الرئيسية مقالات الكتاب رؤية موضوعية…..للبرامج الحوارية والحرية المسئولة

رؤية موضوعية…..للبرامج الحوارية والحرية المسئولة

moda 1742
رؤية موضوعية…..للبرامج الحوارية والحرية المسئولة
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
   “رصـــــد الـــوطـــن”

هناك ظن لدى بعض أصحاب القنوات الفضائية، بأن البرامج الأسهل في الإعداد، والأكثر مشاهدة في ذات الوقت، هي البرامج الحوارية، لذلك صاروا يملؤون قنواتهم بهذا النوع من البرامج طوال فترات البث، وهذا الظن، وهو ظن غير سليم طبعا في اعتقادي، وهذا الاستخفاف في النظر إليها، جعلهم يتساهلون بالتبعية في اختياراتهم لمقدميها، من باب أن الأمر لن يتطلب سوى شخص، لا بأس به شكلا، وقادر في ذات الوقت على توجيه الأسئلة المعدة مسبقا للضيوف، والأهم من ذلك محاصرتهم ومقاطعتهم واستفزازهم طوال اللقاء، حتى يكون للبرنامج، في ظنهم، نصيبه المقبول من نسبة المشاهدة،

فأن البرامج الحوارية التلفزيونية في أيامنا هي أقصر الطرق الإعلامية وأسهلها للوصول إلى اكبر عدد من الأفراد من كل الشرائح مشيرا إلى أن لمصطلح البرامج الحوارية أكثر من تعريف منها “نوع من الحديث بين شخصين او فريقين يتم فيه تداول الكلام بطريقة متكافئة” وفي تعريف آخر “هي البرامج التي تستضيف شخصا متخصصا ليتحدث إلى الناس بشكل مباشر في موضوع معين”.

فأن أهداف البرامج الحوارية التلفزيونية تتلخص بأهداف دعائية وإرشادية وترفيهية مشيرا إلى أن هذه الأهداف تتلون بحسب أنواع البرامج من سياسية إلى خدمية أو ثقافية وغيرها والتي يجمعها أهداف واحدة وهي إيصال الحقائق والمعلومات والحث على المزيد في التفكير في الموضوع الذي يطرحه البرنامج والتعريف بشخصية ما.

فلهذه البرامج فعّالة ولها تأثير كبير على المجتمع، ولا يمكن نكران قدرتها أكثر من غيرها على تشكيل الرأى العام خاصة فى المجتمع المصرى الذى ينشغل معظمه طوال الوقت بالبحث عن (لقمة العيش)، وترتفع فيه نسبة الأمية والفقر بحيث لا يستطيع معظم أفراده قراءة الجرائد ومتابعة المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت

أن بعض مقدمى هذه البرامج يستخدمون برامجهم فى تصفية حسابات شخصية مع أشخاص بعينهم، ولا يُراعون حتى التأدب اللفظى، ولن نقول هنا المهنية لأنها بعيدة كل البعد عنهم.. فكل من يوجه حديثاً للناس على شاشة التليفزيون بصفته إعلاميا لابد أن يتسم بالمهنية ويملك قواعد المهنة ويكون واعيا بدرجة كافية تؤهله لتشكيل آراء غيره، وكون شخص ما سطع نجمه فى مجال ما والناس يحبونه فى مجاله، فهذا لا ينفى أنه غير مؤهل لأن يصبح إعلامياً جيداً، والإعلامى غير المهنى قد يرتكب كوارث.. بلا مبالغة»

إن المقدم الناجح هو ذاك الذي يستنطق ضيفه عبر طرح سؤال مهم يضيف شيئا للمشاهدين، وهو الذي يبني سؤاله الثاني على إجابة الضيف، فإما أن ينطلق به إلى نقطة أخرى أو يعيده إلى ذات النقطة لمزيد من الاستيضاح أو حتى ليظهر لمشاهديه بذكاء أن الضيف تهرب من الإجابة أو عجز عنها، دون الحاجة لمقاطعة هذا الضيف بحدة أو استفزاز، ومعلوم أن هذه القدرة لا تتاح لأي مقدم ما لم يكن متدربا تدريبا مكثفا على هذه الصنعة، وما لم يكن أيضا قد اطلع وبتعمق على مادة اللقاء ومحاور الأسئلة، وما نراه اليوم بعيد كل البعد عن هذا. من الناحية الأخرى، فإن هناك قدرا كبيرا من الملامة يقع على جانب الضيف الذي يقبل الظهور في مثل هذه البرامج الحوارية الضعيفة المستوى، فهو من وافق أن يظهر مع هذه الشاكلة من مقدمي البرامج، وقد كان يتحتم عليه أن يكون قد اطلع على نماذج لحلقات من البرنامج حتى يعرف وتيرته، ويدرك مستوى مقدمه فيعتذر منه إن رأى ذلك، وهذا حقه.

صحيح أن البرامج الحوارية فيها مخاطرة أحياناً، ولكنها في الوقت نفسه هي نقطة حوار بين المشاهد والضيف والمسؤول، في الحوار تنكشف الكثير من الأقنعة ويتعرى الكثير، والجميل أن ردة الفعل سريعة من المشاهد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لم يعد أسلوب التلقين وفرض أفكار معينة سهلا على المشاهد في الوقت الحاضر، ومحاولة بعض الضيوف تمرير أفكار محددة غير مقبول لأن المشاهد أصبح يعى كل شئ.

مذيع البرنامج من وجهة نظري يتحمل النسبة الأكبر من الإساءة أو خلافها للمجتمع أو الشخصيات الاعتبارية، لأن الضيف الذي يختاره ليس بجاهل عن أفكاره ومعتقداته، فعندما حاول البعض التماس الأعذار لمقدم البرامج فإنهم بذلك يبرؤونه من إقحام ضيوف يعلم الكثيرون منا توجههم واستغلالهم للظروف في التلاعب فيها.

وهنا تأتي الخطورة من التميز بعدد البرامج، ولكن الاستفادة من الأخطاء مهم جداً،. صحيح أن الأغلبية يبحثون عن الإثارة وإسقاطات بعض الضيوف غير المقبولة، ولكن في الوقت نفسه نحتاج لبرامج ترفع من سقف التفكير ولا يكون دورها محددا في إيصال أفكار ودعم أجندات معينة!

وللحديث باقية ……. عن البرامج الحوارية بين الحرية والمسئولية 

 

 

اقرأ المزيد….

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *