” تعاليلي يابطة واتا مالي هي” … هل تمتنع البطة أم 200 جنيه عن المائدة الرمضانية البورسعيدية هذا العام ؟؟
كتبت : منال محمد الغراز /
رصد الوطن
” أكلك منين يابطة” .. هذا هو شعار غالبية البورسعيدية فى أول يوم من أيام شهر رمضان الكريم ، فهل يمتنع ” البط ” الضيف الرئيسي عن التواجد في المأدبة الرمضانية في هذا اليوم عند البورسعيدية والذي تجتمع فيه الأسر كبيرها وصغيرها كنوع من التجمع العائلي على إفطار واحد وسفرة واحدة … سؤال يطرح نفسه في ظل موجة الغلاء التى تجتاح الأسواق وخاصة أسواق الدواجن …تجولت ” في ” سوق علي ” أحد أرخص الأسواق الشعبية في بورسعيد لرصد أسعار البط ولعلي احظي بسعر رخيص يناسب ميزانيتي ويوفر بطة للأسرة في هذا اليوم …
وعن أنواع البط وأسعارها يقول عم ” أحمد العش ” صاحب أحد محلات الدواجن والطيور أشهر أنواع البط وهي غالبا التى أقوم بإستقدامها في محلي والتي يفضلها معظم الأهالي ، البط السوداني الذي يبلغ سعر الكيلو منه 65جنيهًا، وكذلك المولر 55 جنيهًا والمرجان 48 جنيهًا) ، وهذه النوعيات يفضلها الطبقة الميسورة وهناك أنواع يلجأ إليها الكثيرون من متوسطي الدخل مثل الموسكوفي (34 جنيهًا) والبلدي (25 جنيها) .
وتقول ” السيدة ” وهي بائعة جائلة تأتي من المطرية يوميا إلي” سوق علي” لتقوم ببيع البط ” المرجان ” الذي تقوم بتربيته قبل ثلاثة أشهر من شهر رمضان ، أن السبب في ارتفاع سعر البط هذا العام “ الدولار ” !!! ، فهي تشتري فراخ البط الصغيرة اصلا غالية ، علاوة علي أن هذا النوع من البط له طعام خاص اسمه ” العجيرة” عبارة حبوب مطحونة وسمك وتقوم هى بطبخه واطعامه بنفسها لكل بطة بما يسمي ” تزغيط البط ” وهذه العملية مكلفة ومرهقة وعلي رأي المثل ” الغالي تمنه فيه ” فالبط الذي تقوم بتربيته صحيح غالي ولكن لها زبائنها الذين يطلبون إنتاجها بالاسم .
وفي المقابل تقول ” رويدا خليل ” وهي أم وجدة أنها تحرص علي شراء البط قبل 20 يوما أو شهر قبل شهر رمضان فهذا ” موسم ” وتذكر في الماضي عندما كان ” والدها وحماها ” يقومان بزيارتها وزوجها وإحضار البط ” الموسم ” كنوع من طقوس الشهر الكريم بالإضافة إلي المكسرات والبلح ، لكن الآن تغيرت تلك الطقوس وهي التي تقوم بإحضاره وطبخه في أول يوم رمضان وتقوم بدعوة جميع الأسرة والأبناء للإنضمام علي مائدة واحدة ، وتعزو تغيير عادات الماضي الي ان الأسر الآن أصبحت أكثر حرصا علي التجمع الذي نفتقده طوال العام ، وعلي الرغم من ارتفاع الأسعار ولكن سيظل للبط مذاق خاص ولانستطيع أن نتناول غيره في أول يوم من رمضان .
وعن طريقة الطبخ تقول ” ثناء الغراز ” البط له طريقة مشهورة توارثناها من أمهاتنا ولاندري من أين تعلموا تلك الطريقة ، وإن كان يقال أنها من العصر المملوكي ، حيث نقوم بحشو ” البط “بخلطة تسمي ” المرتة ” هي عبارة عن بصل مضاف إليه توابل كالفلفل والكمون والحبهان والقرفة ، علاوة علي ذلك نقوم بصنع الارز بهذة الخلطة فتضيف له طعما مميزا ، وهذه الطريقة يتميز بها المطبخ البورسعيدي علاوة علي أننا نتفنن في التقديم والتزين بالمكسرات والبطاطس ، وعن ارتفاع الأسعار تقول ” ثناء ” بالفعل هذا العام الأسعار مرتفعة والحالة الاقتصادية صعبة ولكن لانستطيع أن نغير عاداتنا ونضحي من أجل إسعاد اسرنا فنحن ننتظر اول يوم رمضان لتناول البط وتستكمل ضاحكة حتي أننا نطلق عليه يوم “مذبحة المليون بطة ”
ومن جانبه أوضح ” الدكتور عبد العزيز السيد ” رئيس شعبة الثروة الداجنة أن ارتفاع أسعار البط يرجع الي النقص الشديد فى المعروض من البط فى السوق المحلى، حيث إن حجم الإنتاج المحلى يبلغ 11 مليون بطة، فى حين نستورد ما يقرب من 22 مليون بطة سنويا ، علاوة علي أن استمرار حظر استيراد البط المسكوفى والمولر من فرنسا، أدي إلى هذا الإرتفاع الكبير فى أسعاره وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المقبل ، ويضاف لهذا ارتفاع أسعار العلف الذي يتم به تغذية وتربية البط .
ومن جانبها أعلنت مديرية التموين ببورسعيد أنها بصدد أحكام الرقابة علي الأسواق ومتابعة أسعار الدواجن كالبط والفراخ في الأسواق في بورسعيد وأن مفتشي التموين فى حالة من الطوارئ خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم لمتابعة الأسواق وضبط الأسعار بها ، علاوة علي هذا فغرفة الطوارئ بمديرية التموين علي إستعداد لتلقي كافة شكاوى المواطنين وسوف تقوم بمتابعتها والتحقيق فيها
اترك تعليقا