الرئيسية أدب رسالة إلى إبني الحبيب في يوم مولده…

رسالة إلى إبني الحبيب في يوم مولده…

moda 4217
رسالة إلى إبني الحبيب في يوم مولده…
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت: صحر أنور
“رصــــد الـــوطــن “

إبني الحبيب
كل سنة وانت طيب ياعمري كله .. اليوم هو يوم مولدك وأعلم كم تنتظر بشوق هديتي إليك .. ألم أخبرك يا حبيبي أنك أجمل هدية أكرمني بها الله . ومع ذلك ها أنا كعادتي معك كل سنة أحضرتها لك ولكن هذه المرة أترك لك معها تلك الرسالة .
اليوم عادت بي الذاكرة إلى عدة سنوات كثيرة إلي الماضي السعيد الذي أمضيته معك، تذكرت يوم أبلغني الطبيب بوجودك بين أحشائي وكيف كدت أطير من الفرحة وكيف تمنيت لو أستطيع أن أدخل أنا أيضاً إلى أحشائي لأكون معك أراك حتى أثناء تكوينك ولا أتركك لحظة واحدة خوفاً ولهفاً عليك.
تذكرت كيف كنت أتألم وأشعر بالتعب والإعياء كلما زاد وزنك داخلي حتى أصبحت لا أستطيع النوم على أي جنب ولا الجلوس وكلما زاد هذا التعب أضحك أكثر معك وأداعبك باصابعي وأتكلم معك وأشتكي لك منك واقول لك ” شفت أنت عامل فيا إيه ” وأنا في غاية السعادة وكأن هذا التعب هو إعلان بقرب وصولك بين يدي . لم أهتم بوزني بعد أن زاد أضعاف ولا بوجهي المنتفخ ولا قدماي التي تورمت أبداً ياحبيبي لم أهتم بكل هذا بل كان برداً وسلاماً على قلبي .. فكم كنت أنتظر بلهفة لحظة وصولك .
إلى أن أتت هذه اللحظة وأتيت أنت إليّ ياحبيبي وإلى دنيتي التي زاد نورها بميلادك وعندما رأيتك وضممتك إلى صدري إنتابني شعور لم ولن أشعر به غير معك في هذه اللحظة.. كنت أشعر أنني أرى قطعة مني .. من قلبي .. روح روحي بين يدي آراها بعيني. إنتفض قلبي ولمست أصابعك الصغيرة الحمراء وتحسست براءة وجهك وبكيت حتي سالت دموعي على وجهك من فرحتي .. يا الله وكأن الله أحياني بعد موتي في هذه اللحظة الآن .
تذكرتك عندما بدأت تتحرك وتلعب حولي، وكيف كنت تتعثر وأنت تتعلم المشي، أسمع صوت ضحكاتك الجميلة البريئة تملأ أركان البيت وأركان حياتي معها وأنا أجري وألعب معك . وكيف كنت في أول يوم لك في الدراسة تنظر إلىّ على الباب وكأنك تناديني أن أدخل معك ولا أتركك وحدك ، وفرحتك بنجاحك وإصرارك على أن اشتري لك هدايا النجاح فقد كنت طفلاً جميلاً .
إبني الحبيب
اليوم أراك أمامي شاباً يافعاً رائعاً جميل الخلق والأخلاق ولذا أتوجه إلى الله بكل الحمد والشكر والعرفان بالنعم التي أنعم الله بها علي وأن رأيتك هكذا أمامي وأني أتممت رسالتي معك على خير والحمد لله. ولكن يا حبيبي دعني أهمس إليك وأقول لك إني أنا اليوم التي أحتاج إليك، أشعر بأني إبنتك وأختك الصغيرة ، فكم أفرح كالطفلة عندما تضمني إلى حضنك بعد أن أصبحت أطول مني .. كم أفرح عندما أراك تخاف عليّ وعندما أتأخر عن موعدي تتصل بي لتطمئن علي كما كنت أفعل معك وأنت صغير. وعندما أتعب أو تنتابني حالة مرضية أجدك بجانبي لا تفارقني حتى تطمئن أني أصبحت بخير.
حبيبي في يوم مولدك اليوم أٌشهد الله أني راضية عنك كل الرضا وأدعو الله لك من كل قلبي أن يحفظك ويرعاك في كل خطوة وأن يبارك لك في عمرك وذريتك وأن يكتب لك التوفيق والنجاح في حياتك ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.وأخيراً أوصيك بي خيراً وأن تذكرني دائماً بالخير وأن تدعو لي في حياتي وبعد مماتي وأن تستكمل مسيرة الخير التي بدأناها معاً كما أوصيك خيراً بوالدك فهو أيضاً يحتاج حبك وحنانك ورعايتك ودعواتك.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *