الرئيسية مقالات الكتاب مجدى سليمان يكتب : الفـــرقــة النــاجيـــة !!

مجدى سليمان يكتب : الفـــرقــة النــاجيـــة !!

fatakat 1722
مجدى سليمان يكتب : الفـــرقــة النــاجيـــة !!
واتساب ماسنجر تلجرام

خرج علينا أناس من بنى جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويعرفوننا بكينونة الفرقة الناجية من هذه الأمة فدعوا إلى مؤتمر كبير يعقد فى أحد بلاد المسلمين وهى ” الشيشان ” ونسوا هؤلاء العلماء أن هذا البلد الذى نحسب أرضه من أطهر البقاع الذى سالت عليها دماء شبابنا المجاهدون ليدافعوا عن دينهم ووطنهم فأتى لنا الشرق الملحد برجل ظاهره الإسلام وباطنه الكفر والإلحاد يسب صحابة رسول الله ليل نهار ويكره كل من هو ” سلفى ” لماذا ؟ لأنه بالطبع كاره لأى شعيرة تظهر معالم الإسلام حتى قالها بلسانه ” لو رأيت ملتحيا سلفى سأقتله ” .

كل هذه وغيره تجاهل جهلاءنا عفوا ” علماؤنا ” هذه الكلام وعلى رأسهم وللأسف شيخنا الأكبر شيخ الأزهر الذى ما علق على تصريحات المؤتمر ولا عارض اى شىء تم قوله على مائدة المؤتمر .

المؤتمر ياسادة حجَّم الرد على سؤالنا من هى الفرقة الناجية .. أو نسأل سؤالا خاصا … من هم أهل السنة ؟!

فخرجوا بتصريح وبيان – الله أكبر – تكلم يارجل قل لنا من هم أهل السنة ؟! إنهم الأشاعرة والماتريدية . حقا ؟! هل تصدق ما تقوله يارجل ؟! حيزت واسعا ورب الكعبة ..

من أنت حتى تقول هذا الجواب ؟ وأين أنت ياشيخ الأزهر من هذا التصريح ؟! … الصمت !!

دعونا ياسادة نبين لكم من هم الأشاعرة ؟!

هم فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة . وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب . ( كما في الموسوة الميسرة

 وأبو الحسن الأشعري رحمه الله رجع عما كان عليه وألّف المؤلّفات في عقيدة أهل السنة ، ومع ذلك لم يرجع أتباعه !

 وأما الخطوط العريضة في عقيدة الأشاعرة

 فإنهم يُثبِتون لله عزّ وَجَلّ سبع صِفات ، ويقولون بتأويل بقية الصفات . فيُثبِتون لله عزّ وَجَلّ ” الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ” 

ثم هم مُضطربون في إثبات هذه الصفات ! فالكلام عندهم ليس هو ما يعقتده أهل السنة من أن الله تكلّم بالقرآن حقيقة ، بل عندهم أنه حديث نفسي

 مصدر التلقي عند الأشاعرة : الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يُقَدِّمون العقل على النقل عند التعارض

 عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي . والمتواتر منها يجب تأويله ، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم . 

 وقد اضطربت عقائد الأشاعرة على اختلاف العصور ، وعلى اختلاف مراحلها وأطوارها !

وقد خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل

 بينما أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان ، ويُعبِّرون عنها أحيانا بالشكّ ! أي : أن يشكّ الإنسان أولاً ثم يعتقد !

 الأشاعرة في الإيمان بين المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي

 ولهم عقائد تُخالف عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر ، وفي حُكم صاحب الكبيرة ، وفي رؤية الله تبارك وتعالى ومع ذلك هم أقرب الناس إلى أهل السنة ، ووقد نصَر كثير منهم السنة ، وردّوا على أهل البدع مثل المعتزلة ، وغيرهم . ولا يعني هذا تصحيح ما هم عليه ، بل هم من جُملة أهل البدع ، إلاّ أن البدع ليست في درجة واحدة ، وأهل السنة أهل إنصاف لا أهل إجحاف !

 ولذا يُقرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأشاعرة إذا كانوا في بلد ولا يوجد غيرهم فإنهم هم أهل السنة في ذلك البلد .

 وذلك من ناحيتين :

 الأولى : قربهم لأهل السنة في المعتقد .

 الثانية : ذبّهم ومنافحتهم عن السنة .

 ولذا فإن أهل السنة إذا ترجموا لعلماء الأشاعرة ذكروا ما لهم من حسنات ، وذبّهم عن السنة ومقارعتهم للرافضة والمعتزلة والجهمية وسائر الفرق الضالة .ويُنظر على سبيل المثال ترجمة ” الباقلاني ” في سير أعلام النبلاء .

 

أما أهل السنة فيُثبِتون لله عزّ وَجَلّ ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل

 

والشيخ الشعراوي رحمه الله كان اشعريا ، ومع ذلك يُمكن الإفادة من تفسيره فيما يتعلق بالتفسير دون ما يتعلق بالعقيدة ، فإذا كان كلامه في مسائل الاعتقاد فيجب الاحتياط ، وعدم الاعتماد على كلامه

أما عن الفرقة الثانية ” الماتريدية “ وهم فرقة كلامية بدعية ، تُنسب إلى أبي منصور الماتريدي ، قامت في أصل أمرها : على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها ، من المعتزلة والجهمية وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية .

أما أوجه الخلاف بينهم وبين أهل السنة :
قسّم الماتريدية أصول الدين حسب التلقي إلى:
ـ الإلهيات [العقليات] : وهي ما يستقل العقل بإثباتها والنقل تابع له ، وتشمل أبواب التوحيد والصفات.
ـ الشرعيات [السمعيات] : وهي الأمور التي يجزم العقل بإمكانها ، لكن لا طريق للعقل إلى الحكم بثبوتها ، أو امتناعها ؛ مثل: النبوات، وعذاب القبر، وأمور الآخرة ، علما بأن بعضهم جعل النبوات من قبيل العقليات

 ولا يخفي ما في هذا من مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ؛ حيث إن القرآن والسنة وإجماع الصحابة : هي مصادر التلقي عندهم ، وسواء في ذلك عامة مسائل الدين .
فضلاُ عن مخالفتهم في بدعة تقسيم أصول الدين إلى: عقليات وسمعيات، والتي قامت على فكرة باطلة : وهي أن أمور الدين والعقائد تنقسم إلى أصول تدرك عقلا ، ولا مجال للسمع في إثباتها أًصالة ، وإنما هو عاضد لما يدل عليه الدليل العقلي فيها ، وأصول تدرك بالسمع ، ولا مجال للعقل فيها أصالة .
تحدث الماتريدية ، شأن غيرهم من الفرق الكلامية : المعتزلة والأشعرية ، عن وجوب معرفة الله تعالى بالعقل قبل ورود السمع ، واعتبروه أول واجب على المكلف، ولا يعذر بتركه ذلك ، بل يعاقب عليه ، ولو قبل بعثة الأنبياء والرسل ، وبهذا وافقوا قول المعتزلة .
وهو قول ظاهر البطلان ، تعارضه الأدلة من الكتاب والسنة التي تبين أن الثواب والعقاب إنما يكون بعد ورود الشرع، كما قال الله تعالى : ” وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا “.

هذا مع أن الصواب في أول واجب على العباد : إنما هو توحيده سبحانه وتعالى ، والدخول في دينه ، لا أصل المعرفة التي ركزها الله في فطر عامة خلقه .

– مفهوم التوحيد عند الماتريدية هو: إثبات أن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسيم له ، ولا جزء له، واحد في صفاته ، لا شبيه له ، واحد في أفعاله ، لا يشاركه أحد في إيجاد المصنوعات ، ولذلك بذلوا غاية جهدهم في إثبات هذا النوع من التوحيد ، باعتبار أن الإله عندهم هو: القادر على الاختراع ، مستخدمين في ذلك الأدلة والمقاييس العقلية والفلسفية التي أحدثها المعتزلة والجهمية ، مثل دليل حدوث الجواهر والأعراض ، وهي أدلة طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم ، وبينوا أن الطرق التي دل عليها القرآن أصح .


قالوا بإثبات ثمان صفاتٍ لله تعالى فقط ، على خلاف بينهم في بعض التفصيل ، وهي: الحياة، القدرة ، العلم، الإرادة ، السمع ، البصر ، الكلام ، التكوين .

أما ما عدا ذلك من الصفات التي دل عليها الكتاب والسنة [الصفات الخبرية] من صفات ذاتية، أو صفات فعلية ، فإنها لا تدخل في نطاق العقل ، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً ، وتأويل النصوص الشرعية الدالة عليها .

أما أهل السنة والجماعة فهم كما يعتقدون في الأسماء : يعتقدون في الصفات وأنها جميعاً توقيفية ، ويقولون بإثبات ما دلت عليه النصوص ، بلا تشبيه ، ونزهوا الله عن صفات النقص ، أو مماثلة المخلوقين ، من غير تعطيل لشيء من أسمائه أو صفاته ، مع تفويض الكيفية ، وإثبات المعنى اللائق بالله تعالى ، لقوله تعالى: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ “.
قولهم بأن كلام الله على الحقيقة : إنما يعنون به كلامه النفسي القائم به سبحانه ، الذي لا يسمعه العباد ؛ وأما ما يسمع فهو “عبارة” عن الصفة النفسية القديمة ، وليس هو حقيقتها !! ولذلك : لم يمتنع عندهم أن يكون ما هو مكتوب في أيدي الناس في المصاحف : مخلوقا ، فعاد أمرهم إلى قول المعتزلة ، الذي خالفوا فيه أجماع الأئمة ، وتواتر النقل عن أئمة الدين ببطلانه ، بل وتكفير قائله !!
تقول الماتريدية في الإيمان : إنه التصديق بالقلب فقط ، وأضاف بعضهم الإقرار باللسان، ومنعوا زيادته ونقصانه ، وقالوا بتحريم الاستثناء فيه ، وأن الإسلام والإيمان مترادفان ، لا فرق بينهما، فوافقوا المرجئة في ذلك ، وخالفوا أهل السنة والجماعة ، حيث إن الإيمان عندهم: اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
أثبتوا رؤية الله تعالى في الآخرة ؛ ولكن مع نفي الجهة والمقابلة ، وهذا قول متناقض ، يثبت الشيء ، ثم يعود فينفي حقيقته .

نهاية قولى حتى لا أطيل أكثر من ذلك أن الخلاف الدائر على كينونة من هم أهل السنة والفرقة الناجية فأقول  إنهم جماعة غير معروف عددهم ولا تحديد بلدانهم، أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بإخبار الله له أنهم على الحق حتى يأتي أمر الله ونحن نطمع إن شاء الله أن نكون منهم مادمنا على التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى منهج سلفنا الكرام  فلا تحيزوا واسعا يرحمكم الله وهداكم فلا احد يملك تبعيتنا لطائفة عن أخرى ودعكم من التعصب المتشدد .. هدانا الله وإياكم الى الطريق القويم .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *