الرئيسية التحقيقات مع اقتراب رمضان توافد المتسولون الي بورسعيد لحجز أماكنهم والحل تكاتف مجتمعي وتوعية دينية للقضاء علي ظاهرة التسول

مع اقتراب رمضان توافد المتسولون الي بورسعيد لحجز أماكنهم والحل تكاتف مجتمعي وتوعية دينية للقضاء علي ظاهرة التسول

moda 990
مع اقتراب رمضان توافد المتسولون الي بورسعيد لحجز أماكنهم والحل تكاتف مجتمعي وتوعية دينية للقضاء علي ظاهرة التسول
واتساب ماسنجر تلجرام

كتبت : منال محمد الغراز

ظاهرة متكررة في كل عام في شهر رمضان وإن كانت هذا العام بدأت مبكرا حيث لاحظنا جميعا كأهل بورسعيد بدء توافد المتسولون لحجز أماكنهم مبكرا قبل حلول الشهر الكريم ، وبصورة أزعجت الشارع البورسعيدي من المنظر السئ في الشوارع وعند الجوامع والمساجد والمصالح الحكومية والشركات ، وبدأت عصابات التسول في تأجير أماكن الإقامة ببورسعيد لإستغلال شهر رمضان في جمع الزكاة والصدقات واحتلال المعديات والميادين ، والمساجد. والشوارع ، ،وإشارات المرور وتمثيل دور المعوق والمتخلف والمريض والمطلقة والتي تحمل رضيعا ، والمقعد علي كرسي متحرك . وذوي العاهات والمقطوع رجل أو يد ، ومن يحمل روشتات علاج وأشعات مضروبة ، ومجموعة من السيدات والاطفال يتميزون بهيئة رثة للغاية لإستدرار عطف الناس ، أو الذين يرتدون زي عمال النظافة للتأثير علي الناس لدفعهم الي دفع الزكاة أو الصدقات التي يتميز بها الشهر الكريم فهو شهر الخير والإحسان ، ولكن هل هؤلاء فقراء بالفعل ، ولو بحثت عليهم نجد ان معظمهم أصحاب قضايا ومسجلين مجرمين ، فما الحل لمواجهة هذه الظاهرة وهل الحل يكمن في الجانب الأمني فقط …
وبالفعل اتجهت بالسؤال للشيخ ” رأفت حمزة ” كبير أئمة ومن علماء الأزهر الشريف عن ظاهرة التسول في رمضان فأجاب فضيلته لا يخفى على المسلم فوائد الصدقات ، وبذل المعروف للمسلمين ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، لكن لا بد أن يعرف الجميع أن المساجد تحديدا لم تبن لاستدرار المال ، وكسر قلوب المصلين ، واستعطافهم من أجل البذل والعطاء ، بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير ، فالمساجد بيوت عبادة ، ومانراه في رمضان من تلك المناظر المخجلة التي نراها في بيوت الله تعالى للتسول والمتسولين ، لهي دليل على عدم احترام المساجد ، وعدم معرفة السبب الذي من أجله بنيت ، ودليل على نزع الحياء ، وعدم توقير لبيوت الله تعالى ، ووضاعة في أخلاق أولئك المتسولين والشحاذين والمبتزين لأموال الناس والآكلين لها بالباطل .
وأضاف الشيخ ” رأفت حمزة ” قائلا ..التسول لا يجوز إلا في أحوال ثلاث قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن المسألة لا تحل لأحد إلا لثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ورجل أصابته فاقة فقال ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ثم قال صلى الله عليه وسلم ما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكله صاحبه سحتا… وعلي هذا فالتسول دون ذلك حرام ، فمن ن كان عنده ما يسد حاجته من راتب وظيفة أو تجارة عقار أو كسب يدوي من نجارةأو زراعة أو نحو ذلك حرمت عليه المسألة ، أما من اضطر إليها فلا حرج عليه أن يسال بقدر الحاجة ، ولكن للأسف اتخذها البعض حرفة وصنعة ،بل وصل الأمر الى النصب بحجة التسول .

ويوجهنا الشيخ ” رأفت حمزة ” الي المستحقين الحقيقين بقوله كم هم الفقراء والمحتاجين ، الذين نعرفهم ويعرفهم الكثير ، ومع ذلك تجدهم متعففين عن سؤال الناس ، ولا يسألون إلا الله الرزاق ذو القوة المتين ، لأنهم أيقنوا أن الرزق من الله وحده ، وبيده وحده ، فامتثلوا أمر ربهم تبارك وتعالى القائل في محكم التنزيل : ” وفي السماء رزقكم وما توعدون ” ، ولقد امتدحهم الله تعالى لعدم مد أيديهم للناس أو سؤالهم ، فقال تعالى : ” للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً . . ” الآية . يقول ابن كثير رحمه الله : الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم ، وفي هذا المعنى الحديث المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئاً .
ويتابع الشيخ ” رأفت حمزة ” كل هذه التوجيهات الدينية تشير إلي أنه يجب أن يعلم الجميع أن الحل ليس أمنيا للقضاء علي ظاهرة التسول بل هو حل مجتمعي وتوعية دينية للجميع وضرورة أن يعلم الجميع مصارف الزكاة الحقيقية التي يجب أن تذهب اليها وعليه فلن يجد هؤلاء المتسولون سوقا لهم لرواج طريقتهم في استدرار عطف الناس وسوف تنتهي ظاهرتهم ويتجهون الي العمل وخدمة المجتمع .

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *