الرئيسية اخبار عاجلة حكاوي معمر

حكاوي معمر

ahmed-hefny 1437
حكاوي معمر
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم  : أحمد حفني الجحاوي 

 

 

حدثنى جدى عن الماضى فقال لى يا حفيدى اتعرف الماضى قلت  لا قال هل عاصرت الماضى فقلت لا فقال لى اجلس بجانبى احدثك عن الماضى فقلت له هيا اسرع يا جدي انى لمشتاق لسماع ذلك فقال لى انى كنت صبيا فى مثل عمرك لا اعرف شيئا عن الماضى لانى لم اعاصره فبدايه العمر هى حاضري اما قبلها فهى ماض لي احدثك عن ما عصرته فى تلك الفتره كنا فى زمان يعيش فيه الاب مع ابنائه كتفا بكتف يسمع اساطير الاجداد من كفاح لكفاح كنا نستمتع بها كانه فيلم خيالى امام عينك فقلت له يا جدي  اكان ابى يسمع ذلك فقال لى اجل يا حفيدى فقال هيا يا جدى وعبر لى عن الماضى فقال لا تتعجل يا حفيدى فان معمرا فاسمع منى جيدا الماضى هو ما مر عليك من ايام وزكريات واحداثه بحلوها ومرها فان لكل انسان منا ماضى لم يتاثر به فتعلم من ماضيك تتخطى صعوبات الحاضر ان ماواجهنا فى الماضى اننا كنا نعيش عيشه اليوم بيومه لا نفكر بغد اما انتم الان فالمستقبل امامكم تفكرون به لا تتذكرون الماضى فاننا تعيش كالدجاج مع العائله لا نتكلم فى حضره الوالد نتبع عادات وتقاليد الاسره لكل منا ميزه يتصف به عن غيره كنا نعيش عيشه رخاء لا جدل فيها ولا نفاق فقلت يا جدى لماذا تقول ذلك اننا الان نعيش فى رخاء فقلت اجل يا بنى ولكن انظر حولك اين الاسره واين العادات واين التقاليد فقلت له ياجدى ده كان زمان  فضحك جدى وقال يا حفيدى اليس لكل جيل ما يميزه عن الاخر اننا فى عهدنا تعلمنا فى الازهر مناره العلم والكتاتيب نعرف كثيرا عن الازهر وحفظ القران كنا نهتم بالعلم لا يوجد من يعكر صفوتنا فان المجتمع الذى نعيشه الان يشبه خيال بالنسبه لى لا طعم له فان كل ما تتلقاه من العلم هو التلقين والحفظ يزول مع الايام لا يبقى منه الاما يخطر ببالك فكنا نجيد الادب مع المعلم ونحافظ على مكانته اليس هناك فرق بين حاضرى ومستقبلك فقلت يا جدى وكيف الفرق ونحن فى عصر الاقمار الصناعيه فقال لى يا حفيدى ان ما تركه الاباء للابناء يخلد معهم فى الذاكره فان للماضى دورا فى صنع المستقبل ان من الحاجه الى نظريات للماضى يحتاجها للمستقبل فقال يا جدى ان للماضى تاثير على الحاضر فقلت اجل يا بنى ان العلم يتوارثه الاجيال وان لكل عالم يبدا بخطوه ينى عليها مئات الخطوات كالبناء البيت وان العلم مجاله مفتوح لا حدود له احدثك عن ماض لى كنت فى معركه بينى وبين والدى كنت انتظر منه الكثير لكنه دفعنى الى العلم فقلت لا لا احب العلم  ابقى بجانبك فقال لى اذهب الى العلم تتعلم منه الكثير اما انا فعمري قليل فقلت له يا ابتى اتعلم منك كل شي فقال لى اذهب يابنى فانى لم اتعلم اى شى انى لا اجيد القراءه ولا الكتابه  فقلت اتعلم منك اى شئ فقال لى يا بنى ان تعلمت منى اى شئ بدون علم فانك تقع فى حفره لا تسطيع الخروج منها فتركت والدى وذهبت فقابلنى معلم يبدو عليه شيخا كبيرا فقال لى يا صبي لماذا تجلس وحيد فقلت انى لا ابغى العلم ووالدى يرغمنى على ذلك فقال لماذا تكره العلم يا بنى فقلت انى اغوى العمل ولا احب العلم فقال له يا بنى وهل يكون للعمل فائده بدون علم اتريد ان تكون عاجزا عن صنع مستقبلك فقلت لا فقال ان بالعلم تحيا الامم تنفع غيرك اتريد ان تكون مثلك مثل ذلك قال من ان تكون مثل الحمار يعمل بكامل طاقته ولكنه لا يعقل شيئا فقلت لا فقال تعال معى احدثك ان بالعلم تحيا الامم وان العلماء ورثو الانبياء اتريد ان تكون عالم ام فقلت اجل كنا امرؤ جاهليه فنور الله صدرورنا بالاسلام فقال اجل فقلت انا يا جدى وما فائده ذلك بمستقبلى فقال يا بنى انى اذكرك بان ما فعله الاباء والاجداد يتوارثه الابناء ولكن ارى الان انك تحتاج الى النظر الى الماضى فان الحاضر الذى نعيشه الان يكاد ينسينا ما صنعه الاباء  والاجداد فانظر الى الماضى كى يستقيم حاضرك

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *