الرئيسية مقالات الكتاب «مصر لن تركع»….يا مَن تُنادىِ بثورة الجياع

«مصر لن تركع»….يا مَن تُنادىِ بثورة الجياع

moda 1418
«مصر لن تركع»….يا مَن تُنادىِ بثورة الجياع
واتساب ماسنجر تلجرام
كتب محمد عبد الله سيد الجعفرى
” رصــــــد الـــوطــــن”

من الواضح والمؤكد أن الحديث عن الثورات أصبح شيء أساسى فى مصر وثورات الجياع بصفة خاصة ؛ وكل الشعب المصر يعلم جيدا أزمة الاسعار وارتفاع كل شيء فيكى يا مصر أصبح الأن غير متاح .. وكأننا على موعد معه في كل لحظة يذكر فيها الغلاء.. فعادة ما يرتفع صوت الحديث عن ثورات الجياع بارتفاع مؤشرات الفقر وانخفاض معدلات التنمية.. وكأننا نوقن دائمًا بأن الأنظمة الحاكمة هي المسئول الأوحد عن كل المِحَن والكوارث التي تعانيها الشعوب.. متغافلين -وربما عن “جهل”  أن الشعوب شريك أساسي في صناعة الأزمة.. فإذا كان الغلاء هو ابتلاءٌ من الله للحاكم.. فإن الثورات هي غضبٌ من الله على الشعب وربما لايروق إقحام الدين في مناقشة المسائل السياسية واٌلاقتصادية لكثير من العقلاء.. إلا أن الدين متوطن في تفسيرات كثير من عوام الناس، لكثير من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية.. ليرقى أحيانًا إلى مراتب النظريات الاقتصادية الكبرى، في تفسير معظم الكوارث الكونية، التي تُلِم بالبلاد والعباد!
ورغم اقتراب عبارتي السابقة من الدين كنظرية للتفسير.. إلا أنني أدعوكم للتوغل في باطن العبارة وليس ظاهرها.. فربما كان الباطن يدعوكم لكثير من التفكير والتأمل؛ الذي يأخذكم لنتائج ربما تكون لا علاقة لها بالتفسيرات الدينية!
فثورات الجياع دائمًا تقع بين محورين متصارعين كلاهما يدعو إلى الآخر، هما الغلاء والثورة.. أو بالأحرى الغلاء والمجاعة.. فلا ينسى التاريخ أن الثورة الفرنسية نفسها قامت حينما فرضت الدولة ضريبة إضافية على الملح!
ورغم أن الغلاء يعد دافعًا أساسيًا للثورة على الحاكم.. إلا أن مصادر الغلاء لم تكن واحدة في كل العصور.. ففي الدولة الفرعونية كانت الحاشية المحيطة بالحاكم وحكام الأقاليم وفساد كهنة المعابد دوافع أساسية لإفقار الشعب ومجاعته.. وفي العصر البطلمي والروماني كان الغلاء مصدره إصرار المستعمرين على استنزاف موارد الدولة، وإرسالها إلى بلادهم الأصل.. أما في العصر الإسلامي فقد كان الغلاء مصدره النيل، الذي وقف للدولة الإسلامية في مصر بالمرصاد، فتارة يجف فتموت المحاصيل؛ ويتعنت الولاة في فرض الضرائب فتزيد الأسعار.. وتارة يفيض فتهلك المحاصيل ويعم الغلاء.. وفي جميع الحالات كان المصريون يُحمِّلُون الحاكم كارثة الغلاء، سواء كانت مصادره طبيعية -كحالة النيل- أو مفتعلة بفعل فساد الحاشية وتجار الأزمة.. ومع ذلك لا يمكننا القول بأن الحاكم كان دائما فى موقف صعب للغاية وللاسف الحكومة تتعمل مع الموقف بسهولة دون عقاب وحساب لمن يتعدا الدولة المصرية …
والسؤال ….. الذي يطرحه البعض على نفسه دائمًا.. هل جاعت مصر؟ وهل ثار المصريون من أجل الطعام؟ وهل حينما ثاروا من أجل الطعام نجحت ثوراتهم؟ أم أن ثوراتهم كانت دائمًًا سياسية؟ والإجابات تأتي دائمًا مخالفة لوقائع التاريخ.. فحينما ارتفع معدل الإفلاس في عهد الإخوان وتخوف الاقتصاديون من إفلاس مصر في عهدهم. خرج محمد مرسي على الشعب قائلًا: “إن مصر محفوظة من الله.. فمن قال بأنها سوف تُفلِس هو المُفلِس”.. وكأنه حين قال ذلك؛ كان على قطيعة مع التاريخ.. أما ألسنة العامة فرغم قسوة الظروف التي بدأت تهاجم أقواتهم اليومية، إلا أنهم دائمو القول:” بأن مصر لن تنكسر.. مصر ذُكِرت في القرآن.. مصر لا يمكن أن تجوع “.. عبارات أطلقوها وكأنهم شعب الله المختار.. أطلقوها وهم لا يزالون يحتفظون بتروس ماكينات الإنتاج في مخازن مغلقة؛ حتى صدأت من كثرة الإهمال وطوال فترات التَوَقُف، وراحوا يتهافتون على كل ما هو مستورد! وحقيقة الأمر أن مصر شهدت فترات عصيبة من الفقر والجوع.. بل إن أحوال المصريين لم تكن أبدًا مستقرة اقتصاديًا.. فقد كان رغيف العيش دائمًا هو محور الصراع بين الحاكم والشعب.. والرهان على توفيره كان ولا يزال مؤشرًا لانتصار دولة على دولة، أو حزب على حزب. ومن ثم فإن القول بأن مصر دولة لا تجوع؛ هو حديث مجترئ وُجِد ليحتال به السياسيون على التاريخ، وأوجده الشعب ليُصَبِرَ به نفسه على قسوة الجوع وقهر السلطة!
فلسنا شعب الله المختار، وليست المجاعة منا ببعيد..فلقد عانينا قسوتها مرارًًا.. فحتمًا سنجوع إذا لم نعمل.. وحتمًا سنجوع إذا لم يشعر كل واحد فينا بأنه مسئول عن توفير قوته.. وحتمًا سنجوع ما دمنا كُسالى.. وحتمًا سنجوع مالم نأكل مما تزرعه أيدينا.. وحتمًا سنجوع مالم نشرب مما تنتجه مزارعنا وتعصره أيدينا.. وحتمًا سنجوع مالم نلبس مما تنسجه مصانعنا، وحتمًا سنجوع ما دمنا نستسهل الخروج إلى الميادين بدلًا من الخروج إلى الحقول والمصانع!
حتمًا سنجوع ما دُمنا مرضى.. حتمًا سنجوع مادامت مدارسنا بمثابة أندية لممارسة أنشطة لا علاقة لها بالعلم.. حتمًا سنجوع ما دامت الحكومة تكافح لتوفير الأقوات بالوكالة عن الشعب.. حتمًا سنجوع ما دام رواد مواقع التواصل الاجتماعى يَثُورون بالوكالة عن الغلابة. لم تحقق الثورات يومًا إنجازًا ملحوظًا لصالح الفقراء.. فربما حققت إنجازات سياسية لقلة من أصحابها.. لكنها خلفت وراءها ويلات من القحط والعذاب، حطت جميعها على الغلابة الذين هم في الأصل لم يثوروا وإنما ثار غَيرَهم عنهم بالوكالة!
فإذا كانت ثورة 25 يناير مثلًا قد نجحت سياسيًا حينما أسقطت حكم مبارك.. فقد فشلت في تحقيق أهداف الغلابة.. فرغم أن الخبز والعيش كانا هدفين أوليين لها، إلا أن الثوار قد تفاوضوا على أهداف الغلابة ولم يقبلوا التفاوض على أهدافهم السياسية.. مما يدلل على أنهم لم يكونوا وكلاء أمناء عن الغلابة، وإنما كانوا وكلاء لمصالحهم السياسية الخاصة . فالجياع إذا ثاروا لن يعودوا إلا وقد مُلِئت بطونهم.. لا يأبهون أبدًا ببريق السياسة، ولا تخدع بطونهم وعودها الكاذبة.. إن الغلابة إذا ثاروا فسوف يثورون على رفات وطن مريض، وعلى خراب أمة.. لا يمكن استعادتها إلا بعد سنوات من الفوضى والضياع . مخطئون من يرون أن الجياع في مصر يخططون للثورة.. بل يخطط الغلابة دائما للحصول على لقمة العيش في ظل وطن آمن ومستقر.. وليس في ظل وطن ثائر ومضطرب.. لقد تعلم الشعب الدرس جيدًا؛ فلن يسمح بتكرار ما جرى في ثورتى يناير و30 يونيو . تعلم الغلابة أن الأوطان لن تنهض بالثورة على الأنظمة الحاكمة، وإنما تنهض بالثورة على ضمائرها البالية.. وثقافاتها الكسولة.. وماكيناتها المتوقفة.. وسواعدها المتعطلة.. وتعلموا أن الأوطان لن تنهض إلا بوعى شعوبها بحاضرهم ومستقبلهم، وبطبيعة الظرف التاريخى الذي يعيشونه، فيحاولون التعايش معه، بتكاتفهم ووقوفهم خلف دُوَلِهم ضد ما يحاك لها في الظلام! لقد تعلمنا جميعا أن الثورات تفشل دائما حينما لا يملك الثوار أجندة عادلة للتغيير.. وحينما يثورون عن الغلابة بالوكالة …. فالغلابة لا يهمهم سوى القوت الآمن وليس المشتعل.. الذي راحوا يبحثون عنه في المزارع والمتاجر والمصانع، وحينما ضاق بهم الحال بحثوا عنه في عرض البحر! فالغلابة عندنا لا يملكون رفاهية البحث عن القوت على شبكات التواصل الاجتماعى.. ولا يملكون ثمن باقة الإنترنت.. والغلابة عندنا لم يمنحوا مدمنى فيس بوك الحق في الثورة عنهم ..
الشعب يعيش الان بالفعل ظروف صعبة وغاية فى الخطور وهو يعلم ان كل شيء اصبح غير يطاق .ولكن حب وعشق المصرين للوطن لا يتقدر باى اموال مثل الخونة واتباع الامريكان هم يدعون الى ثورة الجياع هل هم يعلمون من هم الجياع وهل هم جياع ام هم من السبب ف ازمة مصر بسبب الثورات العربية وتفكيك الاوطان على ذكر الثورات اين وئل غنيم .الان يعيش فى امريكة ويتقاضة اموال باهظة ماذا فعل لمصر غير الخرب …اين ممدوح حمزة رجل البناء الان يعيش فى فى الخارج ويشتم كل يوم فى جيش مصر علشان مكنش لية منصب سياسى فى مصر ابدا لن تركع مصر … تحيا مصر …. تحيا مصر …تحيا مصر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *