الرئيسية خواطر “حكايات مالك” مساكين الحروب

“حكايات مالك” مساكين الحروب

moda 1559
“حكايات مالك” مساكين الحروب
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / عبير أحمد 
“رصـــد الــوطــن”

يحكي أن : في هذا الزمان الذي نعيش فيه المليء بالصخب والتقدم العلمي والتكنولوجي ‘ الذي من المفترض أن تكون سببا قويا في مساعدة الإنسان للعيش بطريقة أفضل.
كما أنها سهلت عليه الكثير من العوائق التي كنا نواجهها في ازمنه سابقه ‘ ورغم ذلك! لم يتمتع الناس في أي بقعه علي وجه الأرض بالسلام الدائم فقد أسفرت هذه التكنولوجيا عن حروب كارثية في تاريخ الإنسانية ‘ ولا سيما أن أطفالنا في كل زمان دائما هم الضحايا .
مالك طفل مصري يبلغ من العمر ثماني سنوات ‘ وبطبيعه الحال ‘ من المفترض أن تكون نظره الأطفال إلي الحياه مليئة بالتفاؤل
والأمل ‘ إلا أن ما شهده العالم في العقود الأخيرة أنجب مسارا جديدا للتفكير والأمل لدي براعم الحب بيننا‘
ذات يوم جاء مالك من المدرسة الذي يدرس بها ‘وكالعادة وكما عودته والدته ان يبدل ملابسه وينظف يده ووجهه ‘ثم يتوجه للجلوس علي مائدة الطعام مع عائلته لتناول وجبة الغداء ومن بعدها يرتاح قليلا ‘ ويستيقظ لعمل واجباته المدرسيه بالمنزل بمساعدة أمه الحنونه ‘ السيدة ” فريده” ‘ ثم اخذ مالك في سرد إنجازاته اليوميه وجميع مغامراته داخل المدرسة ليناقش بها امه ‘ولكن هذه المرة كان الحديث يختلف تماما عن المتوقع ‘ تري؟! بما أخبر مالك والدته “فريده”؟!:
مالك :ماما؟..
فريده: نعم يا حبيبي.
مالك: انهارده وانا مروح من المدرسة شوفت حاجه غريبة ؟
فريده: شوفت ايه يا ماما قولي؟!
مالك: شوفت أنس صاحبي في الفصل عند محل الشاورما اللي في الميدان عند اول شارعنا.
فريده: ههههههههه طب ودي فيها ايه بس يا مالك؟ خضتني يا حبيبي.. اكيد كان جعان وبيشتري ساندوتش عشان ياكل.
مالك : لا يا ماما.. ده كان بيشتغل مع عمو أشرف صاحب المحل وكان قاعد يمسح الأرض وينضف الترابيزات!! واول ما شافني عيط ودخل جوه جري استخبي ؟!
هو انا زعلاه في حاجة يا ماما؟
فريده: قو لي يا مالك صاحبك ده اسمه ايه بالكامل؟
مالك: اسمه انس محمد الشامي.. صاحبي الأمور ده اللي قولتلك قبل كده انو من سوريا وجه مصر مع مامتو بعد ما الإرهابيين موتوا باباه ! هما ليه يا ماما الناس الوحشه دي قتلوا بابا انس؟؟
“فريده في ذهول الأم من براءه طفلها في السؤال وصدق وعمق المنطق الذي يتحدث به مع دموع باكيه حرقه علي انس الذي توقعت مصيره المحسوم هو وجميع الاخوه اللاجئين إلي مصر الشقيقة بلد الأمن والأمان”.
فريده: بص يا مالك يا حبيبي ..”ذكاء الأم في توصيل المعلومه لطفلها دون أن يشعر بالذعر علي صديقه”…وانت بتتفرج علي الكارتون زي مثلا سبايدر مان او سوبر مان مش دايما بيكون في ناااس أشرار وناس طيبين ؟والناس الاشرار دول بيدايقوا الناس الطيبه ويأذوها؟؟.. اهم الارهابيين دول هما الناس الاشرار اللي موتوا بابا انس يا حبغ وهو جه هنا مع مامتو عشان يعيش في أمان مع الناس الطيبين اللي زييوا…
مالك : ايوه يا ماما بس انتي كنتي دايما بتقوليلي ان اللي في الكرتون ده مش حقيقي وخيال؟ ازاي بقي ؟ وصاحبي انس باباه اتقتل من الناس الوحشه دي؟؟
” فريده في ذهول من سؤال الطفل المافجيء الذي اعتقدت انها اقنعته وأنهت هذا الحديث المؤلم مع طفلها”
فريده: ايوه يا مالك مفيش في الحقيقة انسان بيطير زي سوبر مان وسبايدر مان!!
مالك: يعني الأشرار موجودين والطيبيين موجودين؟! وسوبر مان اللي بيطير ينقذ الناس من الأشرار عشان ما يموتوش هو اللي طلع خيال؟! عشان كده أنس صاحبي اول ما حد يسأله فين باباك بيعيط جامد… ليه يااارب ما تعملناش سوبر مان يرجع لأنس باباه عشان يبقي فرحان ويبطل يعيط…
” فريده حاولت ان تتمالك نفسها حتي لا تبكي امام مالك داعيه الله أن يربط علي قلب انس صديقه وامه المسكينه في سرها وان يعيد السلام إلي كل الأخوة الأشقاء من العرب وغيرهم حتي تنتهي سلاسل الحروب المدمره”.
فريده: ومين قالك بس يا مالك ان مفيش سوبر مان ينقذ الناس الطيبيين بس مش لازم يا حبيبي يكون بيطير هو إنسان زينا زيه يا حبيبي بس شجاع وقوي وبيحب الطيبيين عشان هو كمان طيب..
مالك: “فرحه عارمه ملئت وجهه وعيناه ولهفه لمعرفه ما توقعته برائته” بجد ؟!!!!!يا ماما طب يلا بسرعه بسرعه كلميه عشان يرجع بابا انس بسرعه يا ماما.
فريده :” ذهول مع صدمه لما سمعت ثم تحدثت صارخه في وجه مالك ” اللي بيروح عند ربنا ما بيرجعش يا مالك…. وكفاية اسئله بقي.. يلا عشان تنام وراك مدرسه الصبح.
“شعرت بالندم لما فعلت ولا تعلم لما قالت له ذلك وهي تعلم انه لا يعلم شيء عن الموت وايضا هي لا تعلم ماذا تخبره ”
مالك: انتي ضحكتي عليا انتي بتكدبي مفيش ناااااااااااس طيبيين بينقذونا من الوحشين” ثم ذهب مسرعا وباكيا علي سريره وهو يرتعد خوفا ان يلقي نفس مصير صديقه ”
فريده: مالك… مالك… استني يا حبيبي .. ” ثم ذهبت الي جواره علي سريره واحتضنته قائله ” …انا ما كدبتش عليك الناس الطيبيين هما الظباط يا حبيبي اللي بيمسكوا الناس الوحشه ويحمونا منها لكن ما بيطيروش زي سوبر مان… لكن انس حظه وحش الناس الطيبه ما عرفوش يلحقوا باباه واللي بيروح عند ربنا ما بيرجعش وربنا اكيد دخله الجنه وهو مبسوط وشايفنا كمان…
مالك: ماما يعني هو احنا مش هيحصل فينا كده ؟! … طب وليه ربنا ما يرجعش بابا انس ليه؟؟… عشان يبطل يعيط..؟؟.
انا بحب صاحبي ومش عايزه يعيط تاني…وليه هو بيشتغل عند عمو اشرف ؟؟…
فريده: حاولن فريده التمالك والهدوء واخبرته” بص يا مالك نام يا حبيبي وما تخافش احنا هنا في مصر محدش يقدر بقربلنا عشان جيشنا قوي وبيحمينا وانس ومامتو جم هنا عشان خاطر جيشنا يحميهم بردوا وانا بكره هروح اشوف انس ومامتو عشان نفرحه ونخليه يبطل يعيط تاني اتفقنا…
مالك: ” فرحا” اتفقنا يا احلي ماما.. ثم قبلها ونام مطمئنا..
“فريده لم تستطيع النوم في تلك الليلة من البكاء والتفكير تحاول ان تفكر في حل تساعد بيه انس ووالدته كما وعدت مالك ‘ كما انها قررت ان تخبر ابنها عما يحدث حوله وعن
بطولات الجيش حتي لا ينصدم مره اخري بالواقع “.
يتبع

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *