الرئيسية عربي وعالمي حلب في مرمى إجرام الطاغية.. فظائع وإعدام لعائلات بأكملها و”مون”: أنا قلق

حلب في مرمى إجرام الطاغية.. فظائع وإعدام لعائلات بأكملها و”مون”: أنا قلق

moda 1242
حلب في مرمى إجرام الطاغية.. فظائع وإعدام لعائلات بأكملها و”مون”: أنا قلق
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : خديجة السقاط
“رصــــــد الــــوطـــــن”

أحرز الجيش السوري والميليشيات الشيعية الموالية له، أمس الاثنين، تقدماً جديداً في مدينة حلب؛ حيث دخلت المعركة “مرحلتها الأخيرة”، بعد أربعة أسابيع من هجوم مدمّر ضد الفصائل المعارضة.

وتحدّث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، عن انهيار كامل في صفوف المقاتلين مع وصول معركة حلب إلى نهايتها، معتبراً أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت مسألة وقت وليس أكثر.

وأضاف المرصد في تقرير له، أن 60 شخصاً قُتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون؛ عندما اقتحم الجيش السوري عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، أمس الاثنين، بينما سقط في حماة أكثر من 50 قتيلاً، وفي الرقة أكثر من 25 قتيلاً، بخلاف المدفونين تحت الأنقاض والجثث المرمية في الشوارع، والتي يصعب إحصاؤها.

وأوضح التقرير أنهم قُتلوا بإطلاق النار أو قصف عند استعادة القوات أحياء الفردوس وبستان القصر والزبدية، وتحدثت مصادر معارضة من داخل حلب عن حرق عائلات بأكملها، بينما جرت إعدامات ميدانية واسعة النظاق داخل الأحياء المحاصرة.
وحققت قوات النظام وميليشياته مكاسب جديدة، أمس الاثنين؛ بعدما سيطر على حي الشيخ سعيد؛ مما ترك المعارضة محصورة في قطاع صغير بالمدينة.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس الاثنين، أن الأمين العام يشعر بالقلق من تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين، بينهم نساء وأطفال في مدينة حلب السورية.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان: “الأمين العام ينقل قلقه البالغ للأطراف المعنية، وقد كلّف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية”، فيما قال مصدر عسكري رفيع المستوى لوكالة “فرانس برس”، مساء الاثنين: “لحظات تفصلنا عن الانتصار”، مشيراً إلى أن “الجيش لا يزال يمشط أحياء بستان القصر، الكلاسة، الزبدية، العامرية، وتل الزرارير”؛ للتأكد من خلوّها من مقاتلي المعارضة.

وانسحب مقاتلو المعارضة السورية، بعد ظهر أمس الاثنين، من ستة أحياء أخرى كانت لا تزال تحت سيطرتهم، بعد ساعات من استعادة قوات النظام لحي الشيخ سعيد الاستراتيجي جنوب شرق حلب، وحي الصالحين المجاور.

وبحسب “عبدالرحمن”، فإن “المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حالياً باتت تقتصر على جزء صغير، ومن الممكن أن تسقط في أي لحظة”، وبعد انسحاب مقاتليها “بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج”، لم تعد الفصائل تسيطر عملياً سوى على حيين رئيسيين هما السكري والمشهد، عدا عن أحياء أخرى صغيرة، بحسب المرصد.
ومن شأن خسارة حلب أن تشكّل نكسة كبيرة للفصائل المقاتلة، ووصف بسام مصطفى، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، لصحافيين عبر الإنترنت ما يحدث في شرق المدينة بـ”الانهيار المريع”، موضحاَ أن “المقاتلين يتراجعون تحت الضغط، والأمور سيئة جداً”، ومنذ بداية هجومها الأخير في منتصف نوفمبر على شرق حلب، أحرزت قوات النظام تقدماً سريعاً.

ويرى كبير الباحثين في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط يزيد الصايغ، أن سيطرة النظام على مدينة حلب “ستكسر ظهر المعارضة المسلحة، ويصبح من الممكن أخيراً تجاوز التفكير بإمكانية الإطاحة بالنظام عسكرياً”.

ووجّه البابا “فرنسيس” رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، سلّمها السفير البابوي في دمشق دعا فيها إلى إنهاء أعمال العنف وتطبيق القوانين الدولية في المجال الإنساني لحماية المدنيين.

وفي باريس، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، الذي قال في تصريح إن “قوات النظام تهجّر وترتكب المجازر بحق سكان حلب، وتهرب من داعش في تدمر”.

ومع التصعيد العسكري تستمر حركة النزوح إلى مناطق سيطرة النظام وداخل أحياء سيطرة الفصائل، وقال شهود عيان في حي المشهد تحت سيطرة الفصائل لوكالة “فرانس برس”، إن الحي يشهد اكتظاظاً كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدّم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون إلى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وقد افترش بعضهم الأرض، فيما ينام آخرون، وبينهم نساء على الحقائب أو يدخلون إلى المحال التجارية؛ للاحتماء والنوم داخلها.

وأشار “عبدالرحمن” إلى أن “بعض الأحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماماً من السكان، فيما تضم أحياء أخرى عشرات الآلاف من المدنيين الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية”، وأحصى المرصد الاثنين نزوح أكثر من عشرة آلاف مدني خلال الساعات الـ 24 الأخيرة من أحياء سيطرة الفصائل إلى القسم الغربي أو الأحياء التي استعادها الجيش مؤخراً.

بات عدد المدنيين الذين فرّوا منذ منتصف الشهر الماضي نحو 130 ألفاً، وفق “عبدالرحمن”. بينما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن خروج 3500 شخص فجر الاثنين من جنوب شرق حلب.

وتحدث المرصد عن “مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين في أحياء المعارضة”، معتبراً أن “كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة، في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير”.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قُتل 415 مدنياً بينهم 47 طفلاً في شرق حلب، فيما قُتل 130 مدنياً، بينهم أربعون طفلاً؛ جراء قذائف أطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة، بحسب حصيلة للمرصد الاثنين.

ويتزامن تقدم قوات النظام في شرق حلب مع تراجعها في وسط البلاد، حيث تمكّن تنظيم “داعش” من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي.

وأفاد المرصد، أمس الاثنين، بتقدّم الجهاديين وحصارهم لمطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي بعد تقدمهم في ريف حمص الشرقي؛ حيث يخوضون معارك في محيط مدينة القريتين.

وذكر، في وقت سابق، أن التنظيم “أعدم الأحد ثمانية مسلحين موالين للنظام في تدمر، فيما قتل أربعة مدنيين بينهم طفلان بطلقات نارية خلال تمشيط التنظيم للمدينة”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *