فتاة ميتة تنقذ آلاف الناس بأمنيتها الأخيرة

كتبت/ فاطمة السيد فؤاد عليان

عامّةً عندما ينظر الأطفال إلى المستقبل، يكون ذلك لتنظيم حفلة عيد مولدهم في السنة القادمة. يحبّون أن يكون قالب الحلوى كبيراً والبالونات ملوّنة وأن يتلقّوا هدايا كثيرة وأن يكون أصدقاؤهم كلّهم من حولهم. باختصار إنه الحفل الذي سيتكلّمون عنه لوقت طويل. وبينما أكثريّة الأطفال يحلمون بلعبة جديدة أو ألعاب فيديو حديثة على الموضة، طلبت Rachel Beckwith الصغيرة من واشنطن (الولايات المتّحدة) شيئاً غير اعتيادياً لعيدها التاسع .

علمت ريتشل أن في العالم أماكن يموت فيها الناس لإنهم لا يملكون المياة الصالحه للشرب،بالنسبة إليها إنها الصدمة ومن الصعب علي فتاة في هذا السن الصغير أن تفهم أن المياة الصالحة للشرب التي تعتبرها أمرا طبيعيا ليست متوفره علي الفور في كل مكان وأن حياة البشر قد تتوقف فجأه إذا لم يشربوا .أرادت ريتشيل أن تقوم بشيء ما لتغيير الوضع في عيد مولدها التاسع.طلبت من عائلتها ومن أصدقائها أن يتبرعوا بالمال الذي كانوا يريدون إنفاقه علي الهدايا بجمعية أسست من اجل تأمين المياة الصالحة للشرب في العالم، هدفها تجميع تلاثمائة دولار ولكن عندما حان موعد عيد مولدها خاب أملها بتجميع 220 دولار فقط،ومع ذلك لم تستسلم ريتشل وتعهدت بالمحاربه من أجل تحقيق حلمها وبعد شهر تقريبا من عيدها التاسع كانت ريتشل ووالدتها في السيارة علي الطريق السريع حيث إصطدمت شاحنتهما باربعه عشر مركبه غيرهما وأحدثت مجزرة حقيقية علي الطريق.نقلت ريتشل وأمها الي الطواريء علي الفور وتعافت أمها في ذلك اليوم أما ريتشل كانت جالسه في المقعد الخلفي من السيارة ،فكانت حالتها حرجه جدا وبعد ثلاثه أيام من الحادث توفيت ريتشل وبعد اسابيع قليله من موتها كرم خادم ريتشل الجهود التي قامت بها هذه الفتاة من أجل جمع الأموال لمؤسستها.بالصفحه الشخصيه التي كانت ترعاها ريتشل وأمها علي الانترنت أصبحت أكثر إنتشارا،فإنتشرت أمنية ريتشل الأخيرة بسرعه وآثرت القصه باﻷف القلوب في العالم.وبدأت التبرعات بالتدفق علي الصفحه وقد جمعت هذه الصفحه مليون دولار،وهذا المبلغ أكبر بكثير من الذي حلمت ريتشل بجمعه.سمح هذا المبلغ بمساعدة 37 الف شخص أكثرهم من أثيوبيا،لكي يحصلو علي مياة صالحه للشرب،وهكذا تحققت اﻷمنيه اﻷخيرة لريتشل.