الرئيسية مقالات الكتاب “السعيدية”….مصنع العظماء

“السعيدية”….مصنع العظماء

moda 4199
“السعيدية”….مصنع العظماء
واتساب ماسنجر تلجرام

كتبت / ميادة عبدالعال

"رصــد الــــوطــن"

تعد المدرسة السعيدية من أعرق المدارس و أقدمها فى جمهورية مصر العربية و هى الأكبر فى المساحة و هيئة التدريس و عدد الطلاب ، حيث أن المدرسة السعيدية من حيث مساحتها لا تضاهيها أي مدرسة في الشرق الأوسط .

حيث تملتك السعيدية ما يقرب من ستة مباني, منها المباني الإدارية والتعليمية وبها ملعب كرة قدم قانوني وصالة ألعاب مغطاة وبها أيضا مسرح يعد من أعرق مسارح وزارة التربية والتعليم.

 وقد أصدر دوجلاس دنلوب قرار إنشاء المدرسة فى ( 8 سبتمبر 1906 ) وظلت المدرسة لمدة عامين بشارع الإنشاء بالقصر العينى و كان عدد الطلاب وقت إنشائها ( 32 طالباً ) فقط .

 وأنشئت المدرسة بسراي الأميرة جميلة، وكانت تجري العادة الملكية المصرية على إطلاق أسماء العائلة المالكة على المنشآت الهامة فكانت المدرسة السعيدية من نصيب سعيد بن محمد على باشا، حيث تبرعت أسرة الخديوى ( إسماعيل ) بهذه الأرض التى بنيت عليها المدرسة حالياً 

و إنتقلت المدرسة لمكانها الحالى بالجيزة عام ( 1908 ) وأنشئ بها قسم داخلى للمغتربين بلغ عدد طلابه ( 135 طالباً ) فى ذلك الوقت . وقد تحولت المدرسة السعيدية أثناء الحرب العالمية الأولى عام ( 1915 ) لمستشفى عسكري و أنتقل أعضاء التدريس والطلاب للعمل بمبنى الجامعة الأمريكية الحالى بالتحرير ثم عادوا عام ( 1919 ) مرة أخرى للموقع الحالى بشارع الجامعة .

تخرجت أول دفعة طلابية منها عام 1909، وكان أحمد باشا عبد الوهاب "وزير المالية السابق" هو الأول على تلك الدفعة.  خرجت منها أكثر من مظاهرة طلابية، وكان لها تأثيرها البالغ في أحداث ثورة 1919م ، وسقط منها شهيداً شيعته القاهرة يوم 14 مارس 1919م في جنازة مهيبة وشهيد أيضا يوم26 مارس 2014م. قامت المدرسة بإصدار مجلة تحمل اسمها "السعيدية" عام 1934، وذلك في عهد نظارة أمين إبراهيم كحيل، ونالت المجلة شهادة الامتياز والتفوق في مسابقة الصحافة المدرسية بين مدارس الجيزة. وتأسست جمعية لخريجي السعيدية على يد الفنان أحمد مظهر ، والمهندس عثمان أحمد عثمان، وذلك عقب احتفالهم بعيدها الـ75، وبلغ عدد مؤسسيها 39 خريجاً، وتم إشهارها في الشئون الاجتماعية تحت رقم ٦٤٥ لسنة ٨١. تعاقب عليها 33 ناظراً، كان أولهم مستر "شارمن" لمدة 12 عاماً ومن بعده مستر "هبارد" لمدة عامين، ثم تولى مسئوليتها نظار مصريين، بعدما نجح سعد زغلول  في تخليصها من التقاليد الإنجليزية، وتولى أحمد محمد صقر لمدة 11 عاماً، تلاه جعفر النفراوي لمدة 7 سنوات ثم محمد أحمد المصري لمدة 6 سنوات الشهير ( بأبو لمعة ) و كما تواترت إلينا الأخبار من بعض قدامى العاملين بالسعيدية كانت شخصيته مختلفة تماماً بالسعيدية عما نراه في الأفلام و البرامج الفكاهية التي طالما امتعنا بها تليفزيونياً و إذاعياً .

، وصولاً إلى صبح محمد فرج ثم جمال البهنساوى و بعده الناظر الحالى (رمضان عبد العظيم)

بجانب أنه قد تخرج منها العديد من القامات و اعلام المشاهير في مختلف المجالات و الأنشطة الحياتية منهم السياسين و الفنانين و الأدباء و غيرهم

و قد تخرج منها في مجالات

الفن: يوسف وهبي، أحمد مظهر ، صلاح السعدني ، عادل هاشم، خليل مرسي، أحمد خليل .
السياسة: حسين سري باشا ، نور الدين طراف ، مصطفي خليل، عاطف عبيد ، يوسف والي ، فؤاد سراج الدين ، أحمد سميح طلعت، أنور أبو سحلي ، فاروق سيف النصر، حسن خضر، حامد السايح، محمد إبراهيم كامل، ماهر أباظة ،عبد المنعم عمارة.
الرياضة:  حسين حجازي (أبو الكرة المصرية)، محمود مختار ،مختار التتش ، صالح سليم ، عادل هيكل ، وأحمد شوبير
الإعلام: محمد التابعي، كمال الملاخ، جلال الدين الحمامصي، ومحمود عبد المنعم مراد، ومرسي عطا الله، أحمد بهاء الدين، محمد الحيوان، و مصطفي نبي.
ومن فناني الكاريكاتير
رمسيس  ورمسيس زخاري .
وكذلك تخرج منها: ثلاثة من الأبطال من رجال المخابرات المصرية الذين صاغوا ملحمة رأفت الهجان و هم :
السفير حسن شاش (حسن القطان)،
اللواء عبد العزيز الطودي (عزيز الجبالي)
محمد أحمد نسيم (نديم هاشم).
وأيضا من خريجيها: عبدالرحمن عزام  أول أمين عام لجامعة الدول العربية، والكاتب فكري باشا أباظة  و توفيق الحكيم  وعالم الذرة مصطفي مشرفة  و عثمان أحمد عثمان ، وعزيز أباظة .
كما تم إعداد كتاب بعنوان ( عظماء و مشاهير السعيدية ) يُلقي الضوء على عظماء و مشاهير المدرسة السعيدية على مر العصور.

والجدير بالذكر كان أول هذه الدفعة هو أحمد باشا عبدالوهاب الذي ترقي في المناصب وصولا إلي منصب وزير المالية سنة ١٩٣٦ في عهد الملك فؤاد وبعد تخرج أول دفعة بنحو ٥ سنوات، تحديدا في ١٩١٤، تحولت المدرسة السعيدية إلي مستشفي في الحرب العالمية الأولي «١٩١٤» واستمرت هذه الحال طيلة ٤ أعوام، نقل خلالها الطلبة وهيئة التدريس إلي مبني الجامعة الأمريكية الحالي، وبعد انتهاء الحرب عادت إلي مكانها الحالي بالجيزة بشارع الجامعة وذلك في أوائل سنة ١٩١٩،

 ولأن وراء هذه المدرسة تاريخاً طويلاً من المشاركة الوطنية، فقد خرجت في أكثر من مظاهرة، ويذكر أنه في يوم ٩ مارس سنة ١٩١٩ في إحدي هذه المظاهرات، سقط أول شهيد من طلاب هذه المدرسة وكان بالسنة الثالثة الثانوية وهو «مصطفي ماهر» الذي كان يحمل علم مصر في المظاهرة، وفي ١٤ مارس خرجت القاهرة تشيع جثمان هذا الشهيد في مظاهرة حاشدة.
المدرسة أيضا لعبت دورا إعلاميا تمثل في إصدار مجلة تحمل اسمها، صدر العدد الأول منها في عام ١٩٣٤ في عهد نظارة «أمين إبراهيم كحيل»،

 وفي عام ١٩٣٥ تحديدا يوم ٢٦ أبريل الموافق الجمعة احتفلت المدرسة بمناسبة مرور ٢٥ عاما علي تخريج أول دفعة من طلابها «العيد الفضي»، فيما يشبه تحقيق التواصل بين الأجيال واستعادة «ذكريات التلمذة»، وقد حضر هذا الاحتفال الشخصيات المهمة التي تخرجت في المدرسة، ومنهم أحمد عبدالوهاب باشا وزير المالية وشريف بك صبري وكيل وزارة الخارجية وخال الملك فاروق، ووزير المواصلات آنذاك وفكري أباظة ومحمد التابعي وفؤاد سراج الدين الذي كان وزيرا للداخلية،

 وكان طلاب هذه المدرسة في عام ١٩٣٥ من بين الطلاب الذين شاركوا في مظاهرة مع طلبة جامعة القاهرة احتجاجا علي رفض بريطانيا إعادة دستور ٢٣، وفي نوفمبر من نفس العام، خرجت المظاهرات المطالبة بخروج الإنجليز من مصر، وفي هذه المظاهرة أصيب الطالب عبدالمنعم أبوطالب برصاصة وقد اهتمت برعايته ومتابعة حالته أم المصريين بنفسها، وفي ٢١ فبراير عام ١٩٤٦ عاود طلاب السعيدية مشاركاتهم في مظاهرة كبيرة وصلت إلي ميدان التحرير «الإسماعيلية سابقا» وطالبوا بالاستقلال.


وفي يوم ١٤ مارس عام ١٩٥٨، احتفلت السعيدية بعيدها الذهبي «الخمسين»، وكان ناظرها آنذاك عبدالعزيز شكري، وأصدرت كتابها الذهبي بمناسبة مرور نصف قرن علي إنشائها في مكانها الحالي، وفي هذه المناسبة وفي جوء مليء بالمرح والضحك وتداعي الذكريات الجميلة، تجمع طلاب الماضي مع طلاب الحاضر مع جرس الصباح في التاسعة صباحا ووقفوا جميعا في طابور الصباح ثم صعدوا لفصولهم الدراسية،

 وقد استمر هذا الاحتفال الرائع الذي يمثل التقاء الماضي بالحاضر، إلي منتصف الليل، وفي عام ١٩٦٣ فازت مجلة المدرسة بشهادة الامتياز والتفوق في مسابقة الصحافة المدرسية بين مدارس الجيزة، وفي عام ١٩٧٣ تحولت المدرسة السعيدية إلي مدرسة ثانوية عسكرية، وفي ٥ يناير عام ١٩٨١ احتفلت بمرور ٧٥ عاما علي إنشائها «العيد الماسي» في عهد ناظرها أحمد صقر وفي هذه المناسبة ولدت فكرة تأسيس جمعية للخريجين،

وبالفعل تم إشهارها في الشؤون الاجتماعية تحت رقم ٦٤٥ لسنة ٨١ وكان عدد مؤسسيها ٣٩ خريجا، كان من أبرزهم، ماهر أباظة «وزير الكهرباء الأسبق»، والفنان أحمد مظهر، والمهندس عثمان أحمد عثمان، وكان الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو تحقيق التواصل والترابط بين خريجي المدرسة من كل الأجيال، ومازالت هذه الجمعية تمارس أنشطتها إلي الآن، وفي عام ١٩٨٦ فازت المدرسة بكأس أوائل الطلبة علي مستوي الجمهورية للمرة السابعة علي التوالي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *