قصة الزائر الغريب الفائزة بالمرتبة الثانية فى المسابقة الوطنية لإبداعات الأطفال والناشئة بتونس لطفل عمره 12 عام
كتب / د.حاتم العنانى
“رصــــــد الــوطــن”
أعلنت المكتبة العمومية بفوزالطفل / بهاء الدين المناعى – البالغ من العمر 12 عام – فى المسابقة الوطنية لإبداعات الأطفال والناشئة لسنة 2018 م فى دورتها الأولى .
مضمون القصة القصيرة (الزائر الغريب) : –
….كُنّا في ما مَضى عائلة سعيدة .قَنُوعة بحظّنَا في الحياة .. أخت وحيدة إبتسامتُها كلون السّماء .عَوَّدتُ أمّي وأبي بالتّميّز في مجال الدّراسة وعرفني الكُلّ بالإنضباط وَحُسن الخُلُق ..شَرّفتُ أبي وأمّي في كلّ مكان وزمان ..وكانت سعادتي مُرتبطة بحكايات أمي قبل النّوم وبنصائح أبي كُلّما جالسني .وأكتَفيتُ باللّعب مع أختي ملاك الّتي لا تُجيدُ قوانين اللّعب بحُكم صغر سنّها .ولكن لم يكن لديّ بديل …..كان كلّ حرصي هوّ التّميّز في مجال المعرفة .من سنة إلى أخرى .والحفاظ على هذا القسط من السّعادة الّتي تُميّزُنا عن الكثير من العائلات..وأستفقتُ ذات يوم على حركات أمّي الغير عاديّة …وأنتبهتُ بعدها من دخول أبي وهو يقول بصوته الوقُور :لنُرحّب جميعا بظيفنا ا الجديد …نظرتُ إلى الباب وقلتُ في نفسي :أين هوّ هذا الزّائر ؟؟لا أحد….أسعفني والدي قائلا : منذ اليوم لسنا بحاجة إلى أصدقاء الحاسوب هوّ صديقنا جميعًا ….فرحنا جميعا بهذا النّبأ ..ولكن هذه الفرحة تلاشت …فهذا الزّائر سرق منّي أمّي وحكاياتها ..وحرمني من نصائح أبي الذي .إلتزم بالصّمت ……وأصبحت ألتقي به بالصّدفة وإن إلتقينا لم تعد نصائحه تصل إلى أعماقي …وحتّى أختي إفتقدتها ….فقد أَصبحت تجدُ كلّ شيئ لدى هذا الزّائرُ الغريب …وكلّما ترجّوتُها أن نلعب كالمُعتاد ترفُضُ رفضا بَاتًّا ….ولم أعد أجد في غرفتي كُتُبًا كالمُعتاد فأمي غيّرت كُلّ شيئ ….هُم تَخيّلُو أنهم أسعدوني ولكن بمُفردي أدركتُ أنهم قتلُوا حُبًّا أُسريّا قويّا ..وحوارًا عائليّا كان أعزّ ما عندي …وحلّ مكانهُ صمت عميق …صمت بيني وبين أمي …بيني وبين أبي ….بيني وبين جدران غرفتي …ولم يعد لوجود العائلة سوى ذكريات جميلة ….أحملُها وأنا مُتّجه إلى المدرسة وعزائي الوحيد أننا سوف نعُود ذات يوم كما كُنّا ….لا أُنكرُ أبدا أنّ الحاسوب آداة تواصل بين الشُّعُوب والأسرع في التعامُل …وأعترف أننا متى إحتجنا للمعلومة في ثوان معدودة تتوفّرُ لنا .ولكن في المُقابل سيطلُّ هذا الزّائر الغريب غير جدير بصداقتي .فلديّ من الوفاء الشّيئ الكثير لكُتُبي ولن أكون ناكرا للمعروف ….فأوّل حرف تعلّمتُه من كتاب …..وأوّل قصّة تعلّقتُ بها كانت من المكتبة المُجاورة لمنزلنا …….ليت أصدقائي يعلمون أنّ من لديه حاسوب في الأصل يفتقدُ روح العائلة ……وهنيئا لمن لا يزالُ يحتفظ بين رُفوف مكتبه بأروع القصص والرّيوايات والكُتُب .
اترك تعليقا