الرئيسية مقالات عفواً.. أرفض هذه الحملات

عفواً.. أرفض هذه الحملات

moda 1247
عفواً.. أرفض هذه الحملات
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : صحر أنور
“رصــد الوطن”

تُعتبر الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع والبنية الأساسية له ، فهي أول النظم الإجتماعية التي عرفها التاريخ . فالمرأة والرجل وجهان لعملة الحياة ، يكتمل بهما توازن الكون ، يُمثلان جناحي الأمن والأمان الطمأنية والسعادة مهما كان الخلاف أو الإختلاف على دور كل منهما ، فالمرأة والرجل معاً هما بداية الخلق وأساس الوجود الإجتماعي والمجتمع الإنساني.

وإن كانت المرأة بما خلقه الله فيها من مُعطيات لتكون هي أساس هذه الخلية فهي كلُ المجتمع وليست نصفه، فهي الأم والأخت والزوجة والإبنة وبنت العم وبنت الخال وزميلة الدراسة والعمل ، فهي الكائن التي يستند عليه كل رجل، فلا يوجد رجل ليس في حياته إمرأة والعكس صحيح أيضاً.

فالمرأة نجدها دائماً هي التي تسعي لبناء الأسرة والحفاظ عليها والإهتمام بها في الوقت الذي ينشغل فيه الرجل بإهتماماته الأخرى مثل العمل والأصدقاء والعلاقات الأخرى. فهي التي تحتوي البيت والإطفال والرجل ذاته عند الخلافات أو حتى عند حدوث الإنفصال والطلاق ، فيتبدل دورها من كونها أم فقط إلى القيام بعدة أدوار ، فتصبح الأم والأب والصديقة والمربية لأولادها مما يجعلها تتحمل المزيد من الأعباء والمسئوليات النفسية والإجتماعية والمادية والصحية.

فلماذا دائما نضعها في موضع الإتهام حتى لو لم تكن هي السبب؟ لماذا نحاول سواء بقصد أو بدون قصد أن نتسبب في جرح كرامتها ومشاعرها ؟

لماذا نرى الآن إنتشارالعديد من الحملات على مواقع الإنترنت التي تنادي بالعنوسة ورفض الزواج ، والتي تحمل بين طياتها أفكاراً غريبة تُسيء إلى بناتنا وشبابنا ومجتمعنا ككل. بالإضافة إلى زرع المشاعر السلبية عند البنات والشباب مما يؤدي إلى إنهيار الأسرة وبالتالي إختلال توازن المجتمع؟

عفواً .. أرفض هذه الحملات التي تسيء للمجتمع ، أرفض هذه الإدعاءات والشعارات والألفاظ على بناتنا وشبابنا !!!

فكلمة ” العنوسة ” يتم إطلاقها على كلاً من الطرفين البنات والشباب وليس طرف واحد وهو البنات فقط ، فمثلاً في حالة رفضك عزيزي الشاب للتقدم للزواج فأختك أيضاً لن تتزوج وبنات عماتك وبنات خالاتك ، وبنات أقاربك وعائلتك، فسيصبح المجتمع كله طاقة عاطلة من البنات والشباب الغير متزوج فماذا سيكون الحل هنا ؟ وماذا سيترتب على ذلك غير العديد من الآثار السلبية والمدمرة للمجتمع منها الإنحراف والزواج العرفي وزواج الأجانب، وزواج الشباب من المسنات ، والزواج بالطرق الأخرى وانتشار العلاقات الغير الشرعية وبالتالي المزيد من أطفال الشوارع بلا مأوى وضياع الحقوق ؟ فماذا حدث ؟ من أين أتى هذا الخلل؟ من أين هذه الأفكار السلبية والمضادة لبناء المجتمعات المتقدمة ؟

هل فعلا الظروف الإقتصادية وإرتفاع الأسعار ؟ أم تغيير ثقافة الزواج عند الشابات والشباب ومعنى مفهوم الأسرة لديهم ؟ هل إرتفاع نسبة الطلاق ؟ هل إرتفاع نسبة الزواج العرفي والطرق الأخرى من الزواج ؟ هل المغالاة في طلبات الزواج ؟ هل البطالة المنتشرة ؟ هل إنخفاض معدلات الدخل وإنخفاض مستوى المعيشة مقارنةً بالزيادة في إلارتفاع الأسعار؟ هل زيادة نسبة التفاوت بين طبقات المجتمع ؟

العديد والعديد من الأسئلة التي لابد من إلقاء الضوء عليها ، وإن كنت أرى أنه علينا مواجهة الفكر بالفكر والوعي وليس بتراشق الكلمات والإلفاظ وتصدير الحملات المضادة فقط ، علينا نشر الوعي بأهمية الأسرة والترابط بين أفرادها ، وعلي كل الآباء والأمهات المساعدة والمساندة في الزواج والإعتدال ثم الإعتدال في طلبات الزواج .
علينا منح المزيد من الحب والعطاء والوقت الإهتمام بأولادنا ، أن نقترب منهم أكثر، أن نجلس معهم أكثر، ونتناقش معهم ونكسر حواجز الفروق الفكرية بيننا وبينهم، علينا بالمزيد من التوعية الدينية بأهمية الترابط الأسري ، كما على الإعلام التركيز سواء في الأعمال الفنية أو البرامج على ذلك بصور غير مباشرة وطرق جديدة تتناسب مع إهتمامات الشباب وأفكارهم، فنحن أمام ظاهرة جديدة تستحق الإهتمام والبحث والعلاج سريعاً قبل إنقسام المجتمع .

فاستوصوا بالنساء خيراً أيها الرجال كما قال سيدنا رسول الله ﷺ وأحسنوا إليهن وأحسنوا عشرتهم ولا تظلموهن واعطوهن حقوقهن وكونوا لهن خير عونٍ وسند في الحياة، ورفقاً بالقوارير .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *