشانق الأول. والذين ظلوا يحكمون مصر من خلال الاسرات 21,22.23 حتى دبت الخلافات والنزاعات الهدامة بين أمرائها وانقسمت خلالها إلى أكثر من 21 ولاية أو إمارة متنازعة. ولما بلغ الملك النوبي بعنخى خبر عن أحوال مصر في ظل ملوكها الماشاوش والتي أصبحت بذلك مطمعا للدول الاجنبية اقسم بعنخي بحياة ابية وحياة الالهه آمون ان يضع حلا لتلك النزاعات الهدامة لكونة احق بحكم وادى النيل عن أولئك الدخلاء في وادى النيل وان يقيم امبراطورية بعد توحيد شطرى وادي النيل (مصر العليا ومصر السفلى)ليعيد بذلك امجاد اسلافة.فجمع جيشة واقتحم مصر من الجنوب فوقعت كل تلك الإمارات المصرية المتنازعة الواحدة تلو الأخرى تحت سلطانة حتى وصل إلى اقصي شمال مصر وأصبح على مشارف مدينة اورشيليم (بيت المقدس) حاليا فانتهز ملكها قربه منه فاستعان به على من عاداه من الآشوريين الذين كانوا يستعدون للاستيلاء على أملاكه.

بعد هذا النصر العظيم للملك النوبي بعنخى نظم شئون الامبراطورية المصرية النوبية وكون الأسرة الخامسة والعشرين ضمن سلسلة الأسرات الفرعونية التي عرفت في المصادر التاريخية بالأسرة النوبة أو الأسرة الإثيوبية التي حكمت الامبراطورية لمدة خمسة وتسعون عاما (751-656ق.م) وقد عرف عصر هذه الأسرة بعصر اليقظة في وادى النيل. هذا وقد خلف الملك بعنخي في حكم الامبراطورية المذكورة أولادة أولهم الملك شباكاملك يهودا (716-701ق.م) ثم الملك شبثاكا ثم الملك طهراقا (690 -664) ثم الملك تانوت أمون (663-656ق.م) وهو آخر ملوك الامبراطورية النوبة المصرية والأسرة الخامسة والعشرين. وكان تآمر بعض أمراء مصر بالاتفاق مع الآشوريين الطامعين في مصر سبباً في انهيار تلك الامبراطورية كانت مدينة منف في مصر السفلى مقراً لحكم الأسرة الخامسة والعشرين النوبة. وكانت تتبادل معها في هذا الشأن مدينة طيبة (الأقصر حاليا) لكونها مقراً للمعبود آمون غله الامبراطورية. ولكن بعد انهيارها عادة مدينة نبتا أو نباتا مقراً للحكم للمرة الثانية وظلت حتى مطلع القرن السادس الميلادي أو بعده بقليل. وقامت في مصر الوسطى أسرة فرعونية جديدة بزعامة الملك السمتك الذي كوّن الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية بعد رحيل أسرة النوبة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *