الرئيسية سياحة وسفر قصص من التاريخ “عريس من على باب الجامع “

قصص من التاريخ “عريس من على باب الجامع “

moda 2785
قصص من التاريخ “عريس من على باب الجامع “
واتساب ماسنجر تلجرام

كتبت / سماح احمد

"رصـــــد الــــوطـــن"


خلال مرورك في شارع بورسعيد يلفت نظرك جامعًا صغيرًا ذات أحجار كبيرة متراصة فوق بعضها يكاد يشبه المنزل الصغير أهملته يد الإنسان وطالته يد الإهمال ولا يخطر ببال أحد أنه مسجد أثريًا قديمًا جدًا يعود إلى عام 1313م، وتتردد حوله الحكايات والأقاويل بأنه مكان مبارك وله كرامات حيث تذهبن إليه من فاتها قطار الزواج أو إذا كانت امرأة عاقر، وبمجرد إجرائها لطقوس معينة "ينفك نحسها" ويهرول إليها العرسان من كل مكان طالبين ودها وقلبها.
وتنحصر تلك الطقوس في قيام النساء بصعود "دكة المبلغ" وهي عبارة عن مصطبة صغيرة إرتفاعها متران، ثم يقمن بالطواف حولها سبع مرات ثم النزول إلى المكان الأسفل بالمسجد الموجود به البئر والطواف حوله سبع مرات أيضًا، ويكررن تلك العملية لمدة سبعة أسابيع في كل يوم جمعة . 
وعند الدخول إلى الجامع تجد غرفة مغلقة على الجانب الأيسر في ممر صغير بها بركة مياه لكنها الآن أصبحت غير صالحة للشرب، وفي صحن الجامع أربعة غرف أحداهما مغلقة والأخرى لخدام المسجد والثالثة للإمام والأخيرة عبارة عن مصلى صغير للنساء، بينما المساحة الأكبر من الجامع مصلى للرجال حيث تجد بها دكة "المبلغ " حيث كان يصعد عليها المؤذن ليسمعه الناس قبل اختراع الكهرباء.
يقول أحد خادمي جامع البنات، أن هذا المسجد يقبل عليه الناس من كل مكان للدعاء والتبرك به، وغالبا ما يستجاب الدعاء وأن الكثير من الفتيات كان يأتين إليه تبركًا وتيمنًا بأنه يجلب الرزق والسعادة والزوج الصالح والإبن البار.
يقول الشيخ "فراج حسن" إمام وخطيب جامع البنات، أن المسجد تم انشاؤه منذ سبعمائة عام ، التاريخ محفور على الجدران وسمي بجامع البنات وذلك لأن الذي بناه من مماليك الدولة البرجية عبدالغني الفخري وكان يشغل منصب وزير الصدارة المصرية "وزارة المالية حاليًا" وكان "كاش للشقية" أي جامعًا للضرائب بمحافظة الشرقية، وكانت ذريته هذا الرجل 7 بنات ولم ينجب ذكور فأنشأ هذ المسجد وسماه بهذا الإسم نسبة إليهم ولكن الفتيات ليسوا مدفونين بالمسجد فمقبرتهم بمدافن قايتباي أمام مشيخة الأزهر في صلاح سالم، وبنى هذا المسجد وسماه مدرسة وجامع البنات حيث كانت المدرسة تشغل حيز غرفتين ويعد المسجد منذ انشائه كما هو لكن تم ترميمه في عام 2004 ولم يتم تجديده أو تطويره مرة أخرى.
وأوضح "حسن" أن كثير من الفتيات يأتين لصحن المسجد للدعاء إلى الله والبعض يقمن بالطقوس السابق ذكرها لتحقيق ما تتمناه سواء كان جلب الرزق أو زوج صالح أو ابن بار، مؤكدًا أن ما تفعله تلك الفتيات غير صحيح ومخالف للدين والشريعة، وأقوم بتوعية تلك البنات أن ذلك خطأ وأن الله هو الذي يجلب الأرزاق والخير من حيث لا نعلم، وأن ما يفعلنه لايجدي نفعًا، بل يكاد يكون أقرب للشرك بالله . 
وأنصح "كل فتاة وسيدة ألا يتعلق قلبها بغير الله لأن المسجد وزيارته لا يجلب الذرية أو الزواج لأن أمور الإنسان جميعها بيد الله".
فقالت سيدة أن بنت جارتها كانت قد وصلت إلى 30 سنة بدون زواج ، وكلما نصحها أحدهم بالذهاب إلى المسجد تقول أنها مجرد أوهام وأنها لاتؤمن بمثل تلك الخرافات، وحينما ملت من إلحاح والدتها وإرضاء لها حضرت إلى المسجد وبعد مرور أسبوع جاء إليها عريس وتزوجت وهى الآن أمًا لطفلين.
بينما قالت أم محمد، أن ذلك الجامع للصلاة فقط وأن فكرة الزواج أو جلب الرزق ماهي إلا خرافات ، ونحن فقط نتضرع لله بالدعاء ونصلي له ليستجب فلربما تكون أبواب السماء مفتوحة فيتحقق ما نتمناه، ولو كان ذلك الجامع يجلب العريس لكانت اختفت مشكلة العنوسة من مصر وأصبحت جميع البنات متزوجات.
والفكرة تطورت من جامع البنات إلى جميع المساجد حيث تصحب الأمهات بناتهن إلى المسجد لصلاة الجمعه ، ويزيد المرور فى صلاة التراويح شهر رمضان ، حيث تتزين البنات ويرتدين أجمل العباءات ، وتجتٍمع العرائس مع أمهات العرسان ليخترن لأبنائهم عروسة متدينة وجميلة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *