الرئيسية خواطر ضحكات باكية

ضحكات باكية

moda 1405
ضحكات باكية
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / عبير أحمد 
“رصــــد الـــوطن”

بمحض الصدفة وبدون سابق إنذار إلتقينا جميعا في مكان ما‘ طلبا للعلم والبحث عن فرصة ذهبية جديدة‘ نكتشف من خلالها ذاتنا المفقوده ‘نأتي في الموعد في كل مره مع لهفه وشوق غير مبرر‘ فقط لنلتقي سويا وبعدها تذهب كل واحده منا من حيث أتت‘ حامله معها شعورا غريبا مليء بالإسترخاء والهدوء والفرحة ‘ مره بعد أخري أصبحنا أكثر ألفه وأكثر تناسقا ‘إكتشفنا أن بيننا رابط سحري مليء بالتناغم والإنسجام ‘لم نتحدث سويا عن ماضينا ولكن كانت قلوبنا تفصح عن كل ما نخفيه من أسرار .

شيئا فشيئا اصبحنا لا نخجل من شيء بيننا‘ وانطلقت ألسنتنا في الحديث عن كل ما نعانيه ‘ تشاركنا الأحزان وأستطعنا أن نجعل منها فكاهه تضحكنا ‘رغم الحزن الذي يمليء قلوبنا والدموع التي تكاد تنفجر من عيوننا ‘ إستأنثنا الحديث والإسترسال ‘وأبدعنا في خلق الأفكار ‘إجتهدنا وانتجنا وتفوقنا ‘وأصبحنا عائله صغيرة لا تريد الإفتراق ‘كنا نختلق الكثير من الأعذار حتي تمتد مده الدراسة فنلتقي أكثر ونفرح أكثر ونترك كل ما نحمله من أحزان وهموم وأعباء وراء ظهورنا ‘ونعيش للحظات أحلامنا سويا بهدوء ومرونه وإنتعاش‘ دون حاجة في أن نتذكر جروحنا التي تمليء ارواحنا ‘ فكل واحده منا كانت تتألم لأسباب عده : فمنا من فقدت ألاب اوالأم ومنا من فقدت الحبيب ومنا من تعرضت للخيانة ومنا من لم تلتقي سوي بالجبناء ومنا من تعرضت للعنصرية ومنا من فقدت نفسها.

سعادتنا كانت تتمثل في النقاء الذي أجتمعنا عليه ‘ والحب الذي غمر قلوبنا ‘ وأيضا في الشجاعه التي تحلت كل منا بها لتترك كل شيء وتبحث عن سعادتها ‘ السعادة التي قدمتها كل منا لمن لا يستحق ‘ والتضحية التي دفعتها للسقوط في الوحل.

تمردن ‘ فأتحدن‘فانتصرن‘فاصبحن سعداء بأرواحهن الجديدة ‘تألمن كثيرا فاستحقوا الإحترام والنجاح.
وعلي الرغم من كل هذا إلا أنهم مازالت ضحكاتهن تنطلق بنبره تعزف علي وتر الأحزان ‘ومازال الكل حائر في تلك الفتيات الضاحكات الباكيات .

الإنتصار لن يمحو ما تألمن لأجله ‘ولن يغفر ما تمردن بسببه‘
نعم إنهم قوارير مكسوره ‘وما إن حاولت إصلاحها جرحت يداك .

لقد وجدنا في لقائنا يا اصدقائي الفاتنات ما لم نجده مع من كانوا يدعوا القرب من قلوبنا ‘لقد حصلنا علي السعادة التي نستحقها ‘تمسكوا بها جيدا ولا تتخلوا عنها ابدا‘ وحتي وإن كانت ضحكاتنا باكية ‘إلا أنها تتمتع بمذاق خاص فقط لأنها ضحكاتنا. 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *