الرئيسية أخبار بين شَوقٌ وحَنينٌ..وإختيارٌ حَزين

بين شَوقٌ وحَنينٌ..وإختيارٌ حَزين

moda 1736
بين شَوقٌ وحَنينٌ..وإختيارٌ حَزين
واتساب ماسنجر تلجرام

كتب / أحمد القاضي

ما أحلى تِلك المشَاعر التي تتملكنا عند لِقاء من نُحبهم، وما أرق تلك الأحاسيس حينما يَصفو لنا من نَودهم، وما أصدق تلك القلوب وهي تخفق بشدة في قربهم، وما أجمل فرحة البقاء بعد لقاء من أرهقنا بُعدهم.أوقن جيدًا بأن البُعد يجعلنا نعتاد الغياب، وقد يُدخلنا في حالة شَوق في بداياته، لكننا في نهاية المطاف سنعتاده، لذا لا أؤمن بأن البُعد في غالب الأوقات قد يجعلنا أكثر راحة، فأحياناً يَغمرنا الإشتياق لمن نُحب، فنرى وجههم في كل الوجوه، ونَسمع صوتهم في كل الأصوات ونستشعر قربهم ونتذكر مواقفنا معهم، فلا يهدأ بالُنا ولا تنفرج أساريرُنا إلا برؤياهم، حينها نُصارع أشجان الماضي الحزين التي إستحوذت على نبضات عقولنا دهراً من الزمن لكي تتوقف عن النحيب وتسارع إلى رؤية محبوب آتٍ وقد أيقظ فينا إحساساً إعتقدناه مات. تفرقنا ظروف الحياة القاسية عن من نحب ولكن القدر قد يشاء ويجمعنا بهم مرة أخرى، فنسعد بلقائهم من جديد وتُملَأ قلوبنا بالسعادة والبهجة فألم رحيلهم سينتهي، وقد عادت الروح إلى الجسد بعودتهم إلينا.إنها لغة الأرواح يا سادة، فإن لغة الأرواح لا تخطئ أبداً، هل يكون هو الحب؟ لا بل هو اكثر!، أهو العشق؟،أم هو الشوق؟، لا بل هو اكثر من ذلك وأعمق!! إنه احتلال روحٌ لروحٍ أخرى فيجمع الله بينهما لتكون نفساً واحدة. فإذا عاد الحبيب تكون عودته بمثابة عودة الروح للجسد بعد انفصالها عنه، وهنا تبدأ ترانيم الحياة باللقاء، بالجاذبية الروحانية، بالتوحد، فيحلو كل مُرّ، ويعذب كل مالح، وتلمع العيون ببريق الأمل والسعادة، وتعزف أوتار القلب أعذب الألحان، ويأتي الربيع قبل الأوان وتذوب كل الآلام وتتلاشى الأحزان، ويصبح لون العالم وردياً، وتتلون الأشياء بألوان الزهور وتتعطر برائحة السعادة التي هي أجمل وأزكي من أغلى أصناف العطور، ويشعر الإنسان بأنّ له جناحان قويان يطير بهما ويعلو فوق السحاب، حيث لا عذاب ولا عتاب وينهل من الحب بلا حساب، فما أحلى اللقاء بين الأحباب بعد الفراق وطول الغياب. ولكن فيما يبدوا أن أوقاتنا في أوقات اللقاء لها أجنحةٌ، ولكنها في وقت الفراق لها مخالبُ.ومن شده شوقنا لمن نحب قد نبحث عن نوماً في غير أوقاته لعل لقاءاً يكون في منامنا …فعندما ننظر بقلوينا لا يصبح لعيوننا معنى، فإذا عشقنا حقا وارتبطنا صدقا فقد نرنوا لعين المودة والهيام، لكن الأسوء منه أن نعود لنفس الشعور الذي جاهدنا كثيرًا في أن نتجاوزه من قبل!فتبا لشوقٍ قادراً على القتل ألف مرة وليس قادراً على إحضار من نحب ولو لمرة، كم نتمنى ان نعود للوراء كي نعانق أرواحاً لم تخبرنا بموعد رحيلها.قلبي يحدثني بريبته المعتادة : هل مهما طال اللقاء يعني ذلك حتمية البقاء؟؟؟؟تعود أن لا تتعود فذات يومٌ ستنتزع منك الأيام ما أعتدت عليه الشتاء يعقبه ربيع ،والليل يعقبه نهار، بكينا اليوم سنضحك غدا، تعبنا اليوم غدا سنرتاح غدا، أحببنا اليوم سنفترق غدا، حزنا اليوم سنفرح غدا، لا حزن يدوم ولا فرح يدوم، فمهما بلغ شغفك ومهما طال أملك فواري قلبك بالصبر وأخبره أن لا شئ يدوم. ولكننا نوقن انه مهما كان من لقاء، فحتما سيكون يوما هناك فراق.إن أشد مراحل النضج إدراكك أن كل شئ له نهاية مهما كان سيئاً أو جميلاً، نحن كالطيور التي إغتربت عن موطنها لطلب رزقها ما كانت الأرض يوما وطنا لنا ولن تكون، الفلك دوار والحياة لن تقف علي أشخاص ولا أشياء، فلاتعتاد شخص أو مكان أو صوت. لأن كل شئ له نهاية مهما كان سيئاً أو جميلاً، تعامل مع الناس علي مبدأ الفقد لا الدوام حتي لا تغتال في روحك وتتألم حين تُغادرك الأشياء التي اتربطت بها وتفقد الأشخاص الذين وثقت فيهم.”الفراق، البعد، الرحيل، الوداع” تختلف المفردات ويبقى الألم واحدٌ، فلن نهجر أحداً، ولكن لا نتمسك بمن آثر الرحيل. ولربما الإبتعاد قاتل ولكنه أفضل من قربٌ بلا تقدير.ولكن لا تحبوا بعمق حتى تتأكدوا بأن من نبادلهم الحب يحبنا بنفس العمق، فبقدر عمق حبك اليوم سيكون عمق جرحك الغد. ولنثق تماما بأنه لو كان خيرا لبقى، لو كان محبا لحكى، لو كان مشتاقا لأتى.إهداء إلى قلبي وروحي وعمري

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *