الرئيسية تقارير “هي” تاج علي الراس…حكايات حقيقية عن الست المصرية واقع نعيشه الحاجة ( أم محمد )

“هي” تاج علي الراس…حكايات حقيقية عن الست المصرية واقع نعيشه الحاجة ( أم محمد )

moda 2463
“هي” تاج علي الراس…حكايات حقيقية عن الست المصرية واقع نعيشه الحاجة ( أم محمد )
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / نسرين نبيل
“رصـــد الـــوطــن”

حكايتنا اليوم حكاية غير عادية ومن الممكن أن تقول بإنها حكاية إستثنائية بطلة قصتنا اليوم هي تاج علي رأس كل إمرأة مصرية ، سيدة لو نظرت في عينيها لوجدت الرضا والطيبة ، أم محمد هي سيدة تبلغ من العمر ٥٥ عام وهي غير متعلمة ، عملت بأكثر من مهنة وذلك لمساعدة زوجها والذي يعمل عامل في إسطبل بمرتب بسيط ، لديها أربع أولاد أحمد ، محمد ، إسلام ، مها

بدأت أم محمد بالحديث بأنها عملت بأكثر من مهنة وذلك لمساعدة زوجها ولكي تستطيع أن تعلم أبناءها
وتقول بأنه كان لديها الفرصة للعمل كعاملة في إحدي الشركات أو المدارس ولكنها رفضت حتي تكون مع أولادها معظم الوقت لذلك أختارت العمل الحر

وإنها تستاء جدا من الأمهات اللاتي يتركن أولادهن وقت طويل للذهاب إلي عملهن ، فهي تري أن البيت والأولاد
أهم من أي وظيفة ، لذلك لجأت للعمل الحر حتي تتمكن من رعاية بيتها وأولادها لأنهم هم في المقام الأول
وتكمل بطلة قصتنا ( أم محمد ) بأن أول عمل قامت به هو بائعة خبز والعمل الثاني بائعة ليمون والثالث بائعة أنابيب فلقد كانت تحملها علي رأسها وتقوم بتوصيلها إلي المنازل ، وهي الأن تبيع الذرة المشوي أو كما يسمونه الحمام المشوي

وتواصل أم محمد حديثها بأنها تعبت كثيرا في حياتها ، وشاركت زوجها الكثير والكثير من الأحزان وأيضا الأفراح
وتحملت الكثير من الأعباء لتربية أولادها تعليمهم قدر إستطاعتها هي وزوجها وتقول علي الرغم من أن زوجي غير متعلم ورجل فقير إلا أنه لم يتهاون لحظة في إعطاء بيته وأولاده كل ما يملك

وانا أسانده بكل ما أوتيت من قوة بدون يأس أو تذمر فأولادي ولله الحمد متعلمون إبني أحمد حاصل علي دبلوم تجارة وهو يعمل في ورشة للألومنيوم ومحمد حاصل علي دبلوم تجارة ويعملفي مصنع للخياطة وإسلام حاصل علي معهد كمبيوتر أربع سنوات وهو يعمل بشركة كمبيوتر وأخيرا مها وهي حاصلة علي دبلوم تجارة وهي ربة منزل وجميعهم متزوجون ولديهم أولاد والحمد لله ، وتكمل شهر زاد بأنها تري هذه الأيام نسبة طلاق غير عادية وذلك لعدم تحمل كلا من الأب أو الأم للمسئولية وضغوط الحياة

ونصيحتي لكل زوجة وأم لأنها هي أساس وعمود البيت تحملي وساعدي زوجك قدر المستطاع وستأجرين لما تفعليه معه ومع أولادك وأبتسمت أم محمد إبتسامة مملوءة بالأمل وقالت سأروي لكي قصة والله ستتعجبين لها ليري كل أب وأم بأن الله لا ينسي عبده ابدا وطالما تزرعين الخير تحصديه ، عندما أنجبت أحمد ولدي الثاني كانت الحالة المادية سيئة للغاية

وكان زوجي مسافرا لمحافظة الفيوم لتوصيل خيل إلي هناك ، وكنت هزيلة ضعيفة من قلة الطعام وكنت أتمني
أن أجد حتي ولو قطعة من اللحم أو الدجاج لأكلها حتي أستطيع الوقوف علي قدمي ومواصلة خدمة أبنائي وعملي

وفي أثناء جلوسي وأنا حزينة مهمومة اسمع صوت ببلكون منزلي المتواضع وعندما ذهبت لأري ما هذا الصوت وجدت حمامة واقفة علي السور تنظر لي وهي مستسلمة وكأنها تقول لي هلمي بي هيا أمسكيني فأمسكتها والله لم تحاول حتي الطيران سميت عليها وذبحتها وبعد تسويتها وحشوها بالأرز ايقظت إبني محمد وكان صغيرا وأكلت أنا وهو وشبعت جدا والله قد فاض منها فإن الله لا ينسي عباده ونصيحتي لكل أم عندما يتزوج إبنك لا تطلبي منه شيئ فهو يكفي بأن يتكفل ببيته وأولاده في هذه الأيام الصعبة

فأنا أعمل بائعة للذرة حتي لا أطلب أي شيئ من أولادي بل علي العكس أحاول أن أساعدهم قدر المستطاع وأنصح أي ابن بألا تقصر في حق والدتك فأبسط ما تقدمه لها بعد زواجك هي زيارتها فقط ، فكل أم تتمني أن تري أولادها في أحسن حال وأثناء حديثي مع أم محمد رأيت إمرأة أخري هي مثال حي للتكامل والتعاون والمحبة بين المصريين (أم مروان ) تعمل حارسة للعقار التي تجلس بجواره أم محمد أتت ومعها طبق من البلح قدمت لي التحية وهي متعجبة لماذا أجلس بجوار أم محمد علي الرصيف وماذا أقول لها ؟ وقالت لأم محمد (طبق بلح علشان تحلي بيه ربنا يحلي أيامك )

هاهم المصريون الحقيقيون مثال حي للصبر والمثابرة والتعاون والحب والعطاء بدون مقابل وللمرأة المصرية التي تتحمل صعوبات لا يستطيع أحد تحملها من أجل الوقوف بجانب زوجها وتربية أولادها وتخلص حكايتنا
انتظروني وحكاية ست مصرية جديدة …هي …. تاج علي الرأس

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *