الرئيسية مقالات دعوة لبناء العلاقات الإنسانية

دعوة لبناء العلاقات الإنسانية

moda 1474
دعوة لبناء العلاقات الإنسانية
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت:صحر أنور
“رصــد الوطن”

منذ زمن ليس ببعيد كانت العلاقات بين الناس لها قدسيتها ومكانتها، فكان هناك إحترام الأبناء للوالدين ، للمُعلم ، بل ولكبار السن في الطريق أو الأماكن العامة ، كما كانت العلاقات قائمة على الحب والود والرحمة .
وبالرغم من أنه كان ومازال الخلاف والصراع الفكري بين الأجيال على مدار الزمن ، إلا أنه أصبح يُمارس الآن بطريقة فيها الكثير من العنف والتشدد بالرأي ، فلم نعد نجد مجالاً في الوصول إلى حلول بوسائل الإقناع المتاحة عند الإختلاف في الرأي.

لم يعد أحد لديه الرغبة في الإستماع إلى الآخر أو الصبر عليه حتى من أقرب الناس، فكلٌ يجري على مصالحه وتحقيق أهدافه الشخصية بغض النظر عن مايأخذه وما يدمره وهو في طريقه لذلك. اصبحنا نرى بعض أشباحاً، كلٌ منا يخاف من الآخر ويخشى الإقتراب ، فقد أصبح الإقتراب إحتراق كما اليعد إغتراب، لذلك أصبح الكثير يظن أن الوحدة والغربة أفضل من أن يحترق قرباً.

حتى العلاقات الإنسانية أصبحت مشوهة ، لم يعد هناك الحب الصادق الصافي ، وإذا وجدته عصفته أعاصير الماديات والصراعات النفسية بين الرجل والمرأة والغيرة المدمرة ، فتنتهي العلاقات قبل أن تبدأ وإذا إكتملت بالزواج نتج عنها طلاق مُبكر .

أما عن الصداقة فحدث ولا حرج ، فهناك أشباه أصدقاء ، تجد صديق المصلحة ، صديق المنصب ، والتي تنتهي فترة صلاحية الصداقة عنده بمجرد زوال الفائدة منك.

اصبحت هناك قوانين أخرة جديدة تحكم العلاقات غير قوانين الإنسانية المتعارف عليها ، والتي أصبحت مبادىء وقيم قديمة وبالية ومن يتمسك بها يُصبح قديماً.

فالأغلبية تريد أن تأخذ فقط .. تأخذ منك سواء الحب أو الإهتمام أو الرعاية أو المال أو أي شيء ولكن لا أحدٌ يعطي.
أصبحت مفاهيم العطاء مختلفة لأنك إذا أعطيت نادراً ما يكون هناك تقدير لهذا العطاء ، بل يُصبح فرضاً عليك ان تقدمه وإذا إمتنعت تُحاسب عليه.

تتعدد الأسباب وتختلف في هذه التغيرات ، هل أسلوب التربية أم التعليم أم الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي أم الإعلام أم التنافس الشديد على مظاهر الحياة والتطلعات اللانهائية أم السلوكيات والثقافات ؟
فهل تغيرت وتبدلت القلوب والأرواح التي بثها الله فينا علماً بأننا نفس الإنسان الذي خلقه الله منذ بدء الخلق وبنفس التكوين لم تتغير .

لماذا اصبحنا هكذا؟ .. سؤال نحتاج الإجابة عليه.
ولكي نجد الإجابة علينا بمراجعة أنفسنا قبل الآخرين، علينا إستعادة كل ما هو جميل بداخلنا وداخل أسرتنا وأصدقاءنا ومجتمعنا ، ولنجعلها دعوة لبناء الإنسانية ، ونشر روح الحب والعطاء والإنتماء .
لابد من إعادة النظر في طرق التربية والسلوكيات في المنزل، كما أقترح على وزارة التربية والتعليم إضافة حصة ضمن الأنشطة عن تعليم الإتيكيت في المدارس حتى يتعلم الأطفال أساليب التعامل الصحيحة مع الآخرين منذ الصغر. وأيضا زؤع وتنمية روح العطاء من مشاركتهم في الأعمال التطوعية في خدمة المجتمع.
من المهم أن نطرح المشكلات ولكن الأهم هو تحليل هذه المشكلات والظواهر للوصول إلى حلول لمعالجتها والحد من الآثار السلبية لها.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *